من الأبجديات التى نعلمها لطلبة الصحافة أن الصورة الجيدة تغنى عن ألف كلمة، وهناك صورة متداولة لحاكم الشارقة الشيخ سلطان بن أحمد القاسمى أثناء استعداده لافتتاح فعاليات الدورة 44 لمعرض الشارقة الدولى للكتاب يوم الأربعاء الماضى وعلى يمينه عالم الآثار المصرية الأشهر دكتور زاهى حواس، يهديه أحدث كتبه، الذى يبلغ وزنه 18 كيلوجرامًا، ويعد أفضل ما كتب عن الآثار المصرية، نصًا وصورة، وعلى يساره يجلس الكاتب الكبير محمد سلماوى الذى تم تكريمه خلال فعاليات المعرض باعتباره شخصية العام الثقافية، وفى نفس الجلسة كان يجلس الفنان المصرى خالد الصاوى، ود. عبدالواحد النبوى وزير الثقافة المصرى الأسبق.. خارج الدائرة الضيقة القريبة من حاكم الشارقة، كانت مصر حاضرة أيضًا بقوتها وبهائها الثقافى فى كل متر مربع من هذا المعرض الذى يتصدر معارض الكتب فى العالم فى تبادل وبيع حقوق الملكية والنشر والترجمة، كما قال بفخر أحمد بن ركاض العامرى، رئيس هيئة الشارقة للكتاب. لوهلة يختلط عليك الأمر، وتتساءل: هل أنا فى معرض الشارقة، أم أننى أتجول فى معرض القاهرة الدولى للكتاب؟ حيث مصر ممثلة بمشاركة أهم دور نشرها، واحتلالها المرتبة الثانية من حيث عدد دور النشر المشاركة، بعد الدور الإماراتية، كما أن القاسم الأكبر من الندوات، والفعاليات المختلفة، كان لمصر نصيب الأسد فيها، إما بمشاركة مبدعيها ونقادها من كل الأجيال، وإما على مستوى إدارة الجلسات، حتى جانب الترفيه، فقد نجح كريست المصرى المشهور بألعاب خفة اليد، فى لفت أنظار زوار المعرض، وبالذات الشرائح صغيرة العمر.. كما فازت مصر بجائزتين مهمتين فى «الجائزة الدولية لأدب الطفل»، ومن الأمور التى تسعدك مظهر الجماهير الغفيرة الذين احتشدوا مبكرًا فى القاعة الكبرى لأرض المعارض «إكسبو الشارقة» لمتابعة ساحر الآثار المصرية الدكتور زاهى حواس. نفس الأمر تكرر فى ندوة الفنان خالد الصاوى وظافر عابدين. هذه القوة الثقافية الناعمة التى تتمتع بها مصر، فى رأيى تحتاج إلى رعاية وصيانة، فهى لا تسير هكذا بقوة القصور الذاتى، ويجب ألا نتعامل معها باعتبارها أمرًا لا بد منه أو أنها من الأشياء التى يجب أن تقع بالضرورة، ما أريد أن أؤكد عليه، أن القوة، أية قوة، حتى العسكرية منها، لا تبقى فى الصدارة للأبد، إلا بشروط من أبسطها رعاية ودعم وإدراك حقيقى لمكامن وعناصر القوة لتعزيزها .