المرأة .. ملك هبط من السماء ليطهر قلوبنا بالحب ويرقي بعواطفنا ويذكي شعورنا ويشجعنا علي النهوض بأعباء واجباتنا.. قصص الحب كثيرة سواء قبل الإسلام أو بعده.. وأشهر من أحبوا وعشقوا في العصور سواء قبل أو بعد عنتر بن شداد وعبلة وقيس بن الملوح وكثير عزه وأمرؤ القيس وفاطمة.. ووائل بن أبي ربيعة والجليلة بنت مرة والذي قتل من أجلها تبع اليمن.. وولادة بنت المستكفي وابن زيدون الوزير العاشق وحفصة الركوانية وابن سعيد. هؤلاء ارتقوا بمشاعرهم وتقربوا بأشعارهم للمرأة وهاموا فيها حباً.. ولقد رأيت أنني من المحظوظين لقراءتي لهؤلاء.. هؤلاء أحبوا من أجل الحب وعشقوا من أجل العشق.. ولقد شذت عن القاعدة حفصة الركوانية ولكن بين العاشق والمعشوق تذوب الفوارق والطبقات.. فقد ضربت مثلاً للمرأة المحبة.. فمعروف في قانون الكون أن المرأة تكون مطلوبة لا طالبة ولكن من أجل سلطان القلب كسرت القاعدة وقالت لابن سعيد "أزورك أم تزور.. فإن قلبي إلي ما تشتهي أبداً يميل" خرجت الحبيبة عن الوقار وقالت في بيت الشعر مش مهم مين فينا اللي يروح لمين أنا قلبي دائماً يشتهيك وأحب زيارتك. أما ابن زيدون الوزير العاشق فقال لولادة "بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا شوقا إليكم ولا جفت مآقينا". لا شك أن الحب ينبوع فكلما صدقت فيه العاطفة جاء قوياً حاراً.. يبكي له كل محب ويتأوه عنده كل عاشق لأنه يترجم هواه. لقد سئمت السياسة والمناظرات وأردت أن أرجع لصباي وأتذكر المحبين.. والشعراء ..فعندما يقول قيس بين الخطيم الأوسي. "فرأيت مثل الشمس عند طلوعها.. في الحسن أو كدونها الغروب "وأما صخر الهزل". فقال: .. فيا حبها زدني جوي كل ليلة.. ويا سلوة الأيام موعدك الحشر". * أما جميل.. فقال: "يموت الهوي إذا ما لقيتها.. ويحيا إذا فارقتها فيعود لكل حديث بينهن بشاشة.. وكل قتيل عندهن شهيد. هذا قد يكون شيئاً طبيعياً عند المحبين أن المرأة هي هواهم وسعادتهم فهي الأنس إذا حضرت وهي الشغل الشاغل وحديث النفسي إذا غابت.. فهي آية الجمال وملهمة الجانب الروحي والاشعاعة التي تضيء الحياة وهي أبهي ألوان الجمال وهي قلادة الشعر ونغمات القلب وموسيقي الروح والراحة والنشاط وهي آيات الهوي. وأتعجب من الرجال غلاظ الطبائع الذين لا يحمدون الله علي النعم التي أنعم الله علينا بها وهي المرأة الصالحة الجميلة. أتعجب من المرأة التي تبحث عن حقوق وأقول في نفسي إن الرجل رقيق لديك وأنت الحاكم ومقاليده في ناصيتك.. أنت التي تعطي الحرية ومن أجلك يقتل... آه لو تعرفين قيمتك في القلوب لسجدت لله شكراً. آه من الحب ولوعته فهو الذي يخلق الإنسان فارساً نبيلاً.. و بطلاً كريماً .. الحب الصادق أراه وأتصوره هو الرعاية للحبيبة والطاعة والمخاطرة من أجلها والبأس والحمية والجلد إلي جانب دماثة الخلق والسرقة والخضوع لسلطان القلب.. لقد أفرطنا في الحديث عن الحب والعشق والجمال ولكن هناك حب أشد من هذا وذاك وهو حب الله تعالي ورسوله صلي الله عليه وسلم.. هذا الحب الذي يرتقي بالنفس حقيقة. تجد سعادتك وأنت ساجد لله تدعو وإذا قدرت ولا تتجبر وإذا هلكت لا تسعر خدك ولا تتكبر.. إذا شعرت بهذه الميزات فأنت بإذن الله تعالي من المقبولين عند الله.. اللهم ارزقنا حبك وحب من أحبك وحب من يقربنا إلي حبك أنت قادر يا كريم.