بينما تواجه الأندية أزمة مالية طاحنة بسبب تراجع معدلات النمو الاقتصادي نتيجة للاضطرابات السياسية ومسلسل المظاهرات والاعتصامات الذي تعيش فيه البلاد منذ قيام ثورتي 25 يناير و30 يونيو وتوقف النشاط الرياضي وعدم استقرار مسابقاته وهروب الرعاة حتي أصبح الغموض يسود مستقبل بطولة الدوري العام لكرة القدم وبات انطلاق المسابقة في الموسم القادم "2013 2014" علي كف عفريت فإننا نجد مناطق اتحاد الكرة وقد أقدمت علي تصرف خطير يتمثل في زيادة رسوم قيد وانتقالات واستخراج بطاقات اللاعبين الناشئين في مختلف المراحل السنية والاشتراك في المسابقات عشرة أضعاف الرسوم المعمول بها سابقا.. وهو قرار خاطئ لأنه يهدد بصورة كبيرة في ظل الأزمة المالية التي تعاني منها الأندية إلي انخفاض عدد الفرق المشاركة في المسابقات الموسم الجديد والمرحلة القادمة وهو ما سوف ينعكس سلبيا علي مستقبل الكرة المصرية ومدي قدرتها علي تشكيل المنتخبات الوطنية نتيجة لتقلص قاعدة المسابقات في مختلف المراحل السنية ويتردد في كواليس الجبلاية ان وراء تلك المهزلة كلاً من محمد مجاهد ومجدي المتناوي عضوي مجلس إدارة الاتحاد في إطار خطتهما للقضاء علي المعارضة لهما في الجمعية العمومية.. وأنا أهمس في أذن جمال علام رئيس مجلس إدارة الجبلاية بضرورة التدخل لإلغاء هذه الرسوم والتصدي بحزم لتلك المهزلة من أجل تخفيف الأعباء عن الأندية الغلابة والحفاظ علي القاعدة العريضة للعبة بدلا من هدمها لأن الكرة المصرية ليست الأهلي والزمالك فقط ومهمة أي اتحاد رياضي في المقام الأول هو توسيع قاعدة اللعبة وليس العكس وإلا يكون اتحاد فاشلاً يستحق الحل والإبعاد طالما انه عاجز عن دعم الأندية وتقويتها. وأقولها بصراحة ان الكرة المصرية تعيش حالة من الارتجالية لأن مجلس الجبلاية يديرها علي طريقة "سمك.. لبن.. تمر هندي" والكل يعلم ان جمال علام وصل لقمة الجبلاية بالصدفة البحتة بعد أن تسببت لائحة ال 8 سنوات في خروج المهندس هاني أبوريدة رجل الكرة المصرية القوي وأحد رموزها من سباق الترشيح.. وهذا لا يمنع ان جمال علام الذي أكن له كل الاحترام والتقدير لأنه رجل خلوق ويجتهد ولكن ما أتحدث عنه عدم قيامه بتقديم أي خطط أو برامج للنهوض بمنظومة الساحرة المستديرة خاصة فيما يتعلق بقطاع الناشئين ويكفي ما حدث من مفارقة عجيبة مع منتخب الشباب ما بين أدائه في كأس الأمم الافريقية والمونديال وكان سببها الإهمال عندما كان الفريق يتسول المعسكرات والمباريات الودية استعدادا لافريقيا وعندما صعد للمونديال ظهر له أكثر من أب من أعضاء الجبلاية ممن يعشقون "الشو الإعلامي" بحثا عن النجومية عبر كرسي الاتحاد باعتبارهم كانوا أرباع نجوم "قبل الوصول إليه".. بينما لم نر لهذا المجلس الموقر برامج واضحة لتأهيل المدربين الصاعدين حتي نستطيع القول ان هذا الاتحاد قدم شيئا للنهوض بأهم عناصر اللعبة ومعه أيضا الإداري والحكم والعلاج الطبيعي.. فتلك العناصر المهمة هي التي تصنع لنا المواهب الصاعدة التي تضمن تواصل الأجيال والوصول للعالمية.. ولكن ماذا نقول وهذا الاتحاد ملئ بالعشوائية ويكفي انه قرر اختيار مدير للاتحاد وتجاوزه اللواء محمد علي محمود صاحب الخبرة والذي يتفق عليه جميع عناصر اللعبة وهو الأحق.. ومازال جمال علام يغض البصر عن عودة مشروع البراعم الذي قدم لمصر ثلاثة أجيال من النجوم التي فازت لمصر بثلاث بطولات افريقية. كما ان اللجان الفرعية المعاونة لمجلس الاتحاد تحتاج لإعادة تشكيلها من الكفاءات وليس من أهل الثقة وتفعيل دورها.. ان الفرصة مازالت أمام علام الجبلاية لترتيب البيت من الداخل حتي يذكره التاريخ بكل الخير بدلا من الدخول في طي النسيان.