حذر رئيس لجنة الخمسين، عمرو موسى، إثيوبيا من أن «مصر لن تعطش، وحقوقها المائية لن تضيع، وأنه إذا كان العالم غابة، فإن القاهرة ليست قطة»، وقال: «30 يونيو وجهت طعنة كبيرة للفوضى الخلاقة، لافتا إلى حاجة مصر لحكومة توزع الثروة لا الفقر.. وتضمن السعادة للجميع، مؤكدا أنه «لا يستطيع أحد قيادة مصر بالشعارات». وتحدث موسى، لبرنامج «صالون التحرير»، الذى يديره الكاتب الصحفى عبدالله السناوى، الذى بثته فضائية قناة التحرير، مساء أمس، عن توقعاته لمستقبل الحكم فى مصر، وعن وجود خطة لدى المشير السيسى لاستيعاب الشباب، قائلا: «طبعا سيحدث حوار مع الشباب وتمكينهم»، مكتفيا بالرد على توقع السناوى بأن يكون له دور محورى قريبا.. بابتسامة. شارك فى محاورة موسى الدكتور عماد جاد، نائب مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية فى الأهرام، والسفيرة ميرفت التلاوى، الوزيرة السابقة ورئيسة المجلس القومى للمرأة، والحاج ممدوح حمادة، رئيس الاتحاد الزراعى التعاونى المركزى، والباحث الشاب أحمد عيد، عضو لجنة الخمسين. عمرو موسى:لا يستطيع أحد قيادة مصر بالشعارات المبالغة فى مدح المشير تزعجه بدأ الصالون بتساؤل للسناوى: إلى أين نحن ذاهبون، وماذا عن مستقبل الحكم، وسط تركة داخلية ثقيلة وتحديات خارجية كبيرة؟ مضيفا: هناك بشارات بتحرك خارطة طريق، لكن هناك عثرات. وأضاف السناوى، السؤال المُلح نطرحه على السيد عمرو موسى، عميد الدبلوماسيين العرب ورئيس لجنة الخمسين. ثم خاطب موسى: كنت وزيرا للخارجية وأمينا عاما لجامعة الدول العربية، ودورك المُقدر جدا فى لجنة الخمسين لتعديل الدستور، يؤسس لدولة حديثة. فى الناحية الداخلية ملفاتها ثقيلة جدا، ودوليا هناك المشكلات الحدودية.. لدينا ما يشبه «حصارا مسلحا»، ومشكلات فى المياه مع إثيوبيا.. برؤيتك كيف ترى المشهد المصرى ونحن نطرح سؤال مستقبل الحكم فى مصر؟ موسى: «وضع مصر صعب، لكن فى الأفق، أمل كبير فى أن نتمكن من أن نحدث تقدما ونصلح الخلل الذى حصل لبلدنا ومجتمعنا، بسوء إدارة الحكم وبتراكم أخطاء كثيرة»، مضيفا: أتكلم عن الأمل، لأنه فى مرحلة ما ساد اليأس، وإذا بالجماهير والحركة السياسية وحركة المجتمع تتدخل لتصلح الحال والأمور. السناوى: وما مصدر العشوائية؟ موسى: العشوائية السياسية هى ألا تكون عندك خطة ولا رؤية ولا حكومة مختارة الاختيار السليم ولا برلمان منتخب الانتخاب الشفاف الحقيقى، ولا رئيس يعلم مدى قوته وحماسه وإدارته للبلد، وإنما يعلم أيضا أنه منتخب لفترة محددة وأنه يعمل فى إطار دستور ومبادئ دستور ومواد دستور يستمد منه قوته، هذا ما يجعلنا نأمل، وعكس هذا هو العشوائية. السناوى: ما بين الأمل، وهو ما ظهر فى المشهد العام، وبين التعثرات التى قد تنال من الأمل، كيف نتجنب التعثرات. وإذا ما كانت هناك خروقات تحدث فكيف نواجهها.. أسأل المتحدث الرسمى للجنة الخمسين، وهو روائى ومسرحى، كان أستاذى فى كلية الإعلام، مادة ترجمة صحفية. بعين الفنان الروائى، وأنت كتبت، أجنحة الفراشة»، وتنبأت بتقويض نظام الحكم.. عن إنفاذ الدستور والقيم الديمقراطية.. كيف تكون هناك انتخابات رئاسية تحافظ على القيم الديمقراطية فى وجود مرشح له شعبية جارفة؟ سلماوى: هذه مشكلة كبيرة جدا.. نحن سعداء بهذه الشعبية العارمة التى يتمتع بها أحد المرشحين ولكن الديمقراطية تقتضى وجود جدل، وأخذ ورد، ورأى ورأى آخر. هناك مخاطر دائمة من أن المعارضة، أو الرأى الآخر، لا يجد له المكان.. أعتقد أننا محظوظون بالموقف الآن، لكن التحدى الذى يواجهنا هو كيف نحافظ على الرأى الآخر حتى تستقيم الديمقراطية. السناوى لموسى: كيف نحفظ القيم الدستورية فى ظل ترشح رجل يتمتع بشعبية كبيرة.. طلال سلمان، رئيس تحرير صحيفة السفير، كتب مقالا منذ يومين، وهو من أهم الصحفيين العرب، وهو قلق جدا على مستقبل مصر، يرى أن المشير عبدالفتاح السيسى، فى مهمة انتحارية، وأزعجه ما يجرى فى الإعلام، القلق فى العالم العربى على صورة مصر له ما يبرره. موسى: الأحداث والتطورات فى مصر، سلبية أو إيجابية، تؤدى لرد فعل فورى على مستوى المحيط الحيوى لها، العالم العربى، الشرق الأوسط، البحر المتوسط، إفريقيا، العالم الإسلامى. مصر عامل رئيسى فى تشكيل نظام دولى واقليمى، لذلك هناك اهتمام واضح بها. الأخ طلال سلمان يعبر عن هذا ويتابع حتى التطور البسيط. المبالغة فى الذم والإغراق فيه، والذهاب لأبعاد لا يصح الذهاب إليها، تقلق، وأقلقتنا نحن المصريين، وأقلقت المشير طبقا للقائى معه، وهذا ما قلته وخرجت بانطباع مثلى ومثل طلال. أما المدح فأرجو ألا يغرق فيها السباق الرئاسى. والسيسى لم يترشح، الشعب هو الذى طالبه بالترشح. «30 يونيو» وجهت طعنة كبيرة ل«الفوضى الخلاقة».. وعلى الحكومة الاستماع لصرخات الشباب وإنهاء وضع المحتجزين بالقانون فورًا السيسى سيجرى حوارًا مع الشباب وسيسعى ل«تمكينهم» السناوى: لكنك قلت إنه حسم أمره بالترشح؟ موسى: نعم، وبالتالى نستطيع أن نعده مرشحا فى هذا اللقاء، الدور الذى لعبه فى ثورة 30 يونيو، التى هى استمرار وتصحيح، يتعلق ب25 يناير وما أدت إليه، كان استراتيجيا قويا، بمعنى أنه تفهم، أو كان جزءا من الشعب، اللى احتد وغضب لأنه شاف مصر ذاهبة من سيئ لأسوأ وأن الخلل يتضاعف وان مفيش إصلاح لبلد فى أزمة. موقفه هذا، وتماهيه مع الرغبة الشعبية، كانا تحديا لحركة سياسية دولية، أرادت إحداث تغيير فى العالم العربى، وفى الشرق الأوسط، بطريقة محددة، وبلون معين. كان الهدف أن اليمين الدينى يحكم مصر بالتماهى، أو التعاون، مع دول فى المنطقة، سعيا لإحداث تغيير جذرى فى العالم العربى. ما حدث فى 30 يونيو، ثم فى 3 يوليو. ثم بعد ذلك، كان وقفة استراتيجية كبيرة من جانب مصر، أدت، لا أقول لانهيار هذا المشروع، إنما وقفه عند حده، مما يؤدى لانهياره فى المستقبل القريب والبعيد. السناوى: نقطة لا خلاف عليها، أنقذ البلد من احتراب أهلى.. لكن الناس تحتاج لاحترام القيم الديمقراطية.. فى العالم العربى تكون الصورة مختلفة. سيادة السفيرة ميرفت التلاوى: أعرف موقفك وأنت تدافعين عن المرأة قبل 30 يونيو، ثم توجت المرأة بإنجازات تاريخية فى الدستور.. المشكلة فى إنفاذ الدستور ممكن تكون مشكلة مؤقتة مع مجلس الدولة.. هل لدى المرأة المصرية فرصة للتقدم وإنفاذ الدستور، أم أن العوائق أكبر بكثير من مجرد خلاف مع مجلس الدولة؟ نحتاج إلى حگومة توزع الثروة لا الفقر.. وتضمن السعادة لگل مواطنيها حقوقنا المائية فى النيل لن تضيع ولن نعطش وإذا كان العالم غابة فمصر ليست قطة.. علاوى حذر أردوغان من سياساته تجاه مصر.. وقال له: هى الأهم عندنا التلاوى: قبل ما اتكلم عن المرأة اتكلم عن مستقبل مصر، قلت تعنت خارجى وتحديات داخلية، لو البلد مسكها شخص يحسن الادارة والسياسة معا البلد دى غنية جدا، عندها سبل ثراء غير مزدحم زى مانت ساكن فى 7 % وباقى الأرض فراغ، مسألة إدارة أكثر من أى شىء فيه أمل، وكل شىء لابد لكى ينفذ فيجب أن يكون فى مخه تنظيم كبير وقدرة ادارية عظيمة يقدر يحسن الأوضاع، زى ما فى ايدك دهب كتير عليه تراب، بسبب الاهمال والفساد اللى عاصرناه فى اربعين خمسين سنة. احنا حطينا قواعد دولة جديدة بالثورتين، ترجمت بالدستور. السناوى للمعلم: للمفكر الإيطالى جرامشى تعبير «تشاؤم الفكر وتفاؤل الإرادة»، قد يكون عند طلال قدر من القلق أظنه مفيدا. لكن هنا أكثر من صفة، ونتذكر أن المثقفين اعتصموا بوزارة الثقافة وكانوا احدى بشارات ثورة 30 يونيو، ولا أتصور مستقبلا لأى نظام حكم بلا مشروع ثقافى، السؤال: لماذا خفت صوت المثقفين؟ المعلم: هنتقدم وهنتأخر بالإنسان، واللى عمل الثورة هو الإنسان، والإنسان لما عمل الثورة، كان لأنه لقى حقوقه وكرامته وتطلعاته، عرضت للاحتقار والخطر والتعذيب. والثورة هى قوة الإنسان، وإذا كنا نقول مصر غنية، فأهم ثروة عندها هى القوة الناعمة، قوة الإنسان تاريخا وثقافة. المشكلة أننا اهتممنا بالحجر قبل البشر، والبشر هو الذى يصنع التنمية الاقتصادية والصناعية والعسكرية، وهيطبق الدستور ويحترمه وتكون له قوة الشعب وإرادته. وأضاف المعلم: «يجب أن نرسخ حقوق الإنسان فى المعرفة، فى التعليم، فى الاختيار، فى الحرية، فى المسكن. وأن نعى أن الثقافة بمعناها الشامل تضم التعليم والسياسة والرياضة، كل الأنشطة يجب أن تتضافر لبناء مصر». سلماوى: التحدى الذى يواجهنا هو كيف نحافظ على الرأى الآخر.. وأجنحة مصر تجددت مع 30 يونيو وتابع المعلم متسائلا: «عندك بنود فى الدستور، هل تطبق بقوة وبإرادة الشعب، أم لا؟ العالم كله فيه حاجة اسمها الصناعات الثقافية، الإبداعية، التى يدخل فيها الفكر والإبداع والابتكار، وحجم العاملين فيها 1.5 مليون، وهى أكثر الصناعات نموا فى العالم، وتأثيرا فى البشر، على المديين القريب والبعيد. وتضم كل آليات النشر، بما فيها الكتاب الجامعى والمدرسى، والسينما والدراما، وبرامج الكمبيوتر. وانتهى المعلم قائلا: «المشكلة فى مصر هى محاولة البعض السيطرة على الأفكار، فى الانتخابات، وفى الدستور وفى البرلمان، بدلا من تركها للتنوع وللتفاعل العام، ولن ندخل القرن ال21 إلا بمنظومة تعليمية متقدمة ومتكاملة. وبالنسبة للأستاذ طلال سلمان، فحبه لمصر جزء من حياته، وطبيعى أن يقلق عليها، وعلى مستقبلها، ومن مخاوف عودة أساليب الماضى فى السياسة والتفكير والنفاق، لأن أمله أنها هتتقدم وتشد العرب معاها». السناوى لموسى: لو وضعنا أقدامنا على الأرض، من الدستور للرئاسة، عندنا المشير وصباحى واحتمال كبير ينزل عنان. فيه كلام غامض، ينفيه هو، عن احتمال تحالفه مع الإخوان.. ما هو تقديرك للسباق الرئاسى؟ موسى: ضرورى نرحب بكل المواطنين الراغبين فى ترشيح أنفسهم لرئاسة الجمهورية، ده شىء جيد، نريد معركة وتنافسا سياسيين، ويكون أمام المواطن قائمة من الناس ويصوت المواطن لمن يشاء. المعلم: القوة الناعمة أهم ثرواتنا.. ومصر مؤهلة للانضمام لمعسكر الصناعات الثقافية الأكثر نموًا دوليًا والأكثر تأثيرًا فى البشر المشكلة أننا نهتم بالحجر قبل البشر.. والبعض يحاول السيطرة على الأفكار.. ولن ندخل القرن ال21 إلا بمنظومة تعليمية متقدمة ومتكاملة ويضيف موسى: أما مين ح يتحالف مع مين؟ البلد مليانة شائعات وتحليلات يمين وشمال، ان الاخوان بيأيدوا الفريق عنان، وهو قال إنه غير صحيح، فلتكن المعركة واضحة ومفتوحة، وعما إذا كان الاخوان هيأيدوا حد انت شايف الأغلبية بتأييد اسم المشير السيسى.. السناوى: 30 يونيو. موسى: ثورة 30 يونيو أصلحت عددا كبيرا من الأمور ومنعت شرورا كثيرة عن مصر، وكان لها أثرها فى حركة دولية معينة، كانت تعد ترتيبات وشكلا جديد للشرق الأوسط، مصر أوقفته. والمهم أن ينتخب الشعب الرئيس الذى يستطيع قيادة البلد فى هذه المرحلة الخطيرة جدا. السناوى لموسى: قلت نصا بعد لقائك بالمشير.. كلامك يصح عليه وعلى غيره.. أنك تعتقد أنه الأصلح.. لماذا هو بالذات المرشح المناسب؟ موسى: ليس رهانا، أنا قلت من أراه يصلح من وجهة نظرى كمواطن، فى ظروف أنا عارفها كويس جدا، القدرات مطلوبة، والخبرة المكتسبة مطلوبة، والقدرة على قيادة مؤسسة ودولة ضخمة مطلوبة. ومن بين المرشحين الثلاث أراه الأفضل، اقترح أن نوقف الكلام عن المرشحين، ليس لنا ما نقوله سوى الأمل فى اختيار الأفضل لقيادة بلد فى أزمة، داخلية وإقليمية ودولية. هذا لن يتحقق بأى كلام، فلن يستطيع أحد أن يقود بمجرد هتافات وشعارات ورموز. السناوى: الرئيس منصور قال، فى لقائه مع القوى السياسية، اللى يعرف حجم المشكلات يحجم عن الترشح للرئاسة، حجم المشكلات مهول، الأستاذ هيكل تحدث عن مشكلات وجودية وفوق الطاقة. العدالة الاجتماعية مطلب الكل وليست مقصورة على أحد.. ويجب إخراجها من إطار «المزايدة» عيد: نفتقر إلى مايسترو سياسى يمنع الممارسات التى تخلف انطباعات سيئة لدى الشباب.. والسيسى عليه الدور الأكبر وسأل السناوى عماد جاد: رئيس الجمهورية القادم، لديه مشكلات لا نهاية لها، وفراغ سياسى كبير، أستاذ هيكل طرح فكرة جبهة وطنية تقف مع الرئيس وتتوافق معاه، والسيد صباحى فى المرة اللى فاتت طرح فكرة الشراكة السياسية.. هل هذه الأفكار ضرورية، أم نكتفى بالقواعد الدستورية لتنظيم التنافس؟ جاد: نتحدث عن الديمقراطية وكأنها وصفة جاهزة.. الديمقراطية قيمة وفكرة منفتحة على تطبيقات مختلفة، عمادها المساواة، المواطنة، عدم التمييز. وقضية نسبة تمثيل المرأة مهمة، لكن الأهم من يمثلها؟ شهدنا نائبة فى البرلمان المُنحل تتقدم بمشروع قانون لإسقاط عقوبة التحرش الجنسى، مُحملة الضحية، المتحرش بها، المسئولية مسبقا. لابد أن نضع أقدامنا على الأرض مصر لا تستورد نماذج، نيلسون مانديلا عمل نموذجا فى جنوب افريقيا بتقاسم السلطة، لما خاف البِيض، قال ممنوع الاقتراب منها لمدة عشرين سنة. السناوى لموسى: رئيس الوزراء اشتكى من أن دعم الطاقة بلغ 128 مليار جنيه، وأنها بحاجة لمواجهة صريحة ورجولية. موسى: يعنى إيه رجولية؟ السناوى: هذا تعبيره.. الثقافة الذكورية الستات أرجل من كل الرجالة.. فيه مشكلة كبيرة فى البلد من الذى سيدفع فاتورة تخفيض الدعم الكبير على الطاقة، المصانع الكثيفة ورجال الأعمال الكبار.. ولا الفقراء، من يتحدث عن العدالة الاجتماعية عايز يشوف إنفاذ الدستور فى سياسات؟ موسى: موضوع الدعم ليس «لوغاريتم».. إنت بتعمل دعم ليه؟ ومعناه ومبناه ومنطقه للمحتاج له، لا أن تسىء ادارة الدعم فيأخذه المحتاج وغير المحتاج. المبلغ الذى تتحدث عنه قد ينخفض لنصفه، أو أقل، إذا أحسنت توزيع الدعم على من يستحقه، سواء فيما يتعلق بالطاقة والخدمات والتعليم، بحُسن الإدارة. وتطرق إلى محور العدالة الاجتماعية وقال إنه مطلب الكل وليس مقصورا على أحد.. ويجب إخراجها من إطار «المزايدة». وقال السناوى: نأتى للفلاحين، والأخ ممدوح حمادة أبلى بلاء حسنا، خلال نقاش كبير فى الخمسين عن العدالة الاجتماعية وعن حقوق الناس، لنجد المادة التى تلزم الحكومة بشراء المحاصيل الأساسية من الفلاح، عبر الجمعيات التعاونية، أليس هذا تحقيقا للعدالة الاجتماعية؟ الحاج ممدوح حمادة: أشكر أعضاء الخمسين، والسيد عمرو موسى، لما لمسوه من معاناة للفلاح، وساهموا فى رفع الأعباء عنه، ولم يعترضوا على أى مادة تخففها، حتى رأينا، لأول مرة، مادة فى الدستور تلزم الدولة بشراء المحاصيل الرئيسية، وبتوفير مستلزمات الإنتاج للفلاح، الذى كان ومازال يعانى من عدم توافر المياه، ومن مبيدات وتقاوى وأسمدة مغشوشة. أيضا المادة 29 التى ضمتها لجنة العشرة لمادة أخرى، وطالبت بفصلها عن الأنشطة التجارية والصناعية، قلت الزراعة مقوم أساسى للاقتصاد الوطنى، وساعدنى أعضاء اللجنة. ليتذكر الجميع أن الفلاح أمن الجيش بإنتاجه بعد حرب 1967، والوحيد اللى متظاهرش وملوش مطالب فئوية.. هو الفلاح. السناوى مخاطبا أحمد عيد: فيه قلق على المستقبل.. شايف نصوص دستورية قد لا تطبق أو فيه شكوك انها تطبق.. هل نحن مقبلون على صراع أجيال جديد ولا فيه مبالغة فى هذا الكلام؟ عيد: لأ، فيه مبالغة فى هذا الكلام. أبدأ من المرحلة الانتقالية، السيد عمرو موسى تحدث عن إدارة بعض الأمور بعشوائية، إذا، نحتاج لرؤية عامة لعبور الخسائر، حكومة ورئاسة وجيشا. رئيس الجمهورية يتعامل مع المنصب باعتباره قاضيا وليس رجل سياسة، يتعامل مع صور كاملة وليس مع انطباعات. أيضا، كان فيه عقل سياسى يُدير «الخمسين»، مراعيا أنها تركيبة متنوعة، لآخر يوم. للأسف، هذا العقل غاب عن عملية الاستفتاء، تم اختزاله فى قطاع من مؤيديه، أو من بعض معارضيه، فيه مواد كفيلة بالترويج له ممارسات نعم للوطنية ولا خاين الدستور فى مادة 87 يحظر استخدام المرافق العامة ويشدد على حياد الأجهزة الحكومية، بعض الممارسات الإعلامية تجاوزت، رئيس الجمهورية وصف ده باللفظ: ده غباء سياسى. وتراكم هذه الأمور خلقت مشكلات لدى الشباب. السناوى لموسى: عشوائية السياسات والتصرفات.. قلت بعد لقائك بالسيسى أنه معنى بالشباب وأن سيتخذ اجراءات لمد جسور الثقة وحوار وتمكين. موسى: طبعا، سيحدث حوار وتمكين. المعلم: أحمد قال كلاما مهما جدا، هو لمس نقطة أن الدستور مش كفاية انه يُقَر، وأن الأهم أنه لابد أن ننفذه ونحترمه، ونبهنا لوجود مخالفات فى عملية طرح الدستور للاستفتاء، بالمخالفة للدستور نفسه، كيف نضمن إن يكون الدستور بالفعل محل احترام؟ موسى: متصعبش الأمور على نفسك، وعلى المواطنين، هناك دستور سينتج رئيسا وبرلمانا وحكومة، من هنا نبدأ. أكيد حدثت، وستحدث، بعض المخالفات، لابد أن نقف ضدها. وأرجو من الحكومة أن تستمع لصرخة أحمد عيد والشباب، والتأثير السلبى الذى يلمس عددا كبيرا من جوانب العمل السياسى اليوم، وانهاء وضع المحتجزين بالطرق القانونية وبطريقة سريعة وفورية. موسى: هناك تفاؤل لديه ولدى غيره من الزعماء والكتاب العرب، هو مرتبط بمصر والثقافة المصرية وتاريخ التعاون المصرى اللبنانى. لا تنس أن أحد أركان التطور الثقافى العربى كان مصر ولبنان، شهدناه فى عقود مضت، بالصحافة والغناء والشعر والموسيقى إلخ، هذا الارتباط بمصر تشترك فيه كل الدول العربية. فى رمضان الماضى نناقش معا مع عدد من السياسيين العرب الموقف التركى من 30 يونيو، وما تلاه، فقررنا نروح نشوف رئيس الوزراء التركى ونكلمه بصراحة. كان معنا إياد علاوى، رئيس وزراء العراق السابق. فؤاد السنيورة، رئيس وزراء لبنان السابق. طاهر المصرى، رئيس وزراء الأردن السابق. ورئيس مجلس الشئون العربية الدولية فى الكويت. التقينا بالزعماء الأتراك، وكان آخرهم أردوغان. بدأ الحديث الدكتور علاوى، وقال له: يا دولة الرئيس، أنا رئيس وزراء العراق السابق، لكنى أن أتحدث عن مصر، السيد عمرو موسى، لكننى سأتحدث أنا عنها.. أولا أحب أبلغك مصر عندنا أهم من أى قطر من أقطارنا، ونطالب بإعادة النظر فى أى سياسة سلبية إزاءها، لأنها هى التى ستؤثر فى حاضرنا ومستقبلنا. هكذا كان مجمل لقائنا بأردوغان. السناوى: أردوغان صرح بأن تركيا لن تعترف بأى رئيس جمهورية. موسى: براحته، لا نحتاج لاعتراف لا أردوغان ولا غيره، متشغلش بالك بهذا الموضوع. السناوى: المساجلة بينك وبين الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطرى السابق فى إحدى القمم بتقوله مصر دولة كبيرة فقالك مفيش دولة كبيرة ولا صغيرة.. هل ممكن فى مدى قريب يمتنع من يقول إنها لم تعد دولة كبيرة؟ موسى: هذا كلام غير مدروس.. مصر لم تخلق دورها هذا إلا بقواها الناعمة، لا بتاريخها فى الغزو. النفوذ المصرى والدور الإقليمى والدولى، لأنها نشرت الأدب والفن والعلم فى الشرق الأوسط كله، تراجعت لفترة، وهذا خطؤنا جميعا، لأننا فرطنا فى الإنسان والاقتصاد وفى خصوصية قيمنا. السناوى: السياسة الخارجية فيه فرصة تأخذ دفعة إضافية من مشروع ثقافى؟ المعلم: الثقافة، بمعناها الشامل، بالغة الأهمية وإذا فيه عندنا مشكلات سياسية أو فى العلاقات الخارجية، فى حاجات معندناش فيها مشكلات. مجرد أن نقوم بدورنا الثقافى، العالم كله مفتوح لك، ومستعد تماما لثقافتك وفكرك وقواك الناعمة، وبيحبها ومعجب بيها. السيد عمرو موسى لما كان أمين عام الجامعة العربية، لعب دورا كبيرا فى اعتبار معرض فرانكفورت الثقافة العربية ضيف الشرف، وقتها رصد اتحاد الناشرين العرب أكثر من 11 ألف موضوع تلفزيونى وصحفى، عن الثقافة العربية، والأساس كانت المشاركة المصرية. وكان هناك اتفاق على ان اكبر مشاركة حازت إقبالا، وغيرت الرأى العام، هى مشاركتنا وقتها. الثقافة كنز فى بناء الإنسان وفى علاقاتنا الخارجية، زى الرياضة فى افريقيا والعالم العربى والعالم كله. انتهت الفترة التى شهدت لخبطة تجاه قوتنا الناعمة، وكأن التزاماتنا العربية والدولية تتعارض مع السيادة الوطنية. موسى: المعركة التى أشار إليها المهندس إبراهيم المعلم كانت من أغرب وأخطر ما يمكن فى الجامعة العربية، كان هناك شبه إجماع على انه ملوش داعى للمشاركة فى فرانكفورت، خصوصا أن الثقافة العربية تتهم بأنها سطحية ومادية. أصررت وقد كان وذهبنا فرانكفورت، المستشار الألمانى افتتحه أول مرة وآخر مرة (المعلم)، كانت حاجة عظيمة جدا. جاد: الديمقراطية ليست وصفة جاهزة.. ومصر مطالبة بتقديم نموذج عملى للمنطقة كلها السناوى: استلهام قيم الاستقلال الوطنى.. إلى أى حد اللعبة السياسية ستستمر، الطرف الأمريكى يعطينا خطابا متناقضا.. ماذا إذا أفلتت الأمور والأمريكان ضغطوا؟ موسى: أهم شىء هو الأمر الواقع، أنهينا الدستور، وبانتخاب رئيس وبرلمان سنقيم الشرعية الجديدة، فى إطار دستورى جديد، هذا سيحترم. حكاية اتصالهم ببعض التنظيمات، بقايا من سياسة باظت عليهم، السياسة كانت تغيير الوضع فى الشرق الأوسط بإدخال عنصر الفوضى الخلاقة، وفتح الباب أمام منظمات وأشخاص هم دربوهم، مرنوهم، وكبروهم، عشان ييجيوا يشتغلوا هنا، الإخوان وصلوا للحكم واحنا ارتضينا انتخاب رئيس منهم، إنما اسألوا إدارة الحكم، الأمريكان لم يهمهم هذا الكلام، لكن احنا يهمنا، لأننا دولة على المحك.. أن نكون أو لا نكون، مسألة وجودية، لم يكن ممكن نتحمل لعام آخر بنفس طريقة الحكم السيئة، البلد كان هيضيع، وجاءت ثورة 30 يونيو وضربت مخططا دوليا بطعنة ضخمة، ربما تكون قضت عليه. السناوى: إذا أنت متفائل بمستقبل الحكم فى مصر، وبإنفاذ الدستور، وبتحول استراتيجى فى السياسة الخارجية. موسى: كمواطن مهتم جدا بالوضع الداخلى، لفيت مصر أكتر من باقى المرشحين السابقين واللاحقين، صدمتنى الحالة المتردية لجميع الخدمات، لكن الحلول ليست مستحيلة.. وليس بالرئيس وحده. السناوى: ستلعب دورا جوهريا فى المستقبل؟ موسى: «ابتسامة