بداية من انطلاقتها الأولى في إضراب 6 إبريل 2008 للتضامن مع عمال المحلة نهاية ب"انطلاقة الصحراء 2015" قبعت حركة شباب 6 إبريل 9 سنوات في مواجهات عنيفة بين النظام والسلطة والأحكام القضائية والتي كانت آخرها حظرها واعتبارها جماعة إرهابية تنشر الفساد وتهدف لقلب نظام الحكم، فاليوم يوافق ذكرى انطلاق 6إبريل قبل 8أعوام. فعلى الرغم من تشتت الحركة بجبهتي "أحمد ماهر والجبهة الديمقراطية" بين انفصالهما في 2012 تقريبًا وبين قيادات مسجونة بين الجبهتين وأخرى هاربة بالسفر لبلدان أخرى خوفًا من الأحكام القضائية التي تلاحقهم في تهم متعددة وآخرين حكم عليهم بالسكوت بعد اعتقالهم واتهامهم بالتظاهر.. لم يمنعهم كل ذلك من الخروج والإعلان عن تنظيم فعاليات سياسية وتوعوية للتأكيد على مطالبهم المتكررة بين تحقيق لمطالب ثورة ال25 من يناير وأخرى بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين دون استثناءات وتوعية المواطنين على ضرورة إسقاط النظام الحالي. 6 إبريل وقياداتها المستهدفون على مدار الثماني سنوات المنقضية واجهت حركة شباب 6 إبريل سيلاً جارفًا من الاتهامات ب"التخوين.. العمالة.. التمويل الأجنبي.. التظاهر.. وآخرها الحظر والإرهاب" إلا أنها مازالت صامدة تواجه النظام بمعارضة متوسطة للسلطة الحالية، تتخذ من شعارات الثورة ومطالبها وأهدافها ساتر لها لتقف خلفه في مواجهة النظام، وسط إصرار ممن تبقى منهم على التعبير عن أنشطتها وآرائها بالطرق السلمية المتعارف عليها متخذة من القبضة واللونين الأبيض والأسود شعارًا لها. شهدت الحركة حالة من التشتت خلال الفترة الأخيرة نظرًا لاعتقال جميع قيادات الصف الأول، فكانت البداية باعتقال أحمد ماهر، مؤسس الحركة منذ 3 سنوات تقريبًا بتهم متعددة منها "الاعتداء على رجال الشرطة بجانب إتلاف ممتلكات خاصة وهي أحد المقاهي المجاورة لمحكمة عابدين وتنظيم مظاهرة بدون تصريح، كما أنه كان محبوسًا في عهد المعزول محمد مرسى بزعم التحريض على التظاهر أمام منزل وزير الداخلية. وتعرض ماهر للاعتقال أكثر من مرة في عهد المخلوع مبارك في عام 2006 أثناء التضامن مع القضاة وفي عام 2008 أثناء التضامن مع عمال المحلة ثم عام 2010 بعد تنظيمه وقفة في يوم 25 يناير. ولم يتوقف الحال على هذا الحد بل طالت الاتهامات محمد عادل، أحد مؤسسي الحركة ومسئول المكتب الإعلامي للحركة؛ حيث اعتقل عدة مرات كان أبرزها اعتقاله لمدة 4 أشهر ومن بعدها القبض عليه مع ماهر واتهامه بنفس التهم ليقضي الاثنان 3 سنوات من عمرهما وعمر الحركة داخل السجن. من بعدها حاولت 6 إبريل لملمة الجراح ولكن انفصلت لجبهتين نظرًا لعدم قدرتهما على تلاقى الأهداف والرؤى نحو اتجاه واحد ليكون الاعتقال الثانى من نصيب "عمرو علي"، المنسق العام لجبهة أحمد ماهر في سبتمبر من عام 2015 بتهمة التخطيط لقلب نظام الحكم ومازال محبوسًا احتياطيًا على ذمة تلك القضايا دون حكم قضائي سواء بالإدانة أو البراءة. ولحق عدد من القيادات الأخرى ومن أعضاء المكتب السياسي للجبهتين بسيل الاعتقالات في ديسمبر الماضى وقبل الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير وهم "محمد نبيل وأيمن عبدالمجيد "جبهة ماهر" و"شريف الروبي و"هشام محمود" و"الجبهة الديمقراطية" واتهامهم بخرق قانون التظاهر بأحد التظاهرات التي خرج بها عدد من شباب الثورة في ميدان الدقي قبل شهر تقريبًا من القبض عليهم ولكن لم يقبعوا داخل السجن طويلًا وتم إخلاء سبيلهم وحفظًا لقضية منذ أسابيع قليلة. سفر وتشتت وتخوين حالة من التشتت والتفكك سيطرت على قيادات 6 إبريل في الفترة السابقة؛ حيث سافر عدد من القيادات وأعضاء المكتب السياسي إلى الخارج خوفًا من القبض عليهم في جملة التهم التي توجه إلى الحركة، فكان على رأس المسافرين "محمد كمال" المتحدث الرسمي السابق للحركة جبهة أحمد ماهر والذي سافر إلى تركيا، وانضم إلى عدد من السياسيين بالخارج ليكمل مسيرته في رفض النظام الحال، وكانت آخر أنشطته السياسية انضمامه إلى البيان الذي أصدره هؤلاء السياسيون بعنوان بيان فبراير والذي يلخص المطالب الخاصة بهم وعلى رأسها إسقاط النظام الحالي وإيجاد بديل مدني آخر للرئيس عبدالفتاح السيسى. لتخرج حينها الحركة في بيان رسمي وتتنصل من محمد كمال، متحدثها الرسمي، وتؤكد أنه قد تقدم باستقالته من منصبه قبل سفره إلى الخارج. وغيره الكثير من قيادات الحركة التي فضلت البعد عنها والاستقالة منها لأسباب شخصية لم يفصح عنها الكثير منهم وبعض القوى الثورية الأخرى أرجعت ذلك على أن البعد عن الحركة كان خوفًا على أسرهم خاصة مع الحملات الأمنية الكبرى التي تشهدها الحركة خلال الفترات الماضية. ماهر الطنطاوي: "ابنى مشى فى سكة إدمان السياسة" حاولت "المصريون" التواصل مع أسرة أحمد ماهر للحديث عن وضعه داخل السجن خاصة مع الذكرى التاسعة لتأسيس الحركة، ليقول ماهر الطنطاوي والد مؤسس حركة شباب 6 إبريل إنه يعتبر وضعه داخل السجن بطره متميزًا عن باقي زملائه المعتقلين داخل السجون خاصة بعد سيل الانتهاكات التي تظهر في الفترة الأخيرة والاعتداءات داخل السجون على المعتقلين والمعاملة غير الآدمية التي يقابلها الكثير من الشباب داخل السجون. وأضاف الطنطاوي في حديثه مع "المصريون" أن ماهر محبوب جدًا بين زملائه ومأمور السجن يقوم بمعاملته بشكل محترم ولائق ولا نعانى أي انتهاك أو سوء خلال الزيارات المقررة التي نقوم بها. وللحديث عن الانتقادات أكد أن ما أحزننا هو اتهامه في قضية الاعتداء على أحد ضباط الشرطة داخل السجن مع محمد عادل وأحمد دومة على الرغم من عدم تواجد ماهر من الأساس في تلك الواقعة، إلا أنها تسببت في استمراره بمحبسه بعد الحكم عليه ب"6 أشهر" بعد قيام المحامى الخاص به بإجراءات خروجه في ديسمبر الماضى بعد انقضاء ثلثي المدة المقررة له أي بعد عامين من الثلاثة المحكوم عليه بها بتهمة التظاهر. وفى سؤاله عن انطلاقة الحركة التاسعة وذكرى تدشين "أحمد ماهر" للحركة قال إنه يعتبر أولاده أحرارًا في انتمائهم السياسي ولا يتدخل في أي شأن من شئونهم الحياتية، وعلى الرغم من أن الأسرة قد تأذت كثيرًا من دخوله إلى السجن مرات عديدة ليست في تلك الفترة فقط إلا أنه راضٍ تمامًا عما قام به الشباب الثوري بداية من الاعتراضات على المخلوع مبارك وانتماء ماهر لكفاية ومن بعدها خلال مشاركتهم في ثورة يناير وما تلاها من أحداث سياسية شهدتها الدولة. وأكد الطنطاوي أن مَن يدخل "سكة السياسة" لا يستطيع أن يعود ويرجع عنها قائلًا: "السياسة زى الإدمان وماهر رجل متزوج ولديه أبناء ويعي تمامًا ما يقوم به ويفعله"، مشيرًا إلى أنه قد توجهه مرات عديدة بالنصيحة، ولكن دون جدوى واستمر في مسيرته السياسية حتى وصل الحال لاعتقاله مددًا كبيرة". وعن العفو الرئاسى من الرئيس عبدالفتاح السيسي، انتفض الطنطاوي بعد سؤاله عن مدى ترحيبه بفكرة أن يقوم الرئيس بإصدار عفو رئاسى عنه كما حدث مع عدد من المعتقلين الآخرين، قائلًا: "العفو من ربنا عندي أحسن من عفو السيسى عن ابنى"، معللًا أسبابه أنه رجل عصامي وكرامته فوق أي اعتبار ولا يرغب أن يتحكم فيه أي شخص مهما كانت سلطته أو شخصه. جبهة ماهر: النظام لن يسقط بالتظاهر فقط وعلى جانب الحركة، قال خالد إسماعيل، القيادي بحركة شباب 6 إبريل "جبهة أحمد ماهر" إنه بالتزامن مع الانطلاقة التاسعة الخاصة بالحركة فإن المواجهات مع النظام مستمرة خاصة بعد محاولاته للقبض على أعضائنا والتي كانت ما هى إلا جزء من خوف النظام من أي صوت معارض يواجهه وبيفضح ممارساته على حد وصفه، مؤكدًا أنه اتضح الأمر بعد عوده زوار الفجر والقبض على زملاء كثيرين من داخل وخارج الحركة، بالإضافة إلى ترويع أسرهم ومحاولة تلفيق تهم خيالية لهم. وأكد إسماعيل أنه بعد اعتقال منسق الحركة عمرو على وإصدار حكم بسجنه 3 سنوات مع زملاء آخرين خوفًا من خروج أحمد ماهر ومحمد عادل بعد انقضاء ثلثى المدة وإصدار حكم جديد عليهم واعتقال أعضائنا أبلغ دليل على ما تمثله 6 إبريل للنظام من خوف ورعب، مؤكدًا أن كل الأنظمة القمعية إلى زوال وسنظل حركة مقاومة لأي ديكتاتور. وأضاف إسماعيل في تصريحات خاصة ل"المصريون" أن كل تلك الممارسات لم تؤثر على الحركة بأي شكل من الأشكال، بل أصبحنا متمسكين بشكل كبير بالتغيير وسقوط النظام الذي وصفه بالقمعي، وأنه من الخطأ أن تتم مواجهة النظام الحالي بفكرة النزول والتظاهر فقط، لأنه يحاول أن يصفى معارضيه بدون محاكمات من حلال التعذيب والحبس الاحتياطي دون صدور أحكام ولا يمكن اختزال إسقاطه في مسألة النزول والحشد فقط، لأن عواقبها ونتائجها لن يدفع ثمنها إلا الثوار. وتابع إسماعيل أنه بالتزامن مع الانطلاقة القادمة سيكون تفكير الحركة خارج الصندوق؛ حيث يتم العمل على ابتكار أفكار غير تقليدية لمواجهة النظام وإعلامه من خلال توعية المواطنين ونشر وفضح ممارساته وانتهاكاته، مؤكدًا أن الحركة كانت بدايتها في إصدار التقرير الاقتصادي الدوري والذي فضح كارثة الوضع الاقتصادي الحالي ومدى أكاذيب النظام وتجميله للحالة الاقتصادية وهى متردية. وكشف القيادي ب"6 إبريل" عن أن الفترة المقبلة سيكون هناك عدد من فعاليات التوعية للمواطنين وتشجيعهم لفكرة النزول والمطالبة بحقوقهم وكانت بدايتها من خلال مشاركته الأمهات في "عيد الأم" وخاصة أمهات المعتقلين والشهداء.