فجر مقتل الطالب بجامعة كامبريدج البريطانية جوليو ريجيني (28 عامًا)، والذي اختفى في ظروف غامضة يوم 25 يناير الماضي، خلال تنقله من منطقة الدقي بالقاهرة إلى وسط البلد، أزمة جديدة بين مصر وإيطاليا، خاصةً مع البيانات الأخيرة شديدة اللهجة من قبل روما والتي طالبت خلالها بإظهار نتائج التحقيقات بشأن وفاة "ريجيني". ولم يكن مقتل الطالب الإيطالي، هي الأزمة الوحيدة التي عايشتها القاهرة مع الجاليات الأجنبية الموجودة بالقاهرة، بل هي الحادثة الثالثة على التوالي خلال فترة زمنية قصيرة، كانت أولاها في سبتمبر العام الماضي حيث قتل 12 وجرح 10 آخرين من جنسيات مكسيكية ومصرية بطريق الخطأ، عبر قوات مشتركة من الشرطة والقوات المسلحة في عملية ملاحقة لإرهابيين بمنطقة الواحات بالصحراء الغربية. ودعا رئيس المكسيك، انريكي بينا نييتو، حينها، السلطات المصرية إلى إجراء تحقيق "شامل" بعد مقتل عدد من مواطنيه خطأ بأيدي قوات الأمن المصرية لدى تعقبها مسلحين متطرفين، كما أمر وزير خارجية المكسيك بإرسال المزيد من الدبلوماسيين إلى مصر لمساعدة الضحايا وأسرهم. وفي 31 أكتوبر من العام الماضي، تحطمت طائرة الروسية بمنطقة سيناء، ما أدى إلى مقتل جميع ركابها وأفراد طاقمها، وعددهم 224 شخصًا، وتسببت تلك الحادثة بحسب وكالات وصحف في أضرار فادحة للسياحة المصرية، فاقت ما تكبدته طيلة خمس سنوات من الاضطرابات السياسية في البلاد، خاصةً مع توقف الرحلات البريطانية والروسية للقاهرة عقب الحادث الذي حامت حوله شبهات جنائية بسقوطها نتيجة تفجير إرهابي. ومؤخرًا، أعربت إيطاليا عن غضبها الشديد من حادث مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، المفقود في مصر منذ 25 يناير الماضي، والذي عثر عليه بحسب صحف إيطالية وعلى جسده آثار تعذيب شديدة، ليعقبها قرار قطع فيدريكا جويدي، وزيرة التنمية الاقتصادية الإيطالية، التي وصلت القاهرة، الأربعاء، على رأس وفد اقتصادي كبير، زيارتها للقاهرة، وعادت لبلادها بالتزامن مع إعلان وزارة الخارجية الإيطالية مقتل "ريجيني". ووفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الإيطالية الرسمية "انسا"، فإن بيان الخارجية الإيطالية لم يوضح ملابسات هذه الوفاة، وظروفها، وذكرت الوكالة نقلًا عن سفارة إيطاليا في القاهرة، أن الوزيرة قطعت زيارتها إلى القاهرة واضطرت إلى العودة إلى روما لظروف طارئة تقتضي وجودها في العاصمة. وأوضحت السفارة، أن الوفد الإيطالي المتألف من عدد من الشركات الكبرى الذي رافق الوزيرة، سيضطر بدوره إلى مغادرة البلاد، ولن يشارك في اللقاءات المقررة بمناسبة الزيارة الاقتصادية والتجارية. كما أعرب وزير الخارجية الإيطالي، عن تعازيه ومواساته، لعائلة الشاب الذي كان يُتابع دراساته الجامعية للحصول على الدكتوراه في مصر، مشيرًا إلى أنه طلب من السلطات المصرية بذل كل الجهود، لمعرفة كل الحقيقة المتعلقة بموت المواطن الإيطالي، وكشف ظروفها.