حقيقة إن في مصر رجالاً يتحملون المسئولية بكفاءة وشجاعة وتقدير لكل الظروف التي تمر بها مصرنا الحبيبة. وقد اثبتت الأيام صدق هذه العبارات التي هي أقل ما يجب أن يقال في حق رجال القوات المسلحة الذين وقفوا مع أبناء مصر يحرسون مسيرتهم في ميدان التحرير يعانقون الشباب ويحتضنونهم في مودة ومحبة مما جعل الشباب وغيرهم ممن تواجدوا في كل الميادين بأرض مصر. سواء بالقاهرة أو المحافظات. يقولون عبارات سوف تظل محفورة في سجلات التاريخ "الشباب والجيش يد واحدة". وقد أمضيت أكثر من أربع ساعات في رفقة ثلاثة من هؤلاء الرجال ولا أتحرج في ذكر اسمائهم في سجلات قائمة الشرف التي تضم نخبة من أعز الرجال وتفخر بهم مصر في كل عصر علي مدي التاريخ إنهم بحق حراس الوطن داخليا وخارجيا هؤلاء الثلاثة هم الفرسان الشجعان وهم جزء من هذا الجيش العظيم وتتضاءل الكلمات في وصف هذه البطولات. وتلك المواقف الوطنية الرائعة وهؤلاء الثلاثة هم اللواء مختار الملا. واللواء محمد العصار وممدوح شاهين. وقد قام الثلاثة بالرد علي الأسئلة التي طرحها الزملاء من المتحاورين معهم في برنامج العاشرة مساءً سواء مقدمة البرنامج مني الشاذلي والزميل وائل الابراشي ود. شادي الغزالي حرب. ورغم انني كنت أعاني من نزلة برد شديدة إلا أن الحوار البناء والشيق جعلني أرفض الاستسلام للتعب والإرهاق وأظل ساهرا أتابع الأسئلة والإجابات التي اتسمت بالحضارة والرقي والشفافية التي تنبيء عن وطنية حقيقية. وكان الثلاثة يتناوبون الإجابة بقلب وعقل مفتوح ولا يتحرجون في الإجابة علي أي سؤال مهما تكن أهميته. وحينما طرح سؤال حول ما إذا كان هناك املاءات علي رجال القوات المسلحة أم لا؟ جاءت الإجابة بكل شفافية: "لا املاءات من أحد علي رجال القوات المسلحة". وقد كانت الإجابة أكثر من رائعة علي أحد الأسئلة حين قال الثلاثة إنه لا مطمح لرجال القوات المسلحة في السلطة وان مهمتهم تتضمن النهوض بالمسئولية في هذه المرحلة ثم تسليم السلطة للمدنيين والعودة الي مهمتهم الأصلية في حراسة الوطن وحماية حدوده. تتابعت فصول هذا الحوار الشيق في سلاسة. وقد أكد اللواءات الثلاثة أن حكومة الدكتور أحمد شفيق لن تتولي اجراء الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية القادمة. ومما أثار اعجابي وكل المتابعين لهذا الحوار ما قاله اللواء مختار الملا حينما أشار أحد الزملاء الي ذكر بعض الأسماء حيث قال اللواء: ارجو عدم شخصنة الأسماء وان نذكر الأشياء مجردة. وقد كان اللواء ممدوح شاهين حاضرا بالأسانيد القانونية حول مختلف الاجراءات القانوية الخاصة بالانتخابات وغيرها من كل المطروح علي الساحة. وفي سبيل المصارحة والتأكيد علي الشفافية أشار اللواءات الثلاثة الي ان النائب العام تولي مسئولية التحقيق في ثروة الرئيس السابق مبارك. أتاح اللواءات الثلاثة الفرصة لكل الأسئلة ومنها ما جاء حول الإخوان المسلمين وكانت الإجابة أنهم مثل كل المصريين. إنهم كباقي المواطنين. ومما يضاف إلي هذه المواقف والصراحة غير المسبوقة ان الثلاثة من رجال القوات المسلحة رحبوا بالحوار مع شباب 25 يناير وطلبوا توسعة الحوارات معهم بلا أي حرج مؤكدين ان القلوب والعقول مفتوحة لهؤلاء الأبناء. وقد كان الثلاثة علي أتم استعداد للإجابة علي تساؤلات المواطنين التي جاءت عبر الهاتف. وحقيقة لقد أبهرني أن رجال القوات المسلحة الثلاثة لم يضق صدر أي واحد منهم. والبسمة لم تفارقهم. انهم بحق ضمير الأمة. وحصن الوطن المنيع. ومما يثلج الصدر ان القوات المسلحة فقدت بعض رجالاتها في بعض الأيام الصعبة إلا أنهم ضمدوا جراحهم وقاموا بمعالجة كل الملابسات حرصا علي مشاعر باقي أبناء القوات المسلحة وحرصا علي عدم الانفلات أو التجاوز لأنه قد يضر بصالح الوطن والمواطنين. ولا شك أن هؤلاء الرجال من أبناء قواتنا المسلحة من أكبر رتبة الي أصغر جندي لهم دين في اعناقنا لن ينسي لهم الوطن هذه المواقف وتلك البطولات الرائعة التي حقنت الدماء وحفظت لمصر كرامتها وصانت وطنيتها. ويكفي أن نلقي نظرة علي ما يجري حولنا في بعض البلدان العربية لتجد أن الفرق شاسع مما يؤكد ان مصر سوف تظل شامخة برجالاتها خاصة أبناء جيشنا العزيز. فهم خير أجناد الأرض ويكفيهم فخرا شهادة سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم. أنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. دعوات من القلب بأن يحفظ الله لمصر هؤلاء الرجال أصحاب المواقف الوطنية الرائعة.