6 إبريل تُجهز لانطلاقتها التاسعة في صمت.. الاشتراكيون مهتمون ب"الشأن العمالي".. وجبهة ثوار: يجب التوحد لصنع بدائل للنظام خالد إسماعيل: فعالية سرية لإحياء الذكرى.. رامي شعث: جبهة ثوار تفككت نتيجة الأزمات والاعتقالات
"سكون.. صمت.. اختفاء.. تفكك" لم نجد كلمات معبرة عن وضع القوى الثورية سوى هذه الكلمات لربما كان هدوءًا ما قبل العاصفة الكاسحة.. أو هدوءًا لترتيب الأوضاع وإعادة هيكلة الكيانات؛ فبالبحث عن الكيانات الثورية والشخصيات التي شاركت في تصحيح مسار وثورة ضد أنظمة مستبدة بداية من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك مرورًا بالرئيس المعزول محمد مرسي لم نجد سوى أطياف متفرقة بين "كيانات مفككة، وكيانات تصارع من أجل البقاء وأخرى جميع قياداتها بين "معتقل وهارب ومكتئب"، فبين حركة "6 إبريل والاشتراكيون الثوريون وجبهة طريق الثوار" والشخصيات الثورية الأخرى لا نجد سوى أعضاء الصفوف الثالثة لهذه الكيانات والحركات التي تظهر على الساحة في التعليق عبر الفضاء الإلكتروني على الأحداث المتتالية والمتعاقبة التي تشهدها الدولة فقط والاكتفاء بالمشاهدة عن بعد، حلل بعض الخبراء أنه خوف من المجهول، والبعض الآخر علل أن الشباب الثوري أصبح فاقدًا للأمل والقدرة على الرجوع مرة أخرى للروح الثورية القوية كما السابق. 6إبريل وسكون الجبهتين حالة من الركود السياسي أصابت حركة شباب 6 إبريل بجبهتيها "أحمد ماهر والديمقراطية" بعد موجة الاعتقالات والمداهمات التي شهدتها صفوفهم قبل الذكرى الخامسة لثورة ال25 من يناير بتهمة تكدير السلم العام وزعزعة استقرار الدولة وقلب نظام الحكم من خلال المشاركة في تظاهرة بميدان الدقي والتي لم يشاركوا فيها من الأساس على رأسهم "محمد نبيل عضو المكتب السياسي لجبهة أحمد ماهر، وشريف الروبي، القيادي بالجبهة الديمقراطية" وأيمن عبدالمجيد ومحمود هشام، لم تكن تلك الهجمة هي البداية أو التي ساعدت على ردع الحركة أو صمتها بل كان من قبلهم القبض على عمرو علي، المنسق العام للحركة، في سبتمبر من عام 2015 من منزله بالمنوفية قبل أيام من عيد الأضحى المبارك وحبسه احتياطيًا لمدة تجاوزت ال6أشهر بتهمة توزيع منشورات من شأنها قلب نظام الحكم، وكانت الأدلة عبارة عن كروت شخصية خاصة بعدد من الشخصيات السياسية فقط، لاسيما عن وجود عدد كبير من الشباب المعتقل على خلفية أحداث سياسية من أعضاء الحركة، حاولت الحركة مرارًا أن تطالب بالإفراج عنهم لكن دون جدوى وقبل تلك العاصفة حاولت 6 إبريل أن تدشن عددًا من الفعاليات من خلال إضراب وآخرها في يونيو ولكن لم يشعر المواطن بصداه بشكل قوي ومن قبلها من خلال المشاركة في معركة "الأمعاء الخاوية" والإضراب عن الطعام للضغط على السلطة للإفراج عن المعتقلين. وهي مجرد أيام تفصلنا عن الذكرى التاسعة لتدشين حركة شباب 6 إبريل وسط حالة من السكون والتجهيزات التي تقوم بها الحركة بشأن الترتيب للانطلاقة التاسعة وما الفعالية التي سيقومون بها أعضاء الحركة؛ حيث كانت الانطلاقة الثامنة الخاصة بذكرى تدشين الحركة على يد مؤسسيها المعتقلين "أحمد ماهر ومحمد عادل" ونظمت من خلالها احتفالية في صحراء مدينة السادس من أكتوبر للبعد عن القبضة الأمنية وطالبت خلالها بالإفراج عن مؤسسيها وجميع المعتقلين السياسيين خصوصًا المتهمين بخرق قانون التظاهر. ليقول خالد إسماعيل، عضو المكتب السياسي لحركة شباب 6إبريل، إنه حتى هذه اللحظة لم يستقر أعضاء الحركة على كيفية إحياء الذكرى التاسعة لتدشين الحركة، مؤكدًا أن مسألة استبعاد أن يكون هناك فعالية لإحياء الذكرى أمر مستبعد تمامًا. وأضاف إسماعيل في تصريحات خاصة ل"المصريون" أن هناك العديد من المناقشات التي تدور بين أعضاء الحركة للاستقرار على ترتيبات معينة مع الاعتبار في أن الحركة تحاول أن تبعد الأعضاء عن القبضة الأمنية الشرسة التي تقوم بها وزارة الداخلية ضد الشباب الثوري في الفترة الأخيرة، واستهدفت عددًا كبيرًا من القيادات، مشددًا على أن الفعالية ستكون سرية لعدم زيادة أعداد المعتقلين داخل السجون. الاشتراكيون الثوريون.. والغضب العمالى تستمر حركة "الاشتراكيون الثوريون" في نضالها من خلال المشاركة في الفعاليات التي يقوم بها العمال بالمصانع بمختلف أنواعها للمطالبة بحقوقهم سواء المالية أو الإدارية وكانت من أوائل الحركات التي شاركت في الفعاليات التي نظمها الموظفون في الدولة ضد قانون الخدمة المدنية. فتكتفي قيادات الحركة بالتعليق أيضًا على الأحداث السياسية من خلال الصفحة الرسمية لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويأخذ الحيز العمالي أكبر مساحة من عملهم الثوري والنضالي فكان للعمال الشرارة الحقيقية التي انطلقت ضد الأنظمة السابقة من عهدة حسني مبارك ومحمد مرسي، وذلك على أمل بأن تكون تلك الفئة هي الشرارة التي تنطلق ضد النظام الحالي بعد الممارسات والأزمات الاقتصادية والاجتماعية وغلاء الحياة المعيشية للمواطن البسيط، وهو ما يشعر به أغلب الفئات البسيطة في المجتمع والتي ستكون شرارة لإسقاط النظام الحالي، على حد قوله والتصريحات السابقة الخاصة بالقيادات داخل الحركة. تفكك جبهة "ثوار" جبهة تشكلت لتكون مظلة دائمة لكل ثوري وكيان شبابي شارك في يناير فبعد ثورة ل25 من يناير وما تلاها من أحداث متعاقبة، شكلت الحركة كيانًا تحت مسمى "جبهة ثوار" يندرج تحتها عدد كبير من الحركات على رأسها 6 إبريل والاشتراكيون الثوريون وشباب من أجل العدالة والحرية ولكن أين هى الآن؟ وما دورها؟ في العمل السياسي لا نجد سوى أشخاص لهم في الشأن السياسي ما لهم، شباب من خيرة شباب مصر، لا يزالون يحلمون بتحقيق مطالب الثورة من عيش وحرية وعدالة اتخذوا من تلك الشعارات ملاذًا لهم يحاولون من خلاله البقاء. ولكن مع الأحداث والصراعات بين القوى السياسية وحتى الكيانات الواحدة على رأسها انفصال شباب 6إبريل إلى جبهتين والاختلاف بين الرؤى والسياسات بعد ثورة 30 يونيو البعض يعتبرها ثورة والآخر يعتبرها موجة لتصحيح الأوضاع، ولكن لن تأتي بثمارها، وتفككت جبهة "ثوار" على إثر ذلك وهو ما اعترف به رامي شعث، القيادي بجبهة طريق الثورة، قائلًا إن هناك حالة من الركود بالفعل في جميع الحركات والكيانات سواء كانت "ثورية، مدنية، إسلامية" في الوقت الحالي؛ نتيجة الاكتئاب الذي وصل إليه الشباب بعد عدم تحقيق المطالب الثورية واعتقال الكثير من القيادات الخاصة بتلك الحركات؛ وذلك على الرغم من البوادر التي تنبئ بأن التغيير في طريقه إلى الظهور؛ نتيجة الأزمات السياسية والاقتصادية التي يقوم بها النظام الحالي، كاشفًا أن هناك العديد من الكيانات تقوم في الوقت الحالي بإعادة هيكلة صفوفها من جديد بعد حملات الاعتقالات التي طالت قيادتها أو هروب البعض إلى الخارج لنجد أن الصفوف الثالثة في المقدمة. وأضاف شعث في تصريحات خاصة ل"المصريون" أنه يجب على جميع القوى السياسية أن تتحرك وتجتمع لتجد بدائل للنظام الحالي ورؤية واضحة لتعطي أملاً للشعب المصري للنزول والتحرك ضد النظام لتكون شبكة أمان سياسي لكي لا نجد الدولة المصرية تتجه نحو مصير "سوريا والعراق". وتابع القيادي بالجبهة أنه بالفعل هناك حالة من التفكك داخل جبهة ثوار بعد الصراعات والأحداث المتتالية التي أحدقت بالدولة والشباب، مؤكدًا أن الشباب بعد تلك الحالة لجأ إلى المتابعة والنضال في ملفات أخرى منها "ملف المعتقلين السياسيين والتعذيب في السجون، الحالة الاقتصادية المتردية، وآخرها القضية الفلسطينية ومحاربة الكيان الصهيوني".