غدا.. "الوطنية للانتخابات" تعقد مؤتمرا صحفيا لإعلان نتائج الجولة الأولى من انتخابات النواب    تعليمات حاسمة لمديري المدارس بمتابعة التقييمات وسجلات رصد الدرجات بالفيوم    شروط استحقاق حافز التدريس للمعلمين    انطلاق المفاوضات الحكومية المصرية الألمانية لتعزيز الشراكة الاقتصادية الأسبوع الجاري في برلين    مفتي الجمهورية يعزي أسر المعتمرين الهنود المتوفين قرب المدينة المنورة    الدفاع المدني بقطاع غزة: جهود مصرية كبيرة لاحتواء تداعيات موجة المطر    بركلات الترجيح.. مصر تنتزع برونزية بطولة العين من كاب فيردي    محمد صبرى بكل هدوء    مصرع عامل وطفلة في سمالوط صعقًا بالكهرباء في حادثين منفصلين    ارتفاع تدريجي في الحرارة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الثلاثاء 18 نوفمبر 2025    جهود مكثفة لكشف ملابسات العثور على جثة شخص فى حلوان    تأجيل محاكمة 29 متهما بقضية خلية العملة لجلسة 3 فبراير    "ترندي" يسلط الضوء على لقاء مجدي يعقوب ومحمد صلاح والحالة الصحية لعمر خيرت    حماة الوطن: توجيهات الرئيس السيسى بشأن الانتخابات ترسخ لسيادة القانون    أن تسلبك إسرائيل وظيفتك الصحفية    مصرع 3 عناصر إجرامية في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة بالغربية    «ويبقي الأثر»، مدحت صالح يختتم مؤتمر انتخابي لحماة الوطن بالقليوبية    قطع الكهرباء عن عدة مناطق ببني سويف غدًا لهذا السبب    بالصور.. جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا تنظم ندوة "عودة الوعي الإسلامي الرشيد لشباب الجامعات" بحضور مفتي الجمهورية    وزير الصحة يبحث مع معهد NICE تطوير منظومة تقييم التكنولوجيا الصحية    الحكومة تدرس مقترح بتشكيل لجنة لتعزيز الهوية الوطنية بالمناهج الدراسية    غيرت عملة لشخص ما بالسوق السوداء ثم حاسبته بسعر البنك؟ أمين الفتوى يوضح    مواصفة امتحان اللغة الإنجليزية لطلاب الإعدادية للفصل الدراسي الأول    كيف تغير الموسيقى مزاجك؟.. دليلك لاختيار الأغاني المناسبة    "هنو" و"حبشي" يتفقدان قصر ثقافة بورسعيد للوقوف على الأعمال المطلوبة لتطويره    نائب محافظ الدقهلية يتفقد مدينة جمصة والمنطقة الصناعية    وزيرة التضامن ومحافظ الفيوم يتفقدان مشروع خدمة المرأة العاملة بالحادقة    "من أجل قلوب أطفالنا"، الكشف الطبي على 288 حالة في مبادرة جامعة بنها    رئيسة وزراء بنجلاديش السابقة تعقب على حكم الإعدام.. ماذا قالت؟    رئيس الوزراء يلتقي أعضاء اللجنة الاستشارية للشئون السياسية    صادرات مصر من السلع نصف المصنعة بلغت 868.7 مليون دولار خلال يوليو 2025    مولاي الحسن يحتضن مباراة الأهلي والجيش الملكي    هبوط المؤشر الرئيسى للبورصة بنسبة 0.35% بختام تعاملات جلسة الإثنين    شيخ الأزهر يستقبل وزير التعليم العالي التشادي ويناقشان تعزيز التعاون الدعوي والعلمي    شاهد مناورة ودية.. "بث مباشر" مباراة مصر والجزائر اليوم الاثنين 17 نوفمبر 2025    المتهم بقتل صديقه مهندس الإسكندرية في التحقيقات : صليت العصر وروحت أقتله    مجمع البحوث الإسلامية يطلق مسابقة ثقافية لوعاظ الأزهر حول قضايا الأسرة    الجيش الملكي يعلن تغيير ملعب مباراته أمام الأهلي.. اعرف السبب!    الكرة النسائية l مدرب نادي مسار: نستهدف التتويج برابطة أبطال إفريقيا للسيدات    وكيل تعليم بني سويف تتابع انتظام الدراسة بمدارس المحافظة    انسحاب مئات العناصر من قوات الحرس الوطني من شيكاغو وبورتلاند    توم كروز يتوّج ب أوسكار فخري بعد عقود من الإبهار في هوليوود    أبو الغيط: الحوار العربي- الصيني ضرورة استراتيجية في مواجهة تحولات العالم المتسارعة    مصلحة الجمارك: منظومة ACI تخفض زمن الإفراج الجمركي جوا وتقلل تكاليف الاستيراد والتصدير    موعد قرعة الملحقين الأوروبي والعالمي المؤهلين ل كأس العالم 2026    محافظ كفر الشيخ: الكشف على 1626 شخصا خلال قافلة طبية مجانية فى دسوق    إعادة الحركة المرورية بعد تصادم بين سيارتين على طريق "مصر–إسكندرية الزراعي"    جاتزو بعد السقوط أمام النرويج: انهيار إيطاليا مقلق    كوريا الجنوبية تقترح محادثات مع نظيرتها الشمالية لترسيم الحدود    موعد شهر رمضان 2026 فلكيًا .. تفاصيل    دار الإفتاء: فوائد البنوك "حلال" ولا علاقة بها بالربا    وزير الصحة يشهد الاجتماع الأول للجنة العليا للمسئولية الطبية وسلامة المريض.. ما نتائجه؟    «العمل» تكثف التفتيش على 668 منشأة وتمهلها لتصويب العقود    لكل من يحرص على المواظبة على أداء صلاة الفجر.. إليك بعض النصائح    لأول مرة منذ 7 سنوات.. محمد بن سلمان يزور واشنطن للقاء ترامب    أحمد سعد: الأطباء أوصوا ببقائي 5 أيام في المستشفى.. أنا دكتور نفسي وسأخرج خلال يومين    رئيس شعبة الذهب: البنك المركزي اشترى 1.8مليون طن في 2025    الفجر 4:52 مواقيت الصلاه اليوم الإثنين 17نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوسف القعيد يكتب: أشقاء جمال حمدان يؤكدان أنه مات مقتولاً ويتهمان الموساد باغتياله
نشر في الدستور الأصلي يوم 25 - 06 - 2010


بلاغ لمن يهمه الأمر
هذا الكلام جري بيني وبين اللواء عبد العظيم حمدان وفوزية حمدان شقيق وشقيقة جمال حمدان في منزله المطل علي نيل الزمالك كمدخل أو مقدمة لحوارات حول جمال حمدان. قال لي اللواء عبد العظيم حمدان وكان جمال حمدان يناديه ب «عبد» أن وكيل النيابة سألهم وكانوا عائدين من مشرحة زينهم:
هل تتهمون أحداً بقتل جمال حمدان؟
- قبل الإجابة تذكرت أن جمال حمدان كان قد انتهي من ثلاثة كتب. أعلن عنها في أحاديثه الصحفية التي أدلي بها قبل رحيله. وأهمها حديثه مع الصحفية نادية منصور الذي نشر في يوم السبت 1993/4/17 الكتاب الأول: اليهود والصهيونية وبنو إسرائيل. يقع في ألف صفحة. كان من المفروض أن يأخذه ناشره يوسف عبد الرحمن يوم الأحد. الكتاب الثاني: العالم الإسلامي المعاصر وله كتاب قديم عن العالم الإسلامي. كتبه سنة 1965 ثم عاد وأكمله وتوسع فيه بعد ذلك. لدرجة أنه أصبح كتاباً جديداً. والكتاب الثالث: عن علم الجغرافيا. وكل هذه الكتب لم نجد لها أي أثر بعد الوفاة. لقد ذهبنا إلي الشقة بمجرد علمنا بوفاته. وعايناها. واختفت هذه الكتب التي كانت موجودة ورأيتها بنفسي علاوة علي أنه تكلم عنها قبل وفاته. فأين ذهبت؟ ومن الذي أخذها؟ عند هذه الكتب واختفائها يكمن السر في نهاية جمال حمدان الغامضة والتي ما زالت غامضة حتي الآن.
سألتهما عن أدلة أخري تؤكد أنه مات مقتولاً؟
- قال لي اللواء عبد العظيم حمدان: مما يؤكد حتمية قتله أن الطباخ الذي كان يطبخ له فوجئنا بأن قدمه انكسرت وأنه راح بلده ولم نعد نعرف له مكاناً. أمر آخر أن جارة كانت تسكن في البيت الذي يسكن فيه جمال حمدان قالت لنا إن هناك رجلاً وامرأة خواجات. سكنوا في الشقة الموجودة فوق شقته شهرين ونصف قبل اغتياله ثم اختفيا بعد قتله.
سألتهما لماذا لم يتخذا أي إجراء للتحقيق في ملابسات الوفاة؟
هكذا جاءت الإجابة:
- بعد شهر من الوفاة ذهبنا إلي المستشار هشام سرايا. وقلنا له إننا أسرة جمال حمدان وإننا نشك في وفاته. وأن هذه الوفاة بفعل فاعل خاصة أنه كانت هناك خبطة في رأسه بآلة حادة ثم إن سائق وزير العدل المستشار فاروق سيف النصر الذي يسكن في العمارة رقم 27 أمين الرافعي في حين أن جمال حمدان كان يسكن في 25 أمين الرافعي هو الذي شاهد ما يريبه في الوفاة ونادي علي من حوله.
المستشار هشام سرايا قال لنا إن جمال حمدان شخصية غير عادية وكاتب كبير. ولا بد من وجود دليل مادي حتي يتم فتح التحقيق من جديد في وفاته. خاصة أنك لواء قوات مسلحة وتعرف هذه الأمور. ولأننا لا نملك دليلاً محدداً يمكن أن نقدمه لم نسر في الأمر حتي نهايته.
قالا لي إن جمال حمدان رفض جائزة الدولة التقديرية. وكان قدرها خمسة آلاف جنيه ولم يتسلمها.
أما جائزة الكويت للتقدم العلمي. وكانت قيمتها 12500 دينار كويتي. فقد وزعها علينا جميعاً. وكان يعيش علي نسبة من عائد حساب له في البنك، وعندما كانت تحضر له الفلوس كان يوزعها علينا ولا يأخذ لنفسه أي شيء منها. كان شخصية استغنائية بحق وحقيق. ولم يكن يسعي لامتلاك أي شيء في الدنيا. لم يكن يعنيه سوي كتبه وأوراقه وأقلامه.
سألت اللواء عبد العظيم حمدان: كيف عرف بوفاة شقيقه؟ ومن الذي أبلغه؟
- الذي أبلغني بوفاة جمال حمدان كان الدكتور صبحي عبد الحكيم. جاء بنفسه إلي البيت واتصل بي واتصل بأخي أحمد وأبلغنا الكارثة. فذهبنا إلي المستشفي.
الأستاذ هيكل قال لي: هل تتوقع أن جمال حمدان يموت موتة طبيعية؟ ثم قال لي إنك مسئول عن كل ورقة تركها جمال حمدان. قال لي إن جمال حمدان عندما تتكلم معه. يمكن أن يخجل أو يتردد. ولكن عندما يكتب يصبح نمراً.
سألت اللواء عبد العظيم حمدان عن أكثر الأحداث التي أثرت فيه في سنوات عمره الأخيرة.
قال لي بلا تردد:
- جمال حمدان كاد أن يُجن. عندما سافر السادات إلي تل أبيب وأنا أختلف معه في موقفي من إسرائيل، فأنا عشت الحرب من 67 إلي 73 ورأيت أن أمريكا لا يمكن أن تترك إسرائيل تُهزم. كنت أسمع تليفونات القادة الذين يطلبون السلاح. كنت أشعر أن إسرائيل مثلما قال جمال حمدان جسم سرطاني لا بد أن يُباد. فوزية قالت إن عبارة الإبادة كانت دائماً أبداً علي لسانه.
قال عبد العظيم حمدان. رأيت سلاح أمريكا في 73 جاء إلي إسرائيل مباشرة. وشارك في الحرب دون أن تغير الشارات الأمريكية المدونة عليه. قال لي في ظهري 46 شظية. استخرجت وبقي 14 مستحيل استخراجها لوجودها بجوار العمود الفقري. وأتحرك بها. دائماً كان جمال حمدان يحضر إليّ في مستشفي المعادي ثلاث مرات في الأسبوع. كان يقول لي احكي يا عُبد إيه اللي حصل في الحرب. أنا ضُربت يوم 22 أكتوبر. لأن الطيران توقف بعد الضربة الجوية الأولي.
وماذا كان مصير الشقة التي كان يعيش فيها؟
- من حيث الشقة التي كان يعيش فيها. اكتشفنا بعد فترة قصيرة من وفاته. أن صاحب العمارة باع الشقة. حيث لم يكن له ورثة وليس من حق أحد منا أن يرث الشقة، وبعد أن علمنا بهذه الكارثة. ذهبنا نسأل عن كتبه فوجدنا ما تبقي منها في كرتونتين مركونتين بجوار السلم. ركنهما من سكن الشقة من بعده للعلم كان في هذه الشقة رسالة الدكتوراه. ودكتوراه الدولة التي لم يحصل عليها سوي ستة علي مستوي العالم وكانت هناك مخطوطات بخط يده كثيرة وكتب كثيرة وخرائط رسمها وصور كان يرسمها لنفسه وللآخرين، كل هذا لم يعد له وجود.
في آخر عيد ميلاد له الذي حل في 28/2/1993.
قامت فوزية بعمل طعام يحبه. واشتري اللواء عبد العظيم حمدان تورتة. وذهب له من أجل الاحتفال معه بعيد ميلاده. نادي جمال حمدان علي البواب، أعطاه الطعام والتورتة رفض الاقتراب منهما وبعد أن خرج البواب. أخرج لهما طعاماً بسيطاً من ثلاجته لكي نحتفل معه بعيد ميلاده الذي كان يرفض الاحتفال به من حيث المبدأ.
قالت عنه الدكتورة نعمات أحمد فؤاد إنه قاس علي نفسه ومصر علي الصرامة في التعامل مع النفس. قال لي عبد العظيم حمدان إنه ذهب إلي أحمد بهاء الدين وطلب لقاءه فرحب به علي الفور. كانت المشكلة التي يريد عبد العظيم أن يعرضها علي الأستاذ بهاء أنه يريد لجمال حمدان أن يتزوج وأن تكون له أسرة وأن يعيش مثل أي إنسان آخر. قال له بهاء: كلامك علي العين والرأس. لكن من يعرف جمال حمدان يدرك استحالة أن ينفذ هذا الكلام.
قال عنه الأستاذ أحمد بهاء الدين: ليست له في الماديات هذا الإنسان خلقه الله لرسالة معينة ولا بد أن يكملها.
وعن قصة زواجه الذي لم يتم. قال لي عبد العظيم حمدان أنه كانت له زميلة في جامعة ريدنج. أحبها وأحبته. خلال فترة دراسته في بريطانيا من أجل الحصول علي درجة الدكتوراه. كانت بينهما قصة حب. كان يمكن أن تنتهي بالزواج. طلبت منه بعد حصوله علي الدكتوراه البقاء في انجلترا. رفض وقرر العودة وهي من جانبها رفضت أن تأتي معه إلي مصر وتعيش معه هنا. وهكذا انتهت قصة الحب.
شقيقه عبد الحميد أحضر له زميلة فرنسية. وخلال عمليات التعارف فوجئ جمال حمدان بعبد الحميد يسأله: هل تصلح زوجة؟ فقال له من قال لك إنني أريد الزواج؟ أنا أتكلم باعتبار أن الأمر مسألة علمية بالدرجة الأولي. وانتهي الأمر.
فوزية حمدان شقيقة جمال حمدان. والأقرب عاطفياً إليه من بين أشقائه جميعاً. والتي رفضت إعطائي صورة لها. مكتفية بنشر صور جمال حمدان. قالت من المؤكد أن الموساد الإسرائيلي هو الذي قتل جمال حمدان. بداخلها يقين لا يقبل الشك أنهم هم قتلة جمال حمدان.
ما على الرسول إلا البلاغ
قال لي اللواء عبد العظيم حمدان أن مسئولاً في الرئاسة المصرية. اتصل به والتقاه قبيل اغتيال جمال حمدان. ولأن هذا المسئول السابق زميل صحفي كان صحفياً في مؤسسة صحفية مصرية عريقة ثم أصبح رئيساً لمؤسسة صحفية تصدر عنها مجلتان. وهو يكتب الآن عموداً في جريدة يومية. أمسك عن ذكر اسمه ما لم يقم هو من تلقاء نفسه بغير ذلك وهذا مراعاة مني لأصول الزمالة فقط هذا المسئول السابق الكاتب الصحفي الحالي. قابل عبد العظيم حمدان وطلب منه أن ينصح جمال بالهدوء والتريث والتعقل في كتاباته عن إسرائيل والتطبيع في هذه الفترة لأن الكل داخل علي أوسلو ومدريد ولابد من تصفية الأجواء لذلك. أكد لي عبد العظيم حمدان أنه ذهب إلي جمال وأبلغه الرغبة الرئاسية في الهدوء والتريث وعدم نشر كتابات عنيفة عن إسرائيل واستحالة السلام معها. وكان رده علي ذلك الطلب الذي اعتبره تهديداً نشر العديد من المقالات التي توضح وجهة نظره وتؤكدها أي أنه رفض الرسالة التي اعتبرها تهديداً وأقدم علي ما يؤكد رفضه لها.
إليها.. يا أنا..
القلب يبحث عن هدنة:
منحت نفسي إجازة من هذه الكتابة الأسبوع الماضي قولي هدنة قولي التقاط أنفاس قولي محاولة إلقاء نظرة علي ما جري ومحاولة تمعن لما هو حاصل واستشراف للآتي الخارج من رحم الغيب.
لماذا كل هذه التبريرات للتوقف؟ لنسم الأمور بأسمائها الحقيقية. لماذا لا نقول إن الصمت يقول أكثر من الكلام؟ وأن الامتناع لا يقل أهمية عن الامتثال للمحبوب. والاستجابة لطلباته؟
- لا يحتاج التوقف عن الكتابة لتبريرات ولا لشروح ولا لحكايات لأن خفقان القلب لا يعرف التوقف الذي ربما يعني الموات ودعك من كل الذين يدعون أن الموت استمرار للحياة بشكل آخر، كل هذا يُقال من باب العبث باللغة واللعب بالكلمات وأنا لم أفعل هذا من قبل ولن أفعله لأن الكتابة عندي تعني الصدق. أنا - وأعوذ بالله من كلمة أنا - إن فارق الصدق قلمي تبخرت الرغبة في الكتابة. والكتابة الصادقة تعرف طريقها لقلوب الناس فوراً. لأن الصدق أكسير التواصل بين الناس. وكلمة السر بين الأنا والآخر. أما أنتِ فلا يمكن أن تكوني آخر أبداً وعذراً عن التوقف الذي ربما حمل من الكلام أكثر مما يحمله الكلام. التعريف الذي لم يقله أحد للعشاق أن العاشق والمعشوق يمكن أن يتفقا حول كل أمور العالم دون أن ينطق أي منهما ولو بكلمة واحدة.
ربما كان الهدف منه معرفة هل توقفت أمام التوقف؟! هل شعرت أن ثمة أمرًا ما جري؟ وأن حدثاً وقع؟ حتي لو كان بالسلب وليس بالإيجاب. عموماً إن الإنسان لا يستطيع أن يعيش التوقف مرة أخري، لأنه مثل النهر إن نزله الإنسان مرة جديدة فإنه ينزل لنهر جديد لأن المياه تكون قد تغيرت وتبدلت وأصبحت في النهر مياهاً أخري.
زقاق المدق
اتصلت بي الشاعرة لينا الطيبي. أعرفها طبعاً. قالت لي: إن نصير شمة يحول الآن رواية زقاق المدق لنجيب محفوظ إلي أوبرا. تنتجها دار الأوبرا المصرية، في إطار الاحتفال بمرور قرن علي ميلاد نجيب محفوظ، وكجزء من الاحتفاليات العربية التي ستقام في هذا الشأن طلبت لينا الطيبي مساعدتها في الاتصال بأسرة نجيب محفوظ وقد وعدتها في اليوم التالي قالت لي هدي نجيب محفوظ. أن فاتن هي التي تعرف إن كان هناك أي اتفاق حول هذه الرواية. فاتن في اليوم التالي رحبت بما طرحته لينا الطيبي، بل وأضافت أن أي تكريم لوالدها بمناسبة مرور قرن علي ميلاده. مسألة مرحب بها من قبلهم، ومستعدون ليس للاتفاق فقط، ولكن للتعاون الكامل وغير المحدود. في هذا السياق.
السقا مات
رأيت سيد حجاب وبيده نص أوبرا: السقا مات. سألته عن الحكاية فقال لي: إن أسرة يوسف السباعي قدمت هذه الرواية هدية لمكتبة الإسكندرية فقررت تحويلها لأوبرا من المتوقع أن تقدم في العام المقبل من المعروف أن السقا مات حولت إلي فيلم سينمائي أخرجه صلاح أبو سيف وقام بالبطولة فريد شوقي وعزت العلايلي وكان من الأفلام المصرية الناجحة وسيد حجاب يحب ما يقوم به من أعمال، وما ينجزه من مشروعات ثقافية. خصوصاً في هذا المجال الذي لم نعرفه من قبل ألا وهو تحويل الروايات إلي الأوبرا. من قبل حول رواية ميرامار لأوبرا. وكان ذلك في حياة نجيب محفوظ. وبعدها حول أربع قصص ليوسف إدريس. ويحلم بتقديم كفاح طيبة لنجيب محفوظ.
جابر عصفور يقاضي جبهة علماء الأزهر
فور قراءة جابر عصفور لصفحة الأسبوع الماضي. من الدستور الأسبوعي عندما ناشدت وزير الثقافة الفنان فاروق حسني. والدكتور جابر عصفور اللجوء إلي القضاء بخصوص بيان جبهة علماء الأزهر.
جابر عصفور كان إيجابياً. وقرر رفع دعوي قضائية ضد البيان، وقد علمت بذلك من الصديق جمال الغيطاني. بعد أن علم بذلك من جابر عصفور. ونحن جميعاً مع جابر عصفور. سواء تطلب الأمر توقيع بيان أو الذهاب معه للمحكمة. فالرجل لا يدافع عن نفسه ضد السباب الذي طاله. ولكنه يدافع عنا جميعاً ضد هذه الجبهة التي تريد أن تأخذنا جميعاً إلي المجهول.
عطر الأحباب
المستشار عبد المجيد محمود في اتصاله المبكر كعادته. أصر علي أن الذي يقف وراء قراره بحفظ التحقيق في البلاغ المقدم ضد ألف ليلة وليلة والجهود المضنية التي قامت بها جماعة المثقفين المصريين عبر التاريخ من أجل الاستنارة ومن أجل الاحتفاظ بكيان هذا الوطن، وأيضاً التراث القضائي المصري. الذي وقف مع حرية الفكر والإبداع ورفض المصادرة، ومن المؤكد أن المستشار عبد المجيد محمود. يقف وراءه تاريخ حافل من الوقوف مع حرية الإبداع، هل يمكن أن ننسي محمد نور الدين وكيل النائب العام الذي اتخذ قراراً قبل سنوات بعيدة بحفظ التحقيق مع طه حسين في كتابه في الشعر الجاهلي. ودخل التاريخ في حين أن الذين حركوا الزوبعة لا يذكرهم أحد الآن.
الصديق الدكتور أحمد العزبي صحح لي معلومة وردت في صفحة الأسبوع الماضي عن الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم. قال لي: إنه لا يقود سيارته بنفسه. ولكن لأن بيته مواجه لبيت الدكتور أحمد العزبي. وأنه لذلك يحضر ماشياً علي قدميه. وكنت قد قلت في الأسبوع الماضي أن الوزير يقود سيارته بنفسه.. وقال لي: إنه بمناسبة تكريم محمد الخولي، قرر الفنان التشكيلي الدكتور طه قرني رسم صورة له ليست صورة مثل الفوتوغرافية، ولكنها صورة فيها قدر كبير من الإحساس الفني، ومحمد الخولي يستحق ما هو أكثر من رسم صورة له، يستحق أن يقام له تمثال في أي ميدان عام، وإن كان هذا صعباً أو مستحيلاً. يكفيه تماثيل في قلوبنا جميعاً، فعندما أسمعه يتكلم أحسده لأنه عمل مع خالد الذكر جمال عبد الناصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.