أبعدت الأحزاب السياسية في جنوب السودان، اليوم السبت لام أكول أجاوين رئيس الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي، من قيادة وفدها المشارك في مفاوضات السلام المقرر إطلاق جولة جديدة منها الإثنين المقبل، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حسب بيان لهذه الأحزاب. وحسب البيان الذي حصلت وكالة"الأناضول" على نسخة منه، اتهمت الأحزاب في مذكرة رفعتها لرئاسة الجمهورية، أجاوين ب"الانفراد بعمل المنبر خلال فترة التفاوض". وأضاف البيان أن "أجاوين اجتمع بزعيم المعارضة المسلحة ريك مشار (لم يذكر موعد اللقاء) دون استشارة الأحزاب التي يمثلها في التفاوض"، واعتبرت ذلك "تجاوزا متعمدا" للأحزاب. بدوره، قال مارتن ايليا لومورو رئيس حزب المنبر الديمقراطي لجنوب السودان، في تصريحات صحفية بجوبا، اليوم، "لقد ابعدنا الدكتور أجاوين رسميا من تمثيل الأحزاب في مباحثات السلام بأديس أبابا". وأضاف لومورو إنهم "قاموا برفع مذكرة لاعتمادها من قبل رئيس الجمهورية؛ رئيس الحزب الحاكم، الذي يشغل منصب رئيس منبر الأحزاب السياسية بحكم منصبه". في المقابل، اعتبر حزب أجاوين الخطوة "خدعة حكومية لتهديد الأحزاب"، وقال اندرو اوكونج زعيم كتلة حزب أجاوين في البرلمان في تصريحات صحفية مقتضبة: "نحن لا نخشى الخطوة التي رمت إلى تهديد الأحزاب". وكان أجاوين اتهم الحكومة في تصريحات سابقة ل"الأناضول" ب"السعي إلى إبعاده من قيادة منبر الأحزاب، بعد أن تقدموا برؤية شاملة للحل، كما دحض في الوقت نفسه شائعة المقترح الذي قيل إنه قدمه ل(ايجاد) مطالبا فيه بمنحه رئاسة الحكومة الانتقالية بجنوب السودان". وفي وقت سابق الشهر الماضي، انطلقت جولة مفاوضات بين الحكومة والمعارضة بمشاركة وفود لأطراف أخرى تحت بند "أصحاب المصلحة"، من بينها وفود الأحزاب السياسية، ورجال الدين، ومنظمات المجتمع المدني، قبل أن يتم تأجيل المفاوضات. وأمس الجمعة، قال وفد المعارضة في بيان إن جولة المفاوضات التي كانت مقررة اليوم السبت مع وفد الحكومة في أديس أبابا تأجلت إلى الإثنين المقبل. وقال مصدر مطلع أن التأجيل جاء لوجود رئيس وفد الوساطة الأفريقية (إيغاد)، سيوم مسفن، في ألمانيا. وتشهد دولة جنوب السودان منذ ديسمبر/ كانون الأول 2013 صراعا دمويا على السلطة بين القوات الحكومة والمعارضة المسلحة بقيادة ريك مشار، النائب السابق لرئيس البلاد، سلفاكير ميارديت، ولم تنجح مفاوضات السلام الجارية في أديس أبابا، في وضع نهاية للعدائيات بين الطرفين والتوصل لصيغة لتقاسم السلطة حتى الآن.