دعا "التحالف الوطني لأحزاب المعارضة" في جنوب السودان، الذي يضم 18 حزبا سياسيا، إلى عقد حوار مائدة مستديرة بين أطراف الأزمة في البلاد؛ لإنهاء الاقتتال الراهن في البلاد. وقال رئيس التحالف، زعيم "حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان – التغيير الديمقراطي"، لام اكول اجاوين، في مؤتمر صحفي بجوبا: "نريد اصلاح شامل ومرحلة انتقالية تخلق أرضية صالحة للحكم الديمقراطي في جنوب السودان؛ لأن منبر أديس أبابا التفاوضي فشل في ايجاد خيارات بديلة لحل الأزمة". وأضاف أن أحزاب التحالف ترى أن "الحكومة والمتمردين يركزون علي مصالحهما الشخصية في تجاهل تام لآلام الشعب وصيحاتهم اليائسة لإيقاف الحرب فورا". ومضى قائلا، خلال المؤتمر الذي تابعه مراسل وكالة الأناضول، إن "مستقبل البلد يتطلب الإيقاف الفوري للحرب الدائرة الآن عبر الحوار والتفاوض السلمي"، معتبرا أن "الطرفان (الحكومة والمتمردين) لا يمكنهما تحقيق أي انتصار عسكري في الحرب الحالية"، ومشيرا إلي أن "تحقيق سلام شامل في جنوب السودان يتطلب عقد مؤتمر مائدة مستديرة متعددة الأطراف بعد تقديم التنازلات الضرورية لانهاء الصراع". وزاد بالقول: "في غياب الإرادة السياسية الوطنية للحل، لا يمكننا إلقاء اللوم علي الجار لقدومه إلينا ومساعدتنا في إطفاء النيران المشتعلة في دارنا، الحوار الشامل وحده هو طريقنا الوحيد للخروج من هذه الأزمة التي فرضها علينا جشع للسلطة لا ينتهي من قبل قادتنا". ويضم التحالف الوطني مجموعة من الاحزاب السياسية المعارضة غير المشاركة في الحكومة، أبرزها: "الحركة الشعبية لتحرير السودان – التغيير الديمقراطي"، و"حزب المؤتمر الشعبي"، و"حزب الشباب القومي"، و"الحزب الشيوعي"، و"الجبهة الديمقراطية المتحدة". وتأجلت المفاوضات الجارية بين أطراف الصراع في جنوب السودان، التي ترعاها "الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا" (إيغاد)، إلى أجل غير مسمى، جراء عدم الوصول إلى اتفاق بعد انتهاء مهلة حددتها "إيغاد" للطرفين، مؤخرا. ومنذ منتصف ديسمبر 2013، تشهد دولة جنوب السودان، التي انفصلت عن السودان عبر استفتاء عام 2011، مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين للنائب السابق للرئيس ريك مشار، بعد اتهام الرئيس سلفاكير ميارديت له بمحاولة تنفيذ انقلاب عسكري، وهو ما ينفيه الأول.