فيما يعد مفارقة، أعتلى أكبر رؤساء العالم سنا، رئيس زيمبابوي، روبرت موغابي، اليوم الجمعة، رئاسة الاتحاد الأفريقي؛ المنظمة الأكبر في أكثر قارات العالم شبابا. وفي الجلسة الافتتاحية للقمة الأفريقية الجارية حاليا في أديس أبابا، تسلم موغابي (90 عاما) والملقب ب"عميد الرؤساء الأفارقة)، رئاسة الاتحاد الأفريقي، وهو منصب شرفي، من سلفه، رئيس موريتانيا، محمد ولد عبد العزيز، الذي شغل الرئاسة خلال العام الماضي، حسب مراسل "الأناضول". وجاء تولي موجابي هذا المنصب، بعد أن اقترحت دول جنوب القارة، أن تتولى زيمبابوي الرئاسة الدورية للاتحاد، استنادا إلى أن العام الجاري، هو دور دول جنوب القارة في تولي رئاسة المنظمة الأفريقية. وتوافق مجلس الاتحاد الأفريقي، على تولي زيمبابوي الرئاسة الدورية، حسب مراسل "الأناضول"، ما يعني أن موغابي سيرأس الاتحاد لمدة عاما كاملا. وبعيد تسلمه رئاسة الاتحاد الأفريقي، قال موغابي، الملقب بعميد الحكام الأفارقة، مخاطبا زعماء القارة: "حريتنا وتقدمنا الاجتماعي والاقتصادي دليل على تكاتفنا". وتعد أفريقيا أكثر قارات العالم شبابا، إذ أن نسبة الشباب إلى مجمل عدد سكانها، أكبر من أي قارة أخرى، حسب بيانات أممية. وفي 2010، كان 70% من سكان القارة تحت سن 30 عاما، و20% من السكان بين 15 و24 عاما، حسب احصاءات أممية. ويعتبر الرئيس الزيمبابوى أكبر زعماء العالم سنا، فهو من مواليد 1924، ويتولى السلطة في بلاده منذ عام 1980، يوقره أنصاره باعتباره أحد دعاة الوحدة الأفريقية، بينما يتهمه منتقدوه بالعنصرية. في ستينيات القرن الماضي، صعد موغابي على الساحة السياسي كأمين عام لحزب "اتحاد شعب زيمبابوي الأفريقي"، الذي عارض حكومة إيان سميث، ذات الأقلية البيضاء، مما أدى إلى اعتقاله، والزج به في السجن بين عامي 1964 و1975. بعد الإفراج عنه، انضم إلى مقاتلي "حرب العصابات"، وأصبح رمزا ثوريًا، وخرج من الحرب بطلًا، وفاز في انتخابات عام 1980، ليصبح أول رئيس وزراء لزيمبابوي. وعندما حصلت بلاده على استقلالها من بريطانيا، توج موغابي بمنصب الرئاسة عام 1987، قبل أن يلغي منصب رئيس الوزراء. وموغابي، بحسب ملفه الشخصي على الموقع الرسمي للحكومة، أب لأربعة أبناء، وتزوج من سالي هايفرون عام 1961، وظلا متزوجين حتى وفاتها عام 1992. وبعد أربع سنوات، تزوج غريس ماروفو، سكرتيرته السابقة. موغابي، المنتمي إلى المذهب الروماني الكاثوليكي، من خريجي جامعة لندن، وجامعة فورت هير في جنوب إفريقيا، أعيد انتخابه رئيسا لزيمبابوي، وسط مزاعم عن تزوير الانتخابات وترهيب المنافسين، في أعوام 1990 و1996 و2002. مجددا، أعيد انتخاب موغابي عام 2008 في انتخابات شهدت سجالا حادا، وأعقبها التوقيع على اتفاق لتقاسم السلطة مع خصمه السياسي اللدود مورجان تسفانغيراي، رئيس حزب "الحركة من أجل تغيير ديمقراطي"، ثم أعيد انتخابه مرة أخرى في 2013، ومن المقرر أن تنتهي ولايته في 2018. خلال ثمانينيات القرن الماضي، ساهمت سياسات موغابي الاشتراكية في ازدهار اقتصاد بلاده. رغم ذلك، ومن حينها، انخفض الناتج المحلي الإجمالي بنحو 40%، وفقا لأرقام البنك الدولي، وهو ما يعود، في جانب كبير منه، إلى التضخم وإصلاحات الأراضي، التي شهدت استيلاء السود على مزارع يملكها البيض. وأدت إصلاحات الأراضي المناهضة للبيض إلى فرض الدول الغربية عقوبات على زيمبابوي، وتعليق عضويتها في الكومنولث (اتحاد يضم 53 دولة جميعها من ولايات الإمبراطورية البريطانية سابقاً باستثناء موزمبيق ورواندا). وعلى مر السنين، يتهم موغابي الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة بانتهاج سياسات "استعمارية".