في كل ثورة .. يتكرر العفو

حكاية كل عصر

في 11 أكتوبر 1952 أصدر مجلس قيادة ثورة 23 يوليو قراراً بالعفو عن المحكوم عليهما بالأشغال الشاقة المؤبدة في قضية اغتيال المستشار أحمد الخازندار. رئيس محكمة جنايات القاهرة الذي قتل لأنه حكم بالإدانة في بعض جرائم الإخوان.
وصدر أيضاً في نفس التاريخ عفو عن المحكوم عليهم بالأشغال الشاقة لاشتراكهم في مقتل محمود فهمي النقراشي سنة 1948. وكذلك عن المحكوم عليهم في قضية قنابل المدرسة الخديوية.. وتم الإفراج عنهم جميعاً قبل 16 أكتوبر سنة 1952. ويقضي بالعفو الشامل من 26 أغسطس ..1936 وهو تاريخ معاهدة ..1936 إلي 23 يوليو ..1952 أي يوم قيام ثورة 23 يوليو.. وكذلك المتهمين في قضايا سياسية جنائية خلال هذه المدة. ولم تزل قضاياهم منظورة أمام المحاكم.. ونص في المادة الثانية من هذا القانون علي قيام النائب العام بالإعلان خلال شهر من تاريخ العمل به عن أسماء من شملهم هذا العفو.. وقد نشر النائب العام كشفاً بأسماء من شملهم هذا العفو. وبلغ عددهم 934 شخصاً.
كذلك أصدر مجلس قيادة الثورة قراراً بالإعفاء عن العقوبات التبعية والآثار الجنائية للعقوبات المحكوم بها من محكمة جنايات الإسكندرية سنة 1947 في قضية تفجيرات القنابل في بعض المواقع هناك.
هذا ما حدث في ظل ثورة 23 يوليو ولكن بعد قيام ثورة 25 يناير.. كان في السجون والمعتقلات أعداد كبيرة من المتهمين في قضايا سياسية. بعضهم كان بريئاً. والبعض مذنب. والبعض الثالث صدرت ضدهم أحكام بالسجن لمدد متفاوتة. وقد أفرج المجلس العسكري عنهم بموجب قرار عفو عن باقي العقوبة فقط.
وبعد انتخاب رئيس الجمهورية في ظل ثورة 25 يناير أصدر الرئيس قراراً بعفو رئاسي عن المتهمين في أحداث محمد محمود التي وقعت في الفترة من 19 نوفمبر سنة 2011 حتي الأول من ديسمبر سنة ..2011 وتضمن القرار تكليف النائب العام بإعداد كشف بمن يشملهم العفو. وقد بلغ عددهم 379 متهماً.
وكان هؤلاء قد اتهمهم قاضي التحقيق المنتدب من وزارة العدل بارتكاب جرائم الاعتداء علي رجال السلطة العامة والخاصة. وهم حاملون أسلحة وأدوات من شأنها إحداث أضرار تصل إلي حد الموت.
وفي ضوء قرار العفو قضت محكمة الجنايات بوقف سير الدعوي الجنائية.. والغريب أن بعض المتهمين رفضوا قرار العفو مؤكدين أنهم أبرياء ولم يفعلوا ما يستحقون عنه الاتهام!!
وعموماً الثورات دائماً تصدر عفواً عن الجرائم السياسية والجنائية التي ارتكبت قبل اندلاعها.. بشرط أن يكون المعفي عنهم ينتمون إلي نفس تيار الثورة.. أو علي الأقل مجاملة!!