الاستقالة التي تقدم بها حسن شحاتة من تدريب المنتخب الوطني بعد الخروج المهين من تصفيات كأس الأمم الافريقية.. أصبح السؤال الذي يفرض نفسه هل المعلم شحاتة صاحب أفضل انجاز في تاريخ الكرة المصرية عندما فاز بكأس الأمم 3 مرات متتالية هل هو المسئول وحده عن الفضيحة الأخيرة؟! أم أن اتحاد الكرة يتحمل المسئولية معه.. الاجابة تقول نعم.. لأن سياسات الاتحاد في السنوات العشر الأخيرة شابها الكثير من القصور والتخبط.. صحيح أنه أعطي كل الدعم لمنتخب شحاتة ووفر له كافة الامكانيات مما ساهم في تحقيق انجاز البطولات الثلاث.. ولكنه في المقابل تفرغ للصراعات والخلافات بين أعضائه حول المكاسب والمصالح الشخصية.. وأهمل تماما قطاع الناشئين فلم يقدم طيلة هذه السنوات لاعبين متميزين من أصحاب المواهب مثل التي يضمها حاليا الجيل الحالي الذي أصابته الشيخوخة ويستعد للاعتزال ولو دوليا بعد أن قدموا كل ما لديهم وحققوا الثلاثية الافريقية.. بينما فشل اتحاد الكرة في بناء منتخبات قوية للناشئين والشباب يمكن لحسن شحاتة أن يستعين بلاعبيها تحقيقا لمبدأ تواصل الأجيال واجراء عملية إحلال وتجديد لصفوف المنتخب الأول من المواهب الصاعدة.. ولكن كيف يتحقق هذا الهدف واتحاد الكرة أغلق معهد الكرة وأهمل تماما إعداد المدرب المصري وتأهيله وصقله سواء داخل المعهد أو بإرساله الي الخارج للحصول علي دورات تدريبية في دول أوروبا المتقدمة.. ناهيك عن أن عملية اختيار المدربين لتولي منتخبات الناشئين تعتمد علي المجاملات وشراء الخواطر فإما أن يتم اختيار مدرب لأنه قريب عضو مجلس إدارة بالاتحاد أو تربطه صداقة ومصالح خاصة مع أحد أعضاء الاتحاد أو انه مدرب فاشل وعاطل لا يجد نادياً يدربه بعد أن انكشف.. ولنا أن نتصور أن تلك هي مصوغات تعيين مدربي المنتخبات للمراحل السنية المختلفة.. وبالتالي تكون النتيجة الطبيعية هو الفشل الذريع لمنتخبات الناشئين والشباب وعدم تحقيقها أي انجاز وكما شاهدنا فضيحة منتخب الشباب بقيادة سكوب رمزي العقاد.. عندما نظمت مصر هذا المونديال 2009 وخرج هذا المنتخب من دور ال 16 وسط جماهيره غير مأسوف عليه ولعل تلك الصورة القاتمة التي يدار بها دولاب العمل بالجبلاية تقدم لنا أحد المبررات الأساسية لعدم نجاح شحاتة وتطوير أداء فريقه بدعمه بعناصر شابة والمثير للدهشة أن سياسة الجبلاية في اهمال قطاع الناشئين بدأ بالقضاء علي مشروع البراعم الذي خرج منه جيل ثلاثية أفريقيا ولم يسلم الحكام من التراجع وتدهور المستوي فلا إعداد ولا تأهيل ولا علاج للأخطاء ووصلت بهم الكارثة إلي أداء المباريات بالأجل رغم أن عبارة "الشكك ممنوع والزعل مرفوع" الغيت من قاموس المعاملات المالية منذ التسعينيات وبقيت الجبلاية وحدها التي تطبقها علي الحكام رغم أنفهم حتي انهار التحكيم المصري فغاب عن البطولات الدولية والعالمية واليوم تطالب الأندية بحكام أجانب لكل مباريات الدوري المتبقية في واقعة قد تكون الأولي في تاريخ اللعبة محليا ودوليا.. وإذا كان الاتحاد يدار بتلك السياسات فماذا ننتظر أن تكون النتائج ومستقبل اللعبة.. فالأندية تصرخ وتئن لأن الاتحاد أعطاه ظهره بعد أن حصد أهدافها وجلس علي الكرسي.. فلم يدعمها بالشكل الذي يساهم في تطويرها.. وهو ما دفعها لأن تعلن انها تريد اسقاط الجبلاية مثلما أعلنت الجماهير بعد موقعة الأولاد انها تريد إسقاط شحاتة الذي استجاب لطلبها.. والدور الان علي الاتحاد.