الحرب مقيتة ومُهلكة ..والحرب الداخلية حتما أقسى لأنّها مُدمرة ومُفَتِْتة ..تقتل الإنسان وتدمرالبنيان والوعي والفكر والحضارة ..كل معاني الحروب تبعث على الشر و الأسى والحسرة والألم ..لا تُبقي الأمال والأحلام ولا الحياة...لا تخرج الأمم من الحروب الداخلية والفتن الأهلية والصراعات على السلطة ،إلا وهي واهنة خائرة القوة، لا تعرف طريقها إلا بعد عقود من الزمن ،نتيجة الوهن والضعف الذي يصيبها في القلب والعقل ..لعن الله الحروب والفتن الأهلية فهي أفضع ما يواجه الدول فيرديها فتاتا ورمادا على الهامش تتكبد الفشل ، لا تقوى على النهوض ولا تعلم طريق الحياة . ****** لا ينمو نبات العنف والتطرف إلا في أرض الحرمان والتعسف والإقصاء وإهانة كرامة الإنسان ..لاتعيش قذارة الإرهاب والتدمير والتكفير، إلا في أوساط القهر والتضييق ومصادرة حقوق الناس في الكرامة و التعبير والكلمة الحرة ..الدول السليمة التي تنعم بالهدوء والطمأنينة والتوافق والانسجام الاجتماعي والسياسي ، لم تصل لتلك المراتب إلا حينما وفرت سُبل العيش الكريم والكرامة الإنسانية ..فشيدت روح التسامح بين أفرادها ..وأعلت قيمة العدل ..وأسست لدولة القانون والانضباط والالتزام بروح الجماعة الوطنية وعمقت فكر الدولة بين مواطنيها. ****** الاستقرار ..استقرار أي بلد لا يتحقق من دون التوصل إلى الحلول التوافقية حول القضايا الكبرى التي تَهُم المجتمع والدولة ..حين توضع المصلحة العامة والوفاق الوطني كأعلى هدف يسعى إليه الجميع ، تكون أولى خطوات الاستقرار والوئام قد تحققت ..الاستقرار هو هدف أسمى تسعى إليه المجتمعات الراقية بجهد جهيد وعناء شديد... ويتحقق حين يجد كل الناس مكانتهم وكرامتهم في بلدهم ..التوترات والاضطرابات والانسدادات هي نتيجة طبيعية لعدم التوافق والفرقة ..ونتيجة منطقية للإقصاء تحت أي ذريعة ..الاستقرار بمعناها البسيط هو أن تتمتع فئات المجتمع المختلفة بحقوق المواطنة الحقّة ، تحت ظل دولة القانون وشرعية المؤسسات المبنية على الثقة والمصداقية والشفافية والوضوح من دون إبعاد لأي طرف إلا بالقانون . بقلم../..اليزيد ڨنيفي.. El yazid –guenifi.. كاتب جزائري ...