أعاد مسلحو تنظيم داعش. باستيلائهم علي مدينة الموصل. عاصمة نينوي ثاني محافظاتالعراق. ما فعله زمن الدولة العباسية علي بن محمد قائد ثورة الزنج. الظروف تختلف من حيث التوجه. فقد كانت ثورة الزنج اجتماعية المقصد. أما هذا التنظيم فيزعم مناصرة الإسلام. من الصعب تصور أن أفراده سيطيلون احتلال الموصلك كما فعل علي بن محمد الذي جعل من المدينةالعراقية المهمة منطلقاً لاحتلال العراق أكثر من أربعة عشر عاماً. لكن اجتياح مسلحي داعش للموصل ومحافظة نينوي بأكملها. ومدن أخري تالية. مؤشر للأخطار التي تهدد الوطن العربي. الهدف من احتلال هذه المناطق هو الانطلاق إلي سوريا المجاورة والتي أفلحت داعش في إقامة العديد من الركائز بها دير الزور مثلاً ثم إلي بقية أنحاء العراق. المشكلة في الانهيار الغريب الذي حدث للجيش العراقي. يري الكثيرون أنه انعكاس للخلافات السياسية علي أفراد القوات المسلحة. فهم ينتسبون لقبائل وعشائر ومذاهب دينية بالإضافة طبعاً إلي عدم تقدير قوة متطرفي داعش. اعتبروا مجرد عصابات محدودة الفعالية والتأثير . ولكنها استطاعت أن تفيد من تلك النظرة المختاذلة. فاستولت علي واحدة من أهم مدن العراق. ثم احتلت المزيد من المدن بهدف إخضاعها للتطرف. إذا كانت الحكومة العراقية قد أعلنت التعبئة العامة في البلاد. فإن التعبئة ورادة بل ضرورية في بقية الأقطار العربية التي ربما تصيبها العدوي. فلمسلحي داعش وجودهم الفاعل في الأرض السورية. وهو ما يفرض ضرورة التعامل مع هذا الخطر عربياً . لأنه لن يتوقف عند حد بل سيحاول التوسع إلي بقية أقطار الوطن العربي. كل الاجتهادات والتخمينات أخفقت في التعرف إلي الجهة التي تحرك هذا التنظيم. وتدعمه لقد ظهر في معارك سوريا معادياً لطرفي الصراع بما أثار السؤال: لصالح من؟ ثمة من يشير إلي قوي محلية. بعضها يشارك في لعبة الحكم داخل العراق. وثمة من وسع النظرة فرأي فيما حدث وتوقعات الأحداث ما يشي بمخططات التقسيم التي لن تقتصر علي مساحة العراق. وإنما تستهدف الأقطار العربية الأخري حتي أقطار الخليج العربي موضوعة علي الخريطة. بحيث يتحول الوطن العربي إلي إمارات متناثرة. تخضع للتآمر الاستعماري الغربي والصهيوني. التنظيمات المتطرفة أو الإرهابية خطر لا يقتصر علي قطر عربي بذاته. بل تشمل الوطن العربي جميعاً. شعاراتها إسلامية. لكنها تحمل الخراب والدمار. أو في أقل تقدير. العودة بوطننا العربي إلي القرون الوسطي. وهو ما تعرفنا منذ فترة قريبة إلي ملامح منه.. لولا لطف الله!