وزير إسرائيلي يدعو إلى استيعاب مهاجرين من فرنسا في مستوطنات بالضفة الغربية

دعا وزير البناء والإسكان الإسرائيلي، أوري آرئيل، إلى استيعاب يهود فرنسيين يتوقع هجرتهم إلى إسرائيل في مستوطنات إسرائيلية مقامة على أراض فلسطينية في الضفة الغربية.
وكان مسئولون إسرائيليون وجهوا الدعوة إلى نحو نصف مليون يهودي في فرنسا للهجرة إلى إسرائيل، عقب سلسلة هجمات بدأت في العاصمة باربس، الأربعاء الماضي، وأسقطت على مدى ثلاثة أيام 17 قتيلا، بينهم أربعة يهود؛ احتجاجا على نشر مجلة "شارلي إبدو" الساخرة رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد خاتم المرسلين.
فعلى صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، كتب آرئيل، من حزب "البيت اليهودي" اليميني، مساء أمس الأربعاء، أن "الصهاينة اليهود في فرنسا هم أناس يحبون البلد (إسرائيل) ويرون الاستيطان في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) مصلحة وطنية".
ويسكن أغلب المهاجرين اليهود من فرنسا داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 (إسرائيل)، بينما يسكن البقية في الضفة الغربية في مستوطنات بنتها إسرائيل على أراض فلسطينية محتلة، ضمن عملية استيطانية تحملها السلطة الفلسطينية المسؤولية عن انهيار محادثات سلام العام الماضي.
وأضاف آرئيل: "بدلا من الشكوى والبكاء أنا منشغل في العمل على إيجاد حلول للترحيب بالمهاجرين في كل أنحاء البلد، وخاصة في المناطق التي عليها طلب كبير من المهاجرين".
ويرد الوزير الإسرائيلي بهذه التدوينة على انتقادات وجهتها إليه رئيسة حزب "ميرتس" اليساري الإسرائيلي المعارض للاستيطان، زهافا غلؤون، حيث اعتبرت عمله "انتهاكك للعملية الانتخابية الإسرائيلية".
وقال آرئيل إنه وجه رسالة إلى مجلس المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية دعا فيها المسؤولين إلى تحديد مواقع ممكنة لاستيعاب المهاجرين.
وبحسب نص الرسالة، التي نشرها على "فيسبوك" والمؤرخة بتاريخ الحادي عشر من الشهر الجاري، طلب الوزير من مجلس المستوطنات تحديد مواقع يمكن فيها استيعاب 20 أو أكثر من العائلات المهاجرة من فرنسا.
وكانت غلؤون طلبت من لجنة الانتخابات الإسرائيلية النظر في قانونية توجيه آرئيل مثل هذه الدعوة في ذروة الدعاية للانتخابات البرلمانية المقررة يوم 17 مارس/آذار المقبل، وهو ما ستبحثه اللجنة يوم الإثنين المقبل.
وقالت الوكالة اليهودية، التي تنشط في حث يهود العالم على الهجرة إلى إسرائيل، إن عام 2014 شهد ارتفاعا كبيرا في عدد المهاجرين من فرنسا إلى إسرائيل، إذ بلغ سبعة آلاف مهاجر، وهو حوالي ضعف عدد المهاجرين عام 2013، الذي بلغ 3400 مهاجر.
وأضافت أن أكثر من 1٪ من الجالية اليهودية في فرنسا هاجرت إلى إسرائيل على مدار عام 2014، الذي شهد وصول أكبر عدد من المهاجرين الفرنسيين في تاريخ إسرائيل، وكانت المرة الأولى التي يزيد فيها المهاجرون من فرنسا عن من أي بلد آخر.
وتابعت الوكالة، التي تتولى التنسيق مع وزارة الاستيعاب الإسرائيلية من أجل استيعاب المهاجرين، أنه حتى قبل هجمات باريس كان مسؤولو الوكالة اليهودية قد توقعوا أن تستمر الزيادة في أعداد المهاجرين من فرنسا ليصل عددهم إلى 10 آلاف في عام 2015.