خرج آلاف الأشخاص، اليوم الخميس، في مسيرة بشوارع جوهانسبرغ، أكبر مدن جنوب أفريقيا، احتجاجا على موجة الهجمات الأخيرة المعادية للمهاجرين، التي أسفرت عن مقتل 7 أشخاص على الأقل، حسب مراسل الأناضول. وفي حديث لمراسل الأناضول، قالت "ليراتو بوشا"، وهي إحدى المشاركات في المسيرات بساحة "نيوتاون سكوير" في جوهانسبرغ "لقد سرت كل تلك المسافة، لأنني أردت أن أبعث برسالة إلى أولئك الذين يهاجمون الأجانب ليتوقفوا". وأشارت إلى أن مواطني جنوب أفريقيا ينبغي عليهم إدراك أن البلدان الأفريقية قد ساعدتهم خلال نضالهم ضد نظام الفصل العنصري. وتابعت: "كلنا واحد.. وليس هذا ما ناضل من أجله نيلسون مانديلا". وانضم تلاميذ المدارس إلى المسيرة، التي قدر عدد المشاركين فيها بنحو 30 ألف شخص، وشوهد البعض، يحملون لافتات تندد بالموجة الأخيرة من الهجمات المعادية للمهاجرين، كتب على بعض منها: "لا لكراهية الأجانب" و"نحن جميعا بشر".
والثلاثاء الماضي، نشرت الحكومة قوات من الجيش لمساعدة الشرطة في وقف العنف المناهض للمهاجرين، وألقي القبض على مئات الأشخاص بعد الموجة الأخيرة من العنف.
وقبل أكثر من أسبوع، داهمت حشود ممن تصفهم السلطات المحلية ب"الغوغاء" منازل ومتاجر للمهاجرين الأجانب في ديربان (أكبر مدن مقاطعة كوازولو ناتال)، بدعوى أنهم يقومون ب"سرقة فرص العمل، وارتكاب الجرائم ووضع أعباء على الخدمات الاجتماعية".
وقاموا بنهب المتاجر والمنازل، وطردوا عددا من المهاجرين من مساكنهم، فيما يجري حاليا استضافة العديد منهم في مخيمات مؤقتة للاجئين.
وحتى اليوم، قتل 7 أشخاص في أعمال العنف المستمرة، بينهم إثيوبي رشقت حشود "الغوغاء" متجره بالقنابل الحارقة.
وألقى العديد من المسؤولين الحكوميين، ومن بينهم رئيس وزراء مقاطعة غوتنغ ديفيد ماكورا، وعدد من الزعماء الدينيين، كلمات في الحشود المشاركة.
من جانبه، قال زولينزيما فافي، الأمين العام السابق لمؤتمر نقابات عمال جنوب أفريقيا (كوساتو)، "فلنتحد ضد كراهية الأجانب".
وفي كلمة للآلاف من المتظاهرين في "ساحة نيوتاون"، أضاف "جنوب أفريقيا لا تكره الأجانب؛ ولكن عدد قليل فقط من الأشخاص يسبب المتاعب".
وحمل أنصار حزب "المؤتمر الوطني الأفريقي" الحاكم لافتات كتبوا عليها "ليس باسمنا"، و"نحن جميعا أفارقة"، وانضم العديد من المهاجرين الأفارقة إلى المسيرة، وهم يلوحون بأعلام بلادهم، ويغنون في آن واحد.
وغنت مجموعة من المهاجرين من زيمبابوي "اتحدوا أفريقيا، اتحدوا"، و"كلنا واحد"، أثناء مسيرتهم إلى مكان التجمع، الذي شهد حضورا كثيفا لقوات لشرطة.
وبينما يقول البعض إن هناك ما لا يقل عن 5 ملايين مهاجر أجنبي في البلاد، من بينهم 3 ملايين من مهاجر زيمبابوي، تشير تقديرات "معهد أفريقيا للهجرة والمجتمع" إلى تواجد ما بين 1.6 و 2 مليون مهاجر سواء يحملون وثائق أو لا يحملون وثائق يعيشون في جنوب أفريقيا.
وأجبرت أعمال العنف عشرات المهاجرين من مالاوي وموزمبيق وزيمبابوي ودول أفريقية أخرى على مغادرة البلاد.
ويعيش مئات الآلاف من المهاجرين الأفارقة في جنوب أفريقيا، ويشارك الغالبية العظمى منهم في قطاع الأعمال غير الرسمي، والفئة الأخيرة كانت هي الأكثر تضررا من أعمال العنف الأخيرة، في ظل نهب السكان المحليين متاجرهم ومنازلهم كلما اندلعت احتجاجات على تقديم الخدمات.
وقبل 7 سنوات، فقد أكثر من 50 مهاجرا أفريقيا أرواحهم، عندما هاجمتهم حشود من الغاضبين في جميع أنحاء البلاد، فيما يقول خبراء إن الدافع وراء تلك الهجمات هو "كراهية الأجانب".