البكاء رحمة من عند الله تعالي.. وأشهر من بكي علي وجه الأرض رحمة كان رسول الله صلي الله عليه وسلم عندما بكي ابنه ابراهيم الذكر الوحيد من مارية القبطية والذي لم يتجاوز ال 18 شهراً فقال له سيدنا عمر رضي الله عنه أتبكي يا رسول الله وابنك لم يبلغ الحلم ولم يجر عليه القلم فما بال ابن الخطاب الذي بلغ الحلم وجري عليه القلم.. ومن أشهر من بكي في العصر الجاهلي المهلهل بن ربيعة عندما بكي أخاه وائل الذي قتله جساس بن مره والخنساء بكت أخاها صخرا. البكاء أنواع.. بكاء من الحب وبكاء من أجل السلطة وبكاء من أجل الوطن.. فأشهر من بكي شبابه وملكه امرؤ القيس ولبيد وعدي بن زيد أشهر من بكي في الحب عنتره ابن شداد وقيس من الملوح وكثير عزه وابن زيدون عندما بكي وولاده بنت المستكفي وأبوفراس الحمداني وأشهر من بكي من الصحابة للفراق الزبير ابن العوام عندما علم بمقتل أخيه علي يد عبدالملك بن مروان.. ومن أشهر من بكي من السياسيين والرؤساء والوزراء جابر الصباح أمير الكويت الأسبق بكي في الأممالمتحدة عندما احتلت بلاده من قبل العراق وصدام حسين عندما قتل أصحابه بكي وأبكي من معه في مشهد درامي أشبه بالكوميديا وجورج بوش عندما كرم جندياً أمريكياً ومنحه ميدالية الشرف في 8 ابريل عام 2008 عندما قتل في مدينة الرمادة 2006 كما بكي في يوم المحاربين وبراك أوباما عندما بكي علي الناشطة السياسية دورثي هايتي 2010 وفؤاد السنيورة «رئيس وزراء لبنان الأسبق وقالت له ليفني وزيرة خارجية اسرائيل آن ذاك قالت كفف دموعك يا سنيوره. ولكن الذي لفت نظري قبل ثلاثة أيام من السياسيين ولم أفهم مقصده من هذا البكاء وما هو السبب من وراد ذلك وما الذي أبكاه في القفص وهو الرئيس الأسبق حسني مبارك.. هل بكي عندما استرجع شريط حياته كاملاً وقت ان كان ضابطاً صغيراً في سلاح الطيران يدافع ويقاتل وليس له أمنيات الا ان يشارك في تحرير الأرض أو عندما دانت له الدنيا وابتسمت وصار رئيساً لمصر وكانت الميادين تلبس زخرفها والأغاني تملأ الشوارع والكل يشيد بالعبقرية ويثني علي ولديه علاء وجمال أم أنه نظر الي نفسه في البدلة الزرقاء ولسان حاله يقول لماذا لم أقنع بما أنا فيه "قائد كبير في الجيش" أم استيقظ قلبه وبكي علي الشباب ورأي دموع الأرامل واليتامي والثكلي وقال في قرارة نفسه كيف أقابل الله. أم أنه بكي وفي قرارة نفسه ويقول انه مظلوم ولم تلطخ يداي بالدماء ولم أمر بقتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير بل قتلهم الأعوان له في الحكم كل هذه الأمور يعلمها الله وحده وهو الكاشف ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.. ولكن الشيء المؤكد ان الحكم الذي صدر ضده من القضاء بثلاث سنوات في قضية فساد القصور الرئاسية وهذه ليست ادانة لمبارك وحده ولكنها ادانة ل 30 سنة مضت.. نرجو وندعو الله ان يصلح حال الشعب وحال مصر ويجعل هذا البلد آمنا من كل الشرور ومن يريد بها شراً فلينتقم الله منه.