أعلن الحزب الحاكم في زيمبابوي استعداده لخوض دورة ثانية من الانتخابات الرئاسية بهدف انقاذ الرئيس روبرت موجابي الذي لم يحسم الانتخابات من الدورة الاولي، والذي مني حزبه بهزيمة في الانتخابات التشريعية. وقال برايت ماتونغا ان الاتحاد الوطني الافريقي في زيمبابوي- الجبهة الوطنية "مستعد لدورة ثانية، اننا جاهزون للنصر الذي سينتج عنها". ولم تعلن اللجنة الانتخابية حتي الان نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت السبت وتواجه فيها موجابي مع ثلاثة مرشحين ابرزهم مورغان تسفانغيراي. لكن اللجنة الانتخابية اعلنت ان الحزب الحاكم خسر الغالبية في الجمعية الوطنية حيث فازت المعارضة ب109 مقاعد من اصل 210. واضاف ماتونغا "علي الصعيد الاستراتيجي لم نبذل الا 25% من طاقتنا في هذه الحملة. سوف نطلق العنان لل75% الباقية" من اجل ان يفوز الرئيس موجابي، الذي يرأس البلاد منذ استقلالها عن بريطانيا في 1980، في الدورة الثانية. واستبقت الحركة من اجل التغيير الديموقراطي المعارضة النتائج الرسمية معلنة الاربعاء فوز مرشحها وزعيمها مورغان تسفانغيراي في الانتخابات الرئاسية، لكنها ابدت في الوقت عينه استعدادها لخوض الدورة الثانية اذا ما اتت النتائج الرسمية مختلفة عن نتائجها. وتقول الحركة ان مرشحها حصل علي 3، 50% من الاصوات في مقابل 9، 42% لموجابي و6، 8% للوزير السابق المنشق سيمبا ماكوني. لكن صحيفة "ذي هيرالد" الرسمية مهدت الطريق امام اجراء دورة ثانية اذ قالت إنه "يصعب تصور حصول اي من المرشحين علي 50% من الاصوات زائد واحد، وهي العتبة الضرورية لتجنب اجراء دورة انتخابية ثانية". واستندت الصحيفة الناطقة باسم النظام الحاكم في تحليلها علي وجود انشقاق في صفوف الحركة من اجل التغيير الديموقراطي يقوده ارثر موتامبارا الذي دعم سيمبا ماكوني في الانتخابات الرئاسية. ومن اصل المقاعد النيابية ال 109 التي فازت بها الحركة في الانتخابات حصلت هذه المجموعة المنشقة علي عشرة مقاعد. واعتبر دبلوماسي اوروبي انه سيكون مفاجئا ان يوافق موجابي علي "التنازل لخوض دورة ثانية في مواجهة من يتهمه بالعمالة للغرب". واضاف انه اذا ذهب الي الدورة الثانية "فهذا يعني انه ينوي الفوز مهما كان الثمن". ويتخوف الوزير السابق ادغار تيكيري الذي انشق عن موجابي واصبح من اشد معارضيه ان يعمد الاخير الي تزوير الانتخابات. وقال ان الحزب الحاكم "خسر السلطة، وموجابي كذلك، ما لم يحاول اللجوء الي الخدع المعهودة لسرقة الانتخابات". من جانبه اكتفي برايت ماتونغا بالقول ان موجابي "ينتظر النتائج بقلق". ويتخوف ان يكون العامل الحاسم هو تصرف القوي الامنية. ويبدو ان موجابي لم يعد باستطاعته الاعتماد علي الجيش والشرطة اللذين يعانيان من انقسامات متأثرين كما كل السكان بالازمة الاقتصادية التي دفعت البلاد الي الاعتماد علي المساعدات الغذائية بعد ان كانت مخزن الحبوب للمنطقة. وفي حين تنفي الحكومة كما المعارضة اجراء مفاوضات اكدتها مصادر عدة، تشهد زيمبابوي حركة دبلوماسية نشطة برعاية افريقية خوفا من ان تترافق الدورة الثانية من الانتخابات مع اعمال عنف. وبحسب مصادر متطابقة تسعي مجموعة التنمية لافريقيا الجنوبية الي اقناع موجابي، بطل النضال ضد نظام ايان سميث العنصري، بالانسحاب بكرامة. وقال دبلوماسي من المجموعة مقره في زامبيا ان المنطقة "يجب ان ترص الصفوف لتجنب سيناريو شبيه بما حصل في كينيا" حيث ادت اعمال العنف الي مقتل 1500 شخص بعيد انتخابات ديسمبر التي طعنت بصحتها المعارضة. وعمدت الشرطة الي اقامة حواجز تفتيش روتينية علي طرقات هراري التي لا تزال هادئة حتي الساعة. وللمرة الاولي منذ انتخابات السبت ظهر موجابي الخميس في العلن خلال لقاء جمعه بمراقبي الاتحاد الافريقي، بحسب مشاهد بثها التلفزيون الرسمي. ولم يدل موجابي باي تصريح في هذه المشاهد التي ظهر فيها والي جانبه نظيره السيراليوني السابق احمد تيجان كباح الذي ترأس بعثة مراقبي الاتحاد الافريقي للانتخابات العامة في زيمبابوي.