حالة من الغموض أصابت مصير عودة الإخوان المسلمين للحياة السياسية مرة أخرى بعد تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي عند سؤاله عن وضع جماعة الإخوان المسلمين وهل يمكن عودتها للمشهد السياسي مرة أخرى، قال: "هذا السؤال يوجه للمصريين وللشارع المصري وللرأي العام وما يرتضيه ويوافق عليه سوف أقوم بتنفيذه فورًا، وهو الأمر الذي اعتبره خبراء بداية على طريق المصالحة خاصة بعد لقاء عدد من الإخوان المنشقين بالرئيس السياسي الأسبوع الماضي. قال السفير إبراهيم يسري، مساعد وزير الخارجية ومدير إدارة القانون الدولي والمعاهدات الدولية الأسبق، إن مصطلح المصالحة غير موجود تمامًا في العمل السياسي وإنما ما يمكن حدوثه هو تسوية نزاعات وتفاوضات، لأن المصالحة تتم بين القبائل أو على الخلافات الشخصية. وأضاف أن هذه التسوية غير ممكنة بالمرة لأن هناك طرفًا يريد أن يلغي الطرف الآخر عن الوجود، كما أنى أرى من وجهة نظري الشخصية أن جماعة الإخوان المسلمين لن ترغب في أي تسوية ولم يهتموا بترشحهم للبرلمان أو غيره وإنما كل ما يهتمون به ويرغبون به في اعتقادي هو أنهم يريدون الحرية ويرفضون التعذيب. وأوضح لا أعتقد تمامًا الرغبة في أي تسوية من جانب الحكومة لأن الحكومة ترغب في أن تمسحهم من على وجه الأرض وإذا أبدت الحكومة أي نية للتسوية أعتقد أنها ستكون خطوة للاستدراج والمكر أي أنه سيكون مجرد كلام فقط ولا نية لهم لحدوث ذلك بأي شكل من الأشكال. أكد اللواء فؤاد علام، الوكيل السابق لجهاز أمن الدولة، أنه لم يذكر أي شخص أي معلومة عن المصالحة غير طارق البشري ولكن لا يوجد أحد من قيادات الإخوان أو حتى أعضاء الجماعة يرغبون في هذه المصالحة وما سيحدث هو أنه سيكون تصحيحًا للمفاهيم بمعنى أن من يريد منهم أن يندمج ويمارس حياته الطبيعية فليحدث ذلك ولكن بعيدًا عن الجماعة والحياة السياسية بشكل عام. فيما أكد صفوت عمران، أمين عام تكتل القوى الثورية والقيادي بتيار المستقبل، أن الإخوان جماعة إرهابية وهي من دعمت وغذت جماعات العنف أثناء حكم الرئيس المعزول محمد مرسي الذي أفرج عن قيادات هذه الجماعات. كما أوضح أن هذه الجماعة تثبت يومًا بعد اليوم أن ليس لديها منهج سوى العنف والتخريب وقتل الأبرياء وإشعال الوطن بما يخدم المخطط الصهيو أمريكي في المنطقة والذي يهدف إلى تقسيم الدول العربية إلى دويلات عبر إشعال الحرب الأهلية والفتنة الطائفية والصراع الأيديولوجي فيرى أنه لابد من التصدي لهم ومحاربتهم باعتبارهم يمثلون الإرهاب في المنطقة. وأضح الدكتور خالد خيرت، عضو الهيئة العليا لحزب مصر الحديثة، أنه مع اعتبار تنظيم جماعة الإخوان وجماعة داعش الإجرامية ضمن الكيانات الإرهابية، أضاف عضو الهيئة العليا بأنه يرى أن هذه الجماعة إرهابية يجب التصدي إليها حتى نوقف سلسلة الفساد والإرهاب والعنف التى تحدثه. كما حذر خيرت الدول الراعية للإرهاب من استمرار دعمها لتلك المنظمات قائلا: "إن بلادكم لن تكون بمنأى بعيًدا عن أيدي تلك الجماعات الإرهابية المسلحة"، مطالبًا إياهم بالتوقف عن إمداد ومسانده تلك المنظمات الإرهابية التي لا تعرف وطنًا ولا دينًا، كما طالب خيرت المجتمع الدولي بمساندة الدولة المصرية في حربها على الإرهاب. وأشار محمد أبو سمرة، الأمين العام للحزب الإسلامي الجهادي وعضو التحالف الوطني لدعم الشرعية عبر الصفحة الرسمية للجماعة، إلى أن هناك مفاوضات حقيقية للمصالحة بين الحكومة وجماعة الإخوان، لافتًا إلى أنها بدأت قبل 6 أشهر ومازالت تشهد شدًا وجذبًا، موضحًا أنها تمت تحت بصر وعين الأمريكان في إحدى الدول العربية التي يتواجد فيها الإخوان لكنها ليست دولة قطر - لافتًا إلى أن الحزب الإسلامي وتنظيم الجهاد كان ولا يزال من رأيه أن الأمر لن يحل إلا عن طريق مصالحة سياسية لكنه يرى من وجهة نظره أن المصالحة لن تتم مع النظام الحاكم ولكن مع المؤسسة العسكرية. وأشار أبو سمرة إلى أن هناك شروطًا للمصالحة السياسية والمفاوضات الجارية الآن بشأنها ومنها أنه لا مساومة على الدم ولا على الشرعية وهي بحسب اعتقادات الإخوان الآن لا تعني عودة مرسي للحكم ولكنها تعني عودة الأمور بكاملها إلى سلطة الشعب ليختار من يشاء بعيدًا عما حدث في 30 يوليو.