في الوقت الذي يستعد فيه الحزب الحاكم إلى جولة ثانية لانتخابات الرئاسة في زيمبابوي، إعترف الرئيس روبرت موجابي بأنه خسر الجولة الأولى من أهم انتخابات في حكمه الذي امتد 28 عاما، بحسب ما ذكرته صحيفة بيزنيس داي التي تصدر في جنوب افريقيا اليوم الخميس. وفقد موجابي السيطرة على البرلمان للمرة الاولى منذ الاستقلال في عام 1980. وقالت حركة التغيير الديمقراطي انه هزم أيضا في إنتخابات الرئاسة التي جرت يوم السبت الماضي ، وأنه يجب ان يعترف بالهزيمة. وقالت صحيفة بيزنيس داي ان موجابي اعترف في تصريحات غير رسمية بالهزيمة وانه يقرر ما اذا كانت هناك حاجة الى اجراء انتخابات اعادة لان مورجان تسفانجيراي زعيم حركة التغيير الديمقراطي فشل في الحصول على أغلبية مريحة. ونقلت بيزنيس داي عن مصدر لم تكشف عنه قوله "موجابي اعترف بالهزيمة لاقرب مستشاريه وقادة الجيش والشرطة والمخابرات. كما أبلغ عائلته ومستشاريه بأنه خسر الانتخابات." وقالت الصحيفة ان المتشددين في حكومة موجابي يريدون منه ان يستمر في السباق حتى نهايته لكن مستشاريه وافراد عائلته يريدون من موجابي ان يتنحى. وفي الوقت ذاته، اعلن حزب الاتحاد الوطني الافريقي الزيمبابوي-الجبهة الوطنية الحاكم انه "مستعد لدعم الرئيس موجابي في دورة ثانية من الانتخابات الرئاسية في مواجهة خصمه مورجان تسفانجيراي. وقال نائب وزير الاعلام برايت ماتونجا انه لم يتضح بعد بشكل حاسم من فاز بمنصب الرئيس. واضاف "مستعدون لدورة ثانية، اننا جاهزون للنصر الذي سينتج عنها". وقال سفير زيمبابوي لدى الأممالمتحدة ان الرئيس موجابي لا ينوي مغادرة زيمبابوي. قلق في زيمبابوي من ناحية اخرى، يتصاعد القلق في زيمبابوي مع تواصل حالة الترقب بسبب تأخر صدور نتائج الاقتراع الرئاسي مما يزيد من الشائعات حول رد فعل الرئيس موجابي في حال خسارته المحتملة بعد هزيمة مؤكدة في الانتخابات التشريعية. فقد خسر الاتحاد الوطني الافريقي في زيمبابوي-الجبهة الوطنية (الحاكم) الغالبية التي كان يحظى بها منذ 28 عاما في مجلس النواب الذي باتت تسيطر عليه المعارضة اثر فوزها ب109 مقاعد من اصل 210 وفق النتائج الرسمية النهائية. واحتاجت اللجنة الانتخابية الوطنية الى اربعة ايام لتصدر تدريجيا نتائج الانتخابات التشريعية متبعة على ما افاد دبلوماسي غربي "استراتيجية متعمدة" تشير الى "المقاومة الكبيرة" التي يبديها عميد الرؤساء الافارقة البالغ 84 عاما. وقد حاولت الحركة من اجل التغيير الديموقراطي المعارضة استباق الامور معلنة الاربعاء فوز مرشحها وزعيمها مورغان تسفانغيراي بالانتخابات الرئاسية. وتقول الحركة ان مرشحها حصل على 50,3% من الاصوات في مقابل 42,9% لموغابي و8,6% للوزير السابق المنشق سيمبا ماكوني. ومهدت صحيفة "ذي هيرالد" الرسمية الطريق امام اجراء دورة ثانية في الانتخابات الرئاسية، مؤكدة ان ايا من المرشحين لم يحصل على الغالبية المطلقة. لكن دبلوماسيا اوروبيا قال انه في حال قرر موغابي خوض الدورة الثانية "فهذا يعني انه ينوي الفوز مهما كان الثمن". وتعتمد السلطات التكتم مغذية بذلك الشائعات. ويبدو ان موغابي لم يعد باستطاعه الاعتماد على الجيش والشرطة اللذين يعانيان من انقسامات متأثرين مثل كل السكان بالازمة الاقتصادية التي دفعت البلاد الى الاعتماد على المساعدات الغذائية. وفي حين تنفي الحكومة والمعارضة اجراء مفاوضات اكدت عدة مصادر ان البلاد تشهد حركة دبلوماسية برعاية افريقية. وتحاول مجموعة التنمية لافريقيا الجنوبية وفق مصادر متطابقة اقناع موغابي بالانسحاب بكرامة. ا ف ب- رويترز