قال صديقي .. لماذا لا تكتب عن السيد حسن نصر الله . قلت وهل يستطيع قلمي الغوص في شخصية الرجل . ربما لا يطيعني. فعاود صديقي الطلب مرة أخرى. فحاولت الاعتذار . وبعد إلحاح طاوعت نفسي . وطلبت من قلمي أن يمتثل ويسجل حروفا ناصعة عن الرجل فقال لي القلم .لا تحملني من الأمر ما لا أطيق . وكيف لي أن ارصد رجلا بقامة قضيه تختصر التاريخ والحقيقة والدم . وكيف لي أن أتجرأ علي تناول أمه في رجل. ولا املك في جعبتي من الكلمات والتي مهما تزاوجت حروفها فهي فقيرة. ليس بين كلماتي الوافرة ما اصف به الرجل . هل أقول انه رجل فهو والله كذلك . وهل أطلق عليه ألقابا وامنحه النياشين .ثم قال هل رايته وهو يخطب في إخوانه وابنائه من اللبنانيين وان تعددت طوائفهم . لقد زادوا عن المليون فهل يستطيع حاكم عربي في هذا الزمان أن يستحوذ علي قلوب عشرة آلاف علي الأكثر انه السر .لقد تقدم الصفوف عندما تواري غيره خجلا وانكسارا وغمسوا رؤسهم في الرمال وهمهم الأوحد البقاء علي الكراسي ولا داعي لغضب الأمريكان فهم إخوانهم عندما تهتز عروشهم اسمعه فهو يخرج عنف المقاومة بلين المصافحة والمداعبة . ويضيف إليها عوامل النصر اسمعه مرة أخري نكون بانتظار الكارثة فيبشرنا أن الخلاص قادم لا محالة . اصدقه لانه صادق وربما اكثر من اللازم . حتى الأعداء يصدقونه . فهو إذا قال فعل . اسمعه كثيرا نكون في حالة من الارتباك فيرسم بيديه وعينيه وملامح وجهه بوصلة الأيام القادمة . يأمر فيطاع ويطلب فيستجاب له .لا أستطيع ملامسه أطرافه فكيف اصل إلى عمق رجل ابتسم راضيا بشهادة ولده وفلذة كبده . فهو القدوة ولا قدوة غيره في زماننا . حيث الركوع والسجود والاتجاه نحو القبله إلا أنها بالتأكيد ليست قبلتنا التي نعرفها ونحرص عليها أنها هناك في واشنطن . إنها قبله الجبناء والثكالي ومكسوري الجناح . يومها : عندما فقد وليده ابتسم ولكني صدقته فقد ابتسم باكيا أو بكي مبتسما ولا فرق . أمثاله قليلون .. يعدون علي أصابع اليد الواحدة . أنا وأنت نعرفهم ونقدرهم فقد أضاءوا لنا الطريق وسوف نداوم علي ذكرهم . ما دام في العمر بقيه من حياه . ماتوا ولكنهم أحياء عند ربهم يرزقون منهم صلاح الدين الأيوبي . وغيره كثير ون لكنهم بالتأكيد ليسوا في زماننا وان كنا ننتظرهم فالحقوق حتما ستعود لاهلها والغائب أيضا لابد له من عوده في ساحة ملعب الراية ببيروت وعقب الجريمة البشعة التي طالت مقام الإمامين علي الهادي والحسن العسكري بمدينة سامراء بالعراق خاطب مليونا أو يزيد وغيرهم بالملايين كانوا في انتظاره عبر شاشات التلفاز. قال الرجل في هذه المناسبة لابد من وقفه مع العاطفة والروح والقلب الدامي ولابد من وقفه أهم مع العقل وحق علينا جميعا أن نتحلى بالحكمة والمسئولية لنقف ونفهم ما جري ونعرف العدو من الصديق. في حديثه رسم الداء ووصف الدواء تسائل عن المستفيد مما جري وأجاب نيابة عنا جميعا أولا : الأمريكان ومن يدور في فلكهم إنهم يريدون تكريس الاحتلال من خلال إشعال الفتنة الطائفية والمذهبية والعرقية بين أبناء الشعب المنهك والمغلوب علي أمره. ثانيا : الصهاينة الذين يريدون هدم العراق لا فرق عندهم بين الشيعة والسنة ولا بين كردي وكردستاني. وكعادته تقدم التحليل العميق لتوقيت الحدث المؤلم : إنهم يريدون أن يأخذونا إلي ساحة أخري فقد أذهلهم وأزعجهم حالة التوحد التي عاشها المسلمون في شتي بقاع الأرض للزود عن نبيهم والدفاع عن مقدستاهم ثم قال إنهم يريدون منا أن يقاتل بعضنا بعضا وهم يريدون إشعال الفتنة التي لعن الله من أيقظها. وبرؤية متجردة ومسئولة قال : نحن مطالبون بعدم توجيه الاتهام إلي إخواننا السنة. فمدينة سمراء وعلي مر الزمان تحتضن الإمامين ومازالت ولم يحدث من قبل ما يعكر الصفو. إذا فالسنة أبعد ما يكونون عن ارتكاب الجريمة. وزاد لقد سمعنا بالأمس المدعو جورج بوش وهو يقول إن الشعب الأمريكي حاضر لإعادة بناء المقامين وتساءل هل يوجد قاتل ومفسد وسفاك بهذه الوقاحة. ثم قال كلاما لبوش لا تدمر مقدساتنا ولا تعيد بناءها إنهم يخدعوننا ويضحكون علينا نحن المسلمون شيعة وسنة ونحن أقدر علي بناء ما خربوه بأيديهم وسوف يكون البناء والإعمار بأموالنا وبسواعدنا ونحن قادرون علي وحدة الصف ودرء الفتنة وفي نهاية حديثه قال كلاما للأمريكان والصهاينة وذيولهم : ستسقط كل أهدافكم وسيبقي الألم في قلوبنا وسيدفعنا إلي القوة والأمل وستبقي الأمة متماسكة ولن تخدعنا شعاراتكم البراقة. وفي النهاية قال قلمي أرجوك اعفني من الكتابة عن السيد حس نصر الله فأنا متعب ومنهك يوشك أن يفرغ حبري علي النفاذ. [email protected]