موجة من الانتقادات الحادة وجهها النقاد السينمائيون إلي أفلام موسم عيد الأضحي هذا العام بصفة خاصة نظراً لتضمنها موضوعات البلطجة والسنج والزنا والعلاقات المحرمة واعتمادها بشكل كبير علي المشاهد الخارجة والخادشة للحياء...وأشار النقاد إلي أن الموسم الحالي هو الأسوأ في تاريخ السينما المصرية. في البداية أكد الناقد طارق الشناوي: أن السينما المصرية تشهد أسوا مواسهما علي الاطلاق فمعظم الأفلام لا تعزف سوي نغمة الأباحية وتضمنت تجاوزات لفظية وحركية ولجأ منتجي هذه الأفلام إلي عوامل جذب رخيصة باستخدام الجنس والعري للاستحواذ علي الجمهور من الشباب مشيراً أن أفلام العيد جميعها نوعية واحدة وتتضمن تركيبة واحدة مكونة من غنوة شعبية ورقاصة وبلطجي وعدد من الإفيهات الجنسية والضحكات الخليعة مؤكداً أن تلك النوعية من الأفلام لا تظل في الذاكرة كثيراً. أضاف: أن فيلم "القشاش" من نوعية تلك الأفلام والتي أسفرت في النهاية عن فيلم ضخم الجثة ولكنه بلا روح أو مضمون وينتهي من ذكراتك قبل أن تنتهي أحداثه . والسبكي ارتكب كارثة في معادلة وتركيبة فيلم "عش البلبل" وتراجعت تماماً الايرادات وكانت المفاجأة التالية هو فيلم "القشاش" فهو مصنوع طبقا لكتالوج أفلام العيد وصناعه قاموا بخطأ جسيم هو الاعتماد علي حورية فرغلي والتي لم تصبح نجمة قادرة علي الجذب الجماهيري. وكذلك محمد فراج الذي تسرع منتجوه في اسناد البطولة المطلقة له فكان بحاجة إلي أدوار أكثر تقربه من الجمهور بدلاً من أن يتحول إلي نسخة تايوانية مضروبة من "عبده موته". "هاتولي راجل" بينما أضافت الناقدة علا الشافعي: اعتبر فيلم "هاتولي راجل" الأميز في الموسم السينمائي الحالي فهو أفضل المعروض سواء من ناحية الفكرة التي تم طرحها في إطار الفانتازية الساخرة كما جاء التمثيل كواحد من أفضل عناصر الفيلم من خلال قدرة المخرج محمد شاكر أن يحصل من نجومه علي منطقة لمعان خاصة في الأداء خصوصاً أحمد الفيشاوي وشريف رمزي ويسرا اللوزي وإيمي سمير غانم اللتين أدتيا الدور بتلقائية وبساطة كما أن الفيلم لم ينجرف إلي الابتزال وسط هذا الكم من الأفلام المبتذلة. موضحة أن أفلام السبكي تجارية للأستهلاك في العيد والحصول علي العيدية فهناك من يقطع التذكرة للفيلم الردئ وينهال عليه باللعنات أمام أصدقائه وبعد ذلك يقطع مجدداً التذكرة إليه مره أخري طالما لاتزال بقايا العيدية في يده. هبوط ثقافي اتفقت الناقدة خيرية البشلاوي مع الرأي السابق موضحة: أن الأفلام السينمائية المعروضة حالياً جزء من الهبوط الثقافي في العام الموجود في المجتمع المصري وتعكس الواقع الاجتماعي الذي نعيشه وتتماشي مع الذوق الشعبي السائد القائم علي البلطجة والانحطاط الأخلاقي والسوقية والابتزال في الحوار وهي التركيبة الخاصة بأفلام السبكي مؤكدة أن افلام السبكي خطر علي الأمن القومي لأنها بتفرغ العقول وتساعد علي انتشار الفساد موضحة أن أودات السبكي تتلخص في الرقص الفاضح الرخيص مستخدماً المؤخرات والتلميحات الجنسية والتي يستجيب لها الجمهور إلي جانب المطربين الشعبيين أمثال أوكا وأورتيجا وبوسي وتتفاعل معهم الجماهير من خلال تواجدهم في الأفلام والكباريهات فهم أفراز المجتمع المنحدر مشيرة أن فيلم "هاتولي راجل" يعتبر الأفضل نسبياً هذا الموسم كونه مختلف ثقافياً وأجتماعياً ويخاطب الطبقة المتوسطة بعكس أفلام السبكي التي تخاطب الطبقات الشعبية. أفلام فاسدة أشاد الناقد سمير الجمل إلي أن هذه الأفلام تساهم بشكل أساسي في تدمير ثقافة المتجمع والذوق العام كما أنها تخدش الحياء وتحرض علي الفسق وتعاطي المخدرات والبلطجة فلا يجب أن نطلق عليها مسمي أفلام فهي لا ترتقي إلي مصطلح "فيلم سينمائي" فهي عبارة عن عدد من الحركات البذئية و"رقاصة" وبلطجية ويطلق عليها فيلم فهي عبارة عن كباريهات تقدم علي شاشة السينما فلا قصة ولا موضوع ولا تمثيل ويتوفر فيها فقط كل فنون قلة الأدب فهذه الأفلام خطر علي الجمهور ويجب تجاهلها من جانب مشاهدي السينما وعلي صناع السينما أن يقوموا بدورهم في مواجهة تلك النوعيات "الهابطة" والمنحدرة من الافلام من خلال انتاج أفلام جيدة تحترم المشاهد وتساعد علي رقي الذوق العام. أضاف: أنا ضد أفلام السبكي والذي أصفها بالفاسدة فيجب أن يكتب عليها "ضارة بالذوق العام" مثلها مثل السجائر والتي يكتب عليها "ضارة بالصحة" ولكن الناس لم تقلع عن التدخين فالسبكية يتباهون بتحقيق ايرادات ولكنها خادعة ولا تعبر عن الجمهور الحقيقي للسينما فالسبكي مثل تاجر المخدرات الذي يحقق ربحاً وفيراً من تجارته ولكنه ينجح في افساد. أوضح أن لجهاز الرقابة علي المنصفات الفنية قوانين عقيمة فلابد أن يتم تغيير هذه القوانين وأن تكون هناك وقفة لمواجة كل شيء يخالف الذوق العام لأن كل ذلك سوف ينعكس علي تربية أولادنا الذين يقومون بالتقليد الأعملي لأفلام السبكي التي تفسد التربية والتعليم لدي أولادنا وتهدف للأحتيال عليهم لأخذ العيدية فأنا اعتبرها "أفلام الأفلاس لأصيطاد الفلوس" مؤكداً أن افلام السبكي مثلها مثل إسرائيل تريد أن تفسد جيلاً كاملاً من الشباب.