رغم أننى لم أختلف مع الإعلاميين على غيث وطارق صلاح الدين بالنسبة لتأجيل ( عزاء ماسبيرو ) لبعض الوقت لحين الإنتهاء من المؤتمر الدولى لدعم الإقتصاد المصرى والذى سيعقد فى شرم الشيخ أيام 13 و14 و15 مارس الجارى لإيمانى بضرورة توافر كافة الجهود لإنجاح هذا المؤتمر الذى تعلق عليه الحكومة امالاً كبيرة لإنقاذ الإقتصاد المصرى الذى يعانى من كوارث وأزمات غير مسبوقة فى تاريخ مصر القديم والحديث , إلا أننى أختلف معهما فى حالة التفاؤل التى إنتابتهما وعبرا عنها عبر صفحاتهما على الفيس بوك عقب لقائهما بأحد الشخصيات المهمة للغاية وتم خلاله تسليم رسالة تضمنت المطالب التى كانوا يهدفون لتوصيلها من خلال إقامة هذا العزاء .. حيث تلقيا وعدا من هذه الشخصية رفيعة المستوى بتنفيذ هذه المطالب وأولها إقالة المقصرين من القيادات ورفض قانون هيكلة الإعلام وكذلك رفض أى تدخل لغرفة صناعة الإعلام فى أى شأن يتعلق بماسبيرو. ولذلك أقول للإعلاميين على وطارق : لا تتفاءلوا كثيراً بهذه الوعود الزائفة , فأنا شخصياً تلقيت الكثر من الإتصالات من شخصيات وجهات مهمة للغاية فى الدولة تم إبلاغى خلالها أنه سيكون هناك تغيير فى ماسبيرو وأنه ستتم الإطاحة بالغالبية العظمى من قيادات ماسبيرو الفاشلة والفاسدة , وتخيلت لبعض الوقت أن هناك تغييراً سوف يتم ولكن خابات ظنونى , وفوجئت مثل الكثيرين بالتجديد لنفس هذه القيادات واحداً تلو الآخر . وأرجو ألا تنخدعوا بمثل هذه الوعود لأن شيئاً لن يتغير فنفس الوجوه والسياسات سوف تبقى . والدليل على ذلك أن الأيام القادمة سوف تشهد إصدار قرار من رئيس الوزراء إبراهيم محلب وبمباركة عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون والقائم بأعمال وزير الإعلام بالتجديد للدكتور هانى جعفر رئيس قطاع القنوات الإقليمية . وسيتم هذا التجديد رغم المذكرات والمطالبات التى تسلمها رئيس الوزراء شخصياً فى مذكرات رسمية قدمها مجموعة كبيرة من العاملين فى القطاع بإبعاد جعفر بسبب فشله وكثرة الأزمات داخل القطاع وفشله فى التصدى لها .. كما أنه يعانى من أزمات صحية ( شفاه الله وعافاه ) ومنها أزمات قلبية وتوقف شبه كامل لجانبه الأيسر ..الخ . وأنا نفسى طالبت فى هذا المكان أكثر من مرة بضرورة توقيع الكشف الطبى على رئيس القطاع للتأكد من مدى قدرته الصحية على ممارسة مهام منصبه خلال الفترة القادمة إلا أن ابراهيم محلب لم يستجب لمثل هذه المطالب . وكنت أتمنى أن يقوم رئيس الحكومة بإتخاذ قرار بتوقيع هذا الكشف الطبى لعدة أسباب أبرزها أن هذا القطاع الذى يديره جعفر يعمل به أكثر من 5 آلاف شخص وتخصص له ميزانية سنوية من الموازنة العامة للدولة تتجاوز المليار و500 مليون جنيه ,وكان من الواجب على رئيس الحكومة أن يأخذ الموضوع بعين الجدية والإعتبار إذا كان – كما يقول – حريصاً على المال العام . المفاجأة الأكبر فى هذا الملف أنه فى الوقت الذى تمت فيه المطالبة بإبعاد جعفر لظروفه الصحية وجدنا زميل دفعته (إعلام القاهرة 1985 ) عصام الامير يسند إليه مهمة جديدة تحتاج لمجهود كبير إلى جانب رئاسته للقطاع ..هذه المهمة هى تكليف جعفر برئاسة لجنة التنسيق بين القطاعات المرئية فى ماسبيرو (التليفزيون – المتخصصة – الأخبار – الإقليمية ) للتنسيق بينها فيما يتعلق بتغطية الإنتخابات البرلمانية القادمة , وهى مهمة شاقة يرى الكثيرون أن ظروف جعفر الصحية لن تمكنه من القيام بها على الوجه المطلوب . ياسادة ..لا تتفاءلوا كثيراً بأى تغيير قادم فى ماسبيرو ..فالقيادات الفاشلة سوف تبقى فى مناصبها , والفساد سوف يظل هو المسيطر على كافة قطاعات ماسبيرو ..وأرجو ألا يفهم البعض كلامى هذا على أنه إفراط فى التشاؤم ولكنه إقرار بحقائق تستند إلى وقائع لا حصر لها تؤكد أنه لا توجد نية حقيقية ولا إرادة سياسية لمواجهة الفساد والفاسدين .