أدان رئيس جنوب أفريقيا، جاكوب زوما، اليوم الخميس، أعمال العنف المستمرة ضد الأجانب في بلاده، ودعا إلى التزام الهدوء ووقف الأعمال العدائية، فيما انتقد زعماء معارضون في البرلمان، "تأخر استجابته" لإدانة العنف. وقال في كلمة أمام الجمعية الوطنية (البرلمان) قال زوما : "ندين العنف بأشد العبارات الممكنة"، معتبرا أن الهجمات انتهكت جميع القيم التي تجسدها جنوب أفريقيا، ولا سيما احترام حياة الإنسان، وحقوق الإنسان والكرامة الإنسانية. وأضاف "بلدنا يقف بحزم ضد جميع ألوان التعصب، مثل العنصرية وكراهية الأجانب، وكراهية الجنسية المثلية، والتحيز الجنسي". وتابع "زوما": "أي مشكلات أو قضايا تهم المواطنين في جنوب أفريقيا يجب أن تحل سلميا وعبر الحوار". وأعرب عن تعازيه لأسر أولئك الذين فقدوا حياتهم في أعمال العنف وتمنى للمصابين الشفاء العاجل، ودعا إلى "التزام الهدوء ووقف أعمال العنف وضبط النفس".
موجها حديثه لمواطنيه، أشار "زوما" إلى أنه وجه أوامره لرجال الشرطة للعمل على مدار الساعة لحماية كل الرعايا الأجانب والمواطنين، كما أصدر تعليمات باعتقال أي شخص ينهب أصحاب الشركات الأجنبية أو يهدد حياتهم.
وحذر من السماح "للعناصر الإجرامية"، باستغلال هموم المواطنين لزرع الفوضى والدمار، وحث على "مساعدة الشرطة عن طريق توفير المعلومات عن الحوادث التي وقعت في مناطق غوتنغ، وكوازولو ناتال، حتي يتم تقديم مرتكبيها إلى العدالة".
وفي المقابل استغل زعماء المعارضة في البرلمان، هذه المناسبة لانتقاد "زوما" لاستغراقه وقتا طويلا في إدانة العنف.
ووجه مانغوسوثو بوتيليزي، زعيم حزب "إيكاثا الحرية" المعارض حديثه للنواب متسائلا: "قادة جنوب أفريقيا يستجيبون ببطء. لماذا استغرقت الإدانات وقتا طويلا؟"، ودعا إلى نشر قوات الجيش لحماية الرعايا الأجانب والمواطنين من العنف.
وتابع "بوتيليزي": ماذا سيتبقى من مصداقية لقوات الدفاع الوطني في جنوب أفريقيا، إذا لم تتمكن من احتواء العنف في البلاد.
من جانبه، حمل يوليوس ماليما، زعيم حزب "المناضلين من أجل الحرية الاقتصادية" المعارض، الرئيس زوما المسؤولية عن العنف، واتهمه ب"الفشل في وقف ابنه عن الإدلاء بتصريحات مشكوك فيها إلى جانب ملك (قبائل) الزولو".
موجها حديثه لزوما تابع "ماليما": "كيف يمكنك أن تحكم البلاد بينما لا يمكنك السيطرة على عائلتك؟".
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن إدوارد زوما، نجل الرئيس، قال إن الحكومة يجب أن تتوقف عن استضافة المواطنين الأجانب.
ومضى قائلا: " تحت قيادتكم، عندما اختلفت مع الناس في ماريكانا، قتلتهم"، في إشارة إلى مقتل 34 من عمال المناجم المضربين برصاص الشرطة عام 2012 في منجم البلاتين في المقاطعة الشمالية الغربية.
ودعا سكان جنوب أفريقيا لوقف الهجمات واحتضان إخوانهم الأفارقة، الذين، قال، إنهم ساعدوهم أثناء نضالهم ضد نظام الفصل العنصري.
والأسبوع الماضي، داهمت حشود ممن تصفهم السلطات المحلية ب"الغوغاء" منازل ومتاجر للمهاجرين الأجانب في ديربان، واتهموهم ب"سرقة فرص العمل، وارتكاب الجرائم ووضع أعباء على الخدمات الاجتماعية".
وقاموا بنهب المتاجر والمنازل، وطردوا عددا من المهاجرين من مساكنهم، فيما يجري حاليا استضافة العديد منهم في مخيمات مؤقتة للاجئين.
وحتى الوقت الراهن، قتل 6 أشخاص في أعمال العنف المستمرة، بينهم إثيوبي رشقت حشود "الغوغاء" متجره بالقنابل الحارقة.
وجاءت هذه الهجمات بعد وقت قصير من تصريحات نسبت إلى ملك قبائل الزولو "غودويل زويليثيني"، اقترح فيها أن يعود الرعايا الأجانب في جنوب أفريقيا إلى بلدانهم الأصلية، ولكن الأخير نفى أنه أدلى بهذه التصريحات، مصرا على أن تصريحاته ترجمت بشكل خاطئ.
ويعيش مئات الآلاف من المهاجرين الأفارقة في جنوب أفريقيا، ويشارك الغالبية العظمى منهم في قطاع الأعمال غير الرسمي، كانوا هم الأكثر تضررا من أعمال العنف الأخيرة، في ظل نهب السكان المحليين متاجرهم ومنازلهم كلما اندلعت احتجاجات على تقديم الخدمات.
وقبل 7 سنوات، فقد أكثر من 50 مهاجرا أفريقيا أرواحهم، عندما هاجمتهم حشود من الغاضبين في جميع أنحاء البلاد، فيما يقول خبراء إن الدافع وراء تلك الهجمات هو "كراهية الأجانب".