«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوسف القعيد يكتب: أشقاء جمال حمدان يؤكدان أنه مات مقتولاً ويتهمان الموساد باغتياله
نشر في الدستور الأصلي يوم 25 - 06 - 2010


بلاغ لمن يهمه الأمر
هذا الكلام جري بيني وبين اللواء عبد العظيم حمدان وفوزية حمدان شقيق وشقيقة جمال حمدان في منزله المطل علي نيل الزمالك كمدخل أو مقدمة لحوارات حول جمال حمدان. قال لي اللواء عبد العظيم حمدان وكان جمال حمدان يناديه ب «عبد» أن وكيل النيابة سألهم وكانوا عائدين من مشرحة زينهم:
هل تتهمون أحداً بقتل جمال حمدان؟
- قبل الإجابة تذكرت أن جمال حمدان كان قد انتهي من ثلاثة كتب. أعلن عنها في أحاديثه الصحفية التي أدلي بها قبل رحيله. وأهمها حديثه مع الصحفية نادية منصور الذي نشر في يوم السبت 1993/4/17 الكتاب الأول: اليهود والصهيونية وبنو إسرائيل. يقع في ألف صفحة. كان من المفروض أن يأخذه ناشره يوسف عبد الرحمن يوم الأحد. الكتاب الثاني: العالم الإسلامي المعاصر وله كتاب قديم عن العالم الإسلامي. كتبه سنة 1965 ثم عاد وأكمله وتوسع فيه بعد ذلك. لدرجة أنه أصبح كتاباً جديداً. والكتاب الثالث: عن علم الجغرافيا. وكل هذه الكتب لم نجد لها أي أثر بعد الوفاة. لقد ذهبنا إلي الشقة بمجرد علمنا بوفاته. وعايناها. واختفت هذه الكتب التي كانت موجودة ورأيتها بنفسي علاوة علي أنه تكلم عنها قبل وفاته. فأين ذهبت؟ ومن الذي أخذها؟ عند هذه الكتب واختفائها يكمن السر في نهاية جمال حمدان الغامضة والتي ما زالت غامضة حتي الآن.
سألتهما عن أدلة أخري تؤكد أنه مات مقتولاً؟
- قال لي اللواء عبد العظيم حمدان: مما يؤكد حتمية قتله أن الطباخ الذي كان يطبخ له فوجئنا بأن قدمه انكسرت وأنه راح بلده ولم نعد نعرف له مكاناً. أمر آخر أن جارة كانت تسكن في البيت الذي يسكن فيه جمال حمدان قالت لنا إن هناك رجلاً وامرأة خواجات. سكنوا في الشقة الموجودة فوق شقته شهرين ونصف قبل اغتياله ثم اختفيا بعد قتله.
سألتهما لماذا لم يتخذا أي إجراء للتحقيق في ملابسات الوفاة؟
هكذا جاءت الإجابة:
- بعد شهر من الوفاة ذهبنا إلي المستشار هشام سرايا. وقلنا له إننا أسرة جمال حمدان وإننا نشك في وفاته. وأن هذه الوفاة بفعل فاعل خاصة أنه كانت هناك خبطة في رأسه بآلة حادة ثم إن سائق وزير العدل المستشار فاروق سيف النصر الذي يسكن في العمارة رقم 27 أمين الرافعي في حين أن جمال حمدان كان يسكن في 25 أمين الرافعي هو الذي شاهد ما يريبه في الوفاة ونادي علي من حوله.
المستشار هشام سرايا قال لنا إن جمال حمدان شخصية غير عادية وكاتب كبير. ولا بد من وجود دليل مادي حتي يتم فتح التحقيق من جديد في وفاته. خاصة أنك لواء قوات مسلحة وتعرف هذه الأمور. ولأننا لا نملك دليلاً محدداً يمكن أن نقدمه لم نسر في الأمر حتي نهايته.
قالا لي إن جمال حمدان رفض جائزة الدولة التقديرية. وكان قدرها خمسة آلاف جنيه ولم يتسلمها.
أما جائزة الكويت للتقدم العلمي. وكانت قيمتها 12500 دينار كويتي. فقد وزعها علينا جميعاً. وكان يعيش علي نسبة من عائد حساب له في البنك، وعندما كانت تحضر له الفلوس كان يوزعها علينا ولا يأخذ لنفسه أي شيء منها. كان شخصية استغنائية بحق وحقيق. ولم يكن يسعي لامتلاك أي شيء في الدنيا. لم يكن يعنيه سوي كتبه وأوراقه وأقلامه.
سألت اللواء عبد العظيم حمدان: كيف عرف بوفاة شقيقه؟ ومن الذي أبلغه؟
- الذي أبلغني بوفاة جمال حمدان كان الدكتور صبحي عبد الحكيم. جاء بنفسه إلي البيت واتصل بي واتصل بأخي أحمد وأبلغنا الكارثة. فذهبنا إلي المستشفي.
الأستاذ هيكل قال لي: هل تتوقع أن جمال حمدان يموت موتة طبيعية؟ ثم قال لي إنك مسئول عن كل ورقة تركها جمال حمدان. قال لي إن جمال حمدان عندما تتكلم معه. يمكن أن يخجل أو يتردد. ولكن عندما يكتب يصبح نمراً.
سألت اللواء عبد العظيم حمدان عن أكثر الأحداث التي أثرت فيه في سنوات عمره الأخيرة.
قال لي بلا تردد:
- جمال حمدان كاد أن يُجن. عندما سافر السادات إلي تل أبيب وأنا أختلف معه في موقفي من إسرائيل، فأنا عشت الحرب من 67 إلي 73 ورأيت أن أمريكا لا يمكن أن تترك إسرائيل تُهزم. كنت أسمع تليفونات القادة الذين يطلبون السلاح. كنت أشعر أن إسرائيل مثلما قال جمال حمدان جسم سرطاني لا بد أن يُباد. فوزية قالت إن عبارة الإبادة كانت دائماً أبداً علي لسانه.
قال عبد العظيم حمدان. رأيت سلاح أمريكا في 73 جاء إلي إسرائيل مباشرة. وشارك في الحرب دون أن تغير الشارات الأمريكية المدونة عليه. قال لي في ظهري 46 شظية. استخرجت وبقي 14 مستحيل استخراجها لوجودها بجوار العمود الفقري. وأتحرك بها. دائماً كان جمال حمدان يحضر إليّ في مستشفي المعادي ثلاث مرات في الأسبوع. كان يقول لي احكي يا عُبد إيه اللي حصل في الحرب. أنا ضُربت يوم 22 أكتوبر. لأن الطيران توقف بعد الضربة الجوية الأولي.
وماذا كان مصير الشقة التي كان يعيش فيها؟
- من حيث الشقة التي كان يعيش فيها. اكتشفنا بعد فترة قصيرة من وفاته. أن صاحب العمارة باع الشقة. حيث لم يكن له ورثة وليس من حق أحد منا أن يرث الشقة، وبعد أن علمنا بهذه الكارثة. ذهبنا نسأل عن كتبه فوجدنا ما تبقي منها في كرتونتين مركونتين بجوار السلم. ركنهما من سكن الشقة من بعده للعلم كان في هذه الشقة رسالة الدكتوراه. ودكتوراه الدولة التي لم يحصل عليها سوي ستة علي مستوي العالم وكانت هناك مخطوطات بخط يده كثيرة وكتب كثيرة وخرائط رسمها وصور كان يرسمها لنفسه وللآخرين، كل هذا لم يعد له وجود.
في آخر عيد ميلاد له الذي حل في 28/2/1993.
قامت فوزية بعمل طعام يحبه. واشتري اللواء عبد العظيم حمدان تورتة. وذهب له من أجل الاحتفال معه بعيد ميلاده. نادي جمال حمدان علي البواب، أعطاه الطعام والتورتة رفض الاقتراب منهما وبعد أن خرج البواب. أخرج لهما طعاماً بسيطاً من ثلاجته لكي نحتفل معه بعيد ميلاده الذي كان يرفض الاحتفال به من حيث المبدأ.
قالت عنه الدكتورة نعمات أحمد فؤاد إنه قاس علي نفسه ومصر علي الصرامة في التعامل مع النفس. قال لي عبد العظيم حمدان إنه ذهب إلي أحمد بهاء الدين وطلب لقاءه فرحب به علي الفور. كانت المشكلة التي يريد عبد العظيم أن يعرضها علي الأستاذ بهاء أنه يريد لجمال حمدان أن يتزوج وأن تكون له أسرة وأن يعيش مثل أي إنسان آخر. قال له بهاء: كلامك علي العين والرأس. لكن من يعرف جمال حمدان يدرك استحالة أن ينفذ هذا الكلام.
قال عنه الأستاذ أحمد بهاء الدين: ليست له في الماديات هذا الإنسان خلقه الله لرسالة معينة ولا بد أن يكملها.
وعن قصة زواجه الذي لم يتم. قال لي عبد العظيم حمدان أنه كانت له زميلة في جامعة ريدنج. أحبها وأحبته. خلال فترة دراسته في بريطانيا من أجل الحصول علي درجة الدكتوراه. كانت بينهما قصة حب. كان يمكن أن تنتهي بالزواج. طلبت منه بعد حصوله علي الدكتوراه البقاء في انجلترا. رفض وقرر العودة وهي من جانبها رفضت أن تأتي معه إلي مصر وتعيش معه هنا. وهكذا انتهت قصة الحب.
شقيقه عبد الحميد أحضر له زميلة فرنسية. وخلال عمليات التعارف فوجئ جمال حمدان بعبد الحميد يسأله: هل تصلح زوجة؟ فقال له من قال لك إنني أريد الزواج؟ أنا أتكلم باعتبار أن الأمر مسألة علمية بالدرجة الأولي. وانتهي الأمر.
فوزية حمدان شقيقة جمال حمدان. والأقرب عاطفياً إليه من بين أشقائه جميعاً. والتي رفضت إعطائي صورة لها. مكتفية بنشر صور جمال حمدان. قالت من المؤكد أن الموساد الإسرائيلي هو الذي قتل جمال حمدان. بداخلها يقين لا يقبل الشك أنهم هم قتلة جمال حمدان.
ما على الرسول إلا البلاغ
قال لي اللواء عبد العظيم حمدان أن مسئولاً في الرئاسة المصرية. اتصل به والتقاه قبيل اغتيال جمال حمدان. ولأن هذا المسئول السابق زميل صحفي كان صحفياً في مؤسسة صحفية مصرية عريقة ثم أصبح رئيساً لمؤسسة صحفية تصدر عنها مجلتان. وهو يكتب الآن عموداً في جريدة يومية. أمسك عن ذكر اسمه ما لم يقم هو من تلقاء نفسه بغير ذلك وهذا مراعاة مني لأصول الزمالة فقط هذا المسئول السابق الكاتب الصحفي الحالي. قابل عبد العظيم حمدان وطلب منه أن ينصح جمال بالهدوء والتريث والتعقل في كتاباته عن إسرائيل والتطبيع في هذه الفترة لأن الكل داخل علي أوسلو ومدريد ولابد من تصفية الأجواء لذلك. أكد لي عبد العظيم حمدان أنه ذهب إلي جمال وأبلغه الرغبة الرئاسية في الهدوء والتريث وعدم نشر كتابات عنيفة عن إسرائيل واستحالة السلام معها. وكان رده علي ذلك الطلب الذي اعتبره تهديداً نشر العديد من المقالات التي توضح وجهة نظره وتؤكدها أي أنه رفض الرسالة التي اعتبرها تهديداً وأقدم علي ما يؤكد رفضه لها.
إليها.. يا أنا..
القلب يبحث عن هدنة:
منحت نفسي إجازة من هذه الكتابة الأسبوع الماضي قولي هدنة قولي التقاط أنفاس قولي محاولة إلقاء نظرة علي ما جري ومحاولة تمعن لما هو حاصل واستشراف للآتي الخارج من رحم الغيب.
لماذا كل هذه التبريرات للتوقف؟ لنسم الأمور بأسمائها الحقيقية. لماذا لا نقول إن الصمت يقول أكثر من الكلام؟ وأن الامتناع لا يقل أهمية عن الامتثال للمحبوب. والاستجابة لطلباته؟
- لا يحتاج التوقف عن الكتابة لتبريرات ولا لشروح ولا لحكايات لأن خفقان القلب لا يعرف التوقف الذي ربما يعني الموات ودعك من كل الذين يدعون أن الموت استمرار للحياة بشكل آخر، كل هذا يُقال من باب العبث باللغة واللعب بالكلمات وأنا لم أفعل هذا من قبل ولن أفعله لأن الكتابة عندي تعني الصدق. أنا - وأعوذ بالله من كلمة أنا - إن فارق الصدق قلمي تبخرت الرغبة في الكتابة. والكتابة الصادقة تعرف طريقها لقلوب الناس فوراً. لأن الصدق أكسير التواصل بين الناس. وكلمة السر بين الأنا والآخر. أما أنتِ فلا يمكن أن تكوني آخر أبداً وعذراً عن التوقف الذي ربما حمل من الكلام أكثر مما يحمله الكلام. التعريف الذي لم يقله أحد للعشاق أن العاشق والمعشوق يمكن أن يتفقا حول كل أمور العالم دون أن ينطق أي منهما ولو بكلمة واحدة.
ربما كان الهدف منه معرفة هل توقفت أمام التوقف؟! هل شعرت أن ثمة أمرًا ما جري؟ وأن حدثاً وقع؟ حتي لو كان بالسلب وليس بالإيجاب. عموماً إن الإنسان لا يستطيع أن يعيش التوقف مرة أخري، لأنه مثل النهر إن نزله الإنسان مرة جديدة فإنه ينزل لنهر جديد لأن المياه تكون قد تغيرت وتبدلت وأصبحت في النهر مياهاً أخري.
زقاق المدق
اتصلت بي الشاعرة لينا الطيبي. أعرفها طبعاً. قالت لي: إن نصير شمة يحول الآن رواية زقاق المدق لنجيب محفوظ إلي أوبرا. تنتجها دار الأوبرا المصرية، في إطار الاحتفال بمرور قرن علي ميلاد نجيب محفوظ، وكجزء من الاحتفاليات العربية التي ستقام في هذا الشأن طلبت لينا الطيبي مساعدتها في الاتصال بأسرة نجيب محفوظ وقد وعدتها في اليوم التالي قالت لي هدي نجيب محفوظ. أن فاتن هي التي تعرف إن كان هناك أي اتفاق حول هذه الرواية. فاتن في اليوم التالي رحبت بما طرحته لينا الطيبي، بل وأضافت أن أي تكريم لوالدها بمناسبة مرور قرن علي ميلاده. مسألة مرحب بها من قبلهم، ومستعدون ليس للاتفاق فقط، ولكن للتعاون الكامل وغير المحدود. في هذا السياق.
السقا مات
رأيت سيد حجاب وبيده نص أوبرا: السقا مات. سألته عن الحكاية فقال لي: إن أسرة يوسف السباعي قدمت هذه الرواية هدية لمكتبة الإسكندرية فقررت تحويلها لأوبرا من المتوقع أن تقدم في العام المقبل من المعروف أن السقا مات حولت إلي فيلم سينمائي أخرجه صلاح أبو سيف وقام بالبطولة فريد شوقي وعزت العلايلي وكان من الأفلام المصرية الناجحة وسيد حجاب يحب ما يقوم به من أعمال، وما ينجزه من مشروعات ثقافية. خصوصاً في هذا المجال الذي لم نعرفه من قبل ألا وهو تحويل الروايات إلي الأوبرا. من قبل حول رواية ميرامار لأوبرا. وكان ذلك في حياة نجيب محفوظ. وبعدها حول أربع قصص ليوسف إدريس. ويحلم بتقديم كفاح طيبة لنجيب محفوظ.
جابر عصفور يقاضي جبهة علماء الأزهر
فور قراءة جابر عصفور لصفحة الأسبوع الماضي. من الدستور الأسبوعي عندما ناشدت وزير الثقافة الفنان فاروق حسني. والدكتور جابر عصفور اللجوء إلي القضاء بخصوص بيان جبهة علماء الأزهر.
جابر عصفور كان إيجابياً. وقرر رفع دعوي قضائية ضد البيان، وقد علمت بذلك من الصديق جمال الغيطاني. بعد أن علم بذلك من جابر عصفور. ونحن جميعاً مع جابر عصفور. سواء تطلب الأمر توقيع بيان أو الذهاب معه للمحكمة. فالرجل لا يدافع عن نفسه ضد السباب الذي طاله. ولكنه يدافع عنا جميعاً ضد هذه الجبهة التي تريد أن تأخذنا جميعاً إلي المجهول.
عطر الأحباب
المستشار عبد المجيد محمود في اتصاله المبكر كعادته. أصر علي أن الذي يقف وراء قراره بحفظ التحقيق في البلاغ المقدم ضد ألف ليلة وليلة والجهود المضنية التي قامت بها جماعة المثقفين المصريين عبر التاريخ من أجل الاستنارة ومن أجل الاحتفاظ بكيان هذا الوطن، وأيضاً التراث القضائي المصري. الذي وقف مع حرية الفكر والإبداع ورفض المصادرة، ومن المؤكد أن المستشار عبد المجيد محمود. يقف وراءه تاريخ حافل من الوقوف مع حرية الإبداع، هل يمكن أن ننسي محمد نور الدين وكيل النائب العام الذي اتخذ قراراً قبل سنوات بعيدة بحفظ التحقيق مع طه حسين في كتابه في الشعر الجاهلي. ودخل التاريخ في حين أن الذين حركوا الزوبعة لا يذكرهم أحد الآن.
الصديق الدكتور أحمد العزبي صحح لي معلومة وردت في صفحة الأسبوع الماضي عن الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم. قال لي: إنه لا يقود سيارته بنفسه. ولكن لأن بيته مواجه لبيت الدكتور أحمد العزبي. وأنه لذلك يحضر ماشياً علي قدميه. وكنت قد قلت في الأسبوع الماضي أن الوزير يقود سيارته بنفسه.. وقال لي: إنه بمناسبة تكريم محمد الخولي، قرر الفنان التشكيلي الدكتور طه قرني رسم صورة له ليست صورة مثل الفوتوغرافية، ولكنها صورة فيها قدر كبير من الإحساس الفني، ومحمد الخولي يستحق ما هو أكثر من رسم صورة له، يستحق أن يقام له تمثال في أي ميدان عام، وإن كان هذا صعباً أو مستحيلاً. يكفيه تماثيل في قلوبنا جميعاً، فعندما أسمعه يتكلم أحسده لأنه عمل مع خالد الذكر جمال عبد الناصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.