هل أنا كمواطن استطيع أن أحظى برؤية المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، ليس بالضرورة مباشرة في لقاء شخصي، إنما في مؤتمر جماهيري عام، أو في جولة له وسط المواطنين لأجد نفسي مصادفة أمامه، أو قريب منه، فألوح له بيدي، أو أهتف، أو أطرح عليه سؤالا ؟!. وهل أنا كصحفي وكاتب استطيع أن أحظى بلقاء خاص، ولو لدقائق مع السيسي، لأجري حوارا معه، أو استفسر منه عن بعض المعلومات لأكتب مقالا متضمنا ما حصلت عليه منه، أو التقط صورة بجواره احتفظ بها في ألبومي؟!. اعتقد أنه من الصعب إن لم يكن من المستحيل أن تتحقق واحدة من هاتين الرغبتين. عموما أنا لا ألح في لقائه كمواطن، أو كصحفي، لكن لو سنحت لي الفرصة بشكل طبيعي ومحترم دون انتظار بالباب، أو نفاق حارس البوابة، أو السيد الكبير الذي يجلس وراءها فلن أرفض. أقول ذلك لأنني اتصور أنه من حقي كمواطن أن أشعر أن المرشح الرئاسي قريب مني، ومن الجميع، ليس بالضرورة أن يعيش ويأكل وينام في الشارع وسط الناس، لكن لا تنقطع الصلة بهم تماما، أولا يتواجد بينهم في مؤتمرات جماهيرية خلال فترة الدعاية، أو لا يقوم بجولات على مرافق وأماكن وجهات عامة ، كما يحدث في أمريكا مثلا، حيث نجد المرشحين للرئاسة عن الحزبين الديمقراطي والجمهوري يقومان بهذه الجولات بجانب المؤتمرات العامة، نتابعهما يتجولان في الشوارع والمراكز التجارية ومراكز للطفولة والأمومة ومع ذوي الاحتياجات والمسنين وفي المطاعم والحدائق العامة، بل والمرور على البيوت في بعض المقاطعات، وهذا ينسج علاقة من والود والترابط بين المرشح وبين مواطنيه، بالطبع فإن كل الأمريكيين في ولاياتهم الخمسين لن يتمكنوا من رؤية مرشحهم عن قرب، لكن الزيارات واللقاءات الرمزية تعطي مؤشرات مهمة بأنه قريب منهم، وليس منفصلا عنهم، ولا يخشاهم. لو كان السيسي في منصبه وزيرا للدفاع ماكنت طرحت مسألة لقائه كمواطن، أو حتى كصحفي، ولا كنت طلبت بضرورة أن يتواجد وسط الناس لأنه كوزير ليس مطلوبا منه ذلك، ونتائج أدائه تُعرض على مجلس الوزراء، وأنا كمواطن لن انتخبه للوزارة، ولن أحاسبه إذا لم يحقق المطلوب، فالحساب سيكون للحزب الذي شكل الحكومة في الانتخابات العامة، أما كونه صار مرشحا رئاسيا، وقد يكون هو الرئيس والمسؤول الأول عن كل المواطنين، فمن حقنا أن نعرفه جيدا، فهو سينجح بصوتي وأصوات الناخبين أمثالي، وإذا لم نكن نعلم من هو ذلك المرشح، فكيف سنمنحه أصواتنا ، وإذا لم يطلع على مشاكلي ومشاكل غيري بتنويعاتها المختلفة فكيف سنثق فيه وندعمه، إلا إذا كان يريد تصويتا على بياض، ثم ننتظر القدر ماذا سيفعل معه، ومعنا؟!. السيسي هو المرشح الذي لا يظهر سوى في الصور مع من يذهبون إليه في مقره الذي لانعرف أين هو، وهؤلاء لم يستيقظوا صباحا ليجدوا لديهم رغبة في زيارته فيدقون الباب ويتم استقبالهم ويأخذون واجب الضيافة ثم ينصرفون، إنما ذلك يتم بتنسيق وترتيب على أعلى مستوى ومن جهات لا تُرى ولا يجري الحديث عنها، فهي من تجهز كل ذلك للمرشح القابع في حصون محصنة ينتظر بعد أسابيع قليلة الانتقال إلى قصر الحكم. ومن خلال مطالعتي لصفحة حملته على "فيسبوك" توقفت أمام اثنين من الوفود التي زارته، الأول وفد الفلاحين وتأملت الصور فما وجدت لهم علاقة بالفلاحين الحقيقيين الذين اعرفهم واعيش معهم ، كما توقفت أمام صور شباب المبدعين الذين التقاهم فوجدت أنهم غير شباب مصر الحقيقي الذي اعرفه، وهم المبدعون حقا، ولدى نماذج مبهرة على إبداعاتهم الجماعية والفردية وخدمتهم للوطن دون أن يسمع بهم أحد، أو يحتفي بإنجازاتهم. إذا كانت هناك مخاطر أمنية كما يُقال تمنع السيسي من التواصل مع الشعب الذي يمكن أن يحكمه فكيف سيتواصل معه إذا فاز، هل سيبقى أسير القصر، والحراسات المدججة، ونعود لحالة مبارك مرة أخرى من رئيس منعزل ومعزول عن شعبه، وجهاز سكرتارية يتحكم فيمن يدخل عليه، وفي نوعية التقارير التي تصله، وتوجيه الزوار ألا يعكروا صفو الباشا بأخبار تضايقه عن أزمات المواطنين. وإذا كانت هناك مخاطر على حياة السيسي إذن هناك مشكلة بينه وبين قطاع من شعبه تجعل بعضهم يترصد له، فكيف سيحكم شعبا هناك فئة أو فئات فيه محدودة أو تتسع غير راضية عنه؟!. اعتقد أنه مطلوب منه الكثير خلال الأيام القادمة، وقبل بدء التصويت، حتى تنجلي الصورة، ونعرف - حينما يظهر هلاله - من هو السيسي ؟!. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.