محافظ شمال سيناء يعلن عن طرح مدينة رفح الجديدة وقري الصيادين والتجمعات التنموية (صور)    فاتن عبد المعبود: سيناء أرض الفيروز وكنز لدينا في مصر    عزوف المواطنين عن شراء الأسماك يؤتي ثماره بالدقهلية.. انخفاض الأسعار للنصف    الصوامع والشون تواصل استقبال محصول القمح في المحافظات    بتوجيهات رئاسية.. سيناء تحظى بأولوية حكومية فى خطط التنمية الشاملة    رد عاجل من حركة حماس على طلب 17 دولة بالأفراج عن الرهائن    آلاف اليهود يؤدون الصلاة عند حائط البراق .. فيديو    "أون تايم سبورتس" تحصل على حقوق بث مباريات نصف نهائي الكؤوس الإفريقية لليد    بسبب إيقاف القيد.. أحمد حسن يفجر مفاجأة في أزمة بوطيب مع الزمالك    منافسة قوية لأبطال مصر في البطولة الأفريقية للجودو.. ورئيس الاتحاد: الدولة المصرية والشركة المتحدة لا يدخرون جهدا لدعم الرياضة    مصرع طفلين وإصابة بنت فى التجمع.. الأب: رجعت من شغلي وفوجئت بالحريق    دعاء الاستخارة بدون صلاة .. يجوز للمرأة الحائض في هذه الحالات    مدرب صن دوانز: الفشل في دوري الأبطال؟!.. جوارديولا فاز مرة في 12 عاما!    "حماس": حال قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس سنضم جناحنا العسكري للجيش الوطني    بشرى للسيدات.. استحداث وثيقة تأمين على الطلاق يتحمل الزوج رسومها كاملة    الدورة 15 لحوار بتسبيرج للمناخ بألمانيا.. وزيرة البيئة تعقب فى الجلسة الأفتتاحية عن مصداقية تمويل المناخ    ضمن الموجة ال22.. إزالة 5 حالات بناء مخالف في الإسكندرية    وزير التعليم العالي يهنئ رئيس الجمهورية والقوات المسلحة والشعب المصري بذكرى تحرير سيناء    تشافي يبرّر البقاء مدربًا في برشلونة ثقة لابورتا ودعم اللاعبين أقنعاني بالبقاء    غير مستقر.. سعر الدولار الآن بالبنوك بعد ارتفاعه المفاجئ    «الجيزة» تزيل تعديات وإشغالات الطريق العام بشوارع ربيع الجيزي والمحطة والميدان (صور)    مصادرة 569 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة مجهولة المصدر بالغربية    التحقيق مع المتهم بالتحرش بابنته جنسيا في حدائق أكتوبر    إصابة سيدة وأبنائها في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالدقهلية    جدول مواعيد امتحانات الصفين الأول والثانى الثانوى أخر العام 2024 في القليوبية    نقابة الموسيقيين تنعي مسعد رضوان وتشييع جثمانه من بلبيس    رد فعل غير متوقع من منة تيسير إذا تبدل ابنها مع أسرة آخرى.. فيديو    بلجيكا: استدعاء السفير الإسرائيلي لإدانة قصف المناطق السكنية في غزة    الصحة: فحص 6 ملايين و389 طفلًا ضمن مبادرة الكشف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع    علماء يحذرون: الاحتباس الحراري السبب في انتشار مرضي الملاريا وحمى الضنك    كيفية الوقاية من ضربة الشمس في فصل الصيف    بنات ألفة لهند صبرى ورسائل الشيخ دراز يفوزان بجوائز لجان تحكيم مهرجان أسوان    خبيرة فلك: مواليد اليوم 25 إبريل رمز للصمود    عقب سحب «تنظيم الجنازات».. «إمام»: أدعم العمل الصحفي بعيداً عن إجراءات قد تُفهم على أنها تقييد للحريات    الكرملين يعلق على توريد صواريخ "أتاكمز" إلى أوكرانيا    وزارة العمل تنظم فعاليات «سلامتك تهمنا» بمنشآت السويس    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    أحدهما بيلينجهام.. إصابة ثنائي ريال مدريد قبل مواجهة بايرن ميونخ    حبس شاب لاستعراضه القوة وإطلاق أعيرة نارية بشبرا الخيمة    بيلاروسيا: في حال تعرّض بيلاروسيا لهجوم فإن مينسك وموسكو ستردّان بكل أنواع الأسلحة    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    أبورجيلة: فوجئت بتكريم النادي الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    محافظ شمال سيناء: كل المرافق في رفح الجديدة مجانًا وغير مضافة على تكلفة الوحدة السكنية    انعقاد النسخة الخامسة لمؤتمر المصريين بالخارج 4 أغسطس المقبل    7 مشروبات تساعد على التخلص من آلام القولون العصبي.. بينها الشمر والكمون    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    آخرهم وائل فرج ومروة الأزلي.. نجوم انفصلوا قبل أيام من الزفاف    منها طلب أجرة أكثر من المقررة.. 14 مخالفة مرورية لا يجوز فيها التصالح بالقانون (تفاصيل)    موعد مباراة الزمالك وشبيبة أمل سكيكدة الجزائري في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس25-4-2024    عادل الغضبان يهنئ أبناء محافظة بورسعيد بالذكرى ال 42 لعيد تحرير سيناء    افتتاح وتشغيل 21 سرير عناية جديد بمستشفي الكرنك في الأقصر تزامنا ذكرى تحرير سيناء    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«عمرو موسي في صالون «التحرير» : إذا كان العالم«غابة» فمصر ليست«قطة
حقوقنا في النيل لن تضيع ولن نعطش وهناك حلول كثيرة بالتفاهم
نشر في أخبار اليوم يوم 22 - 02 - 2014

نعم السيسي سيجري حواراً مع الشباب وسيسعي ل «تمكينهم»
المبالغة في مدح المشير تزعجه وتزعجنا «علاوي» حذر أردوجان: مصر أهم عندنا من كل العرب
تغييب العرب عن ملف سوريا سيصل بأزمتها لجنيف 6 وأي ترتيبات إقليمية قادمة ستفشل ما لم تتقبلها مصر والسعودية
30 يونيو وجهت طعنة كبيرة ل «الفوضي الخلاقة لكن الستينيات لن تعود»
نحتاج لحكومة توزع الثروة لا الفقر
حذر عمرو موسي، رئيس لجنة الخمسين اثيوبيا من أن «مصر لن تعطش، وحقوقها المائية لن تضيع، وانه إذا كان العالم غابة، فإن القاهرة ليست قطة».
وتحدث موسي، لبرنامج «صالون التحرير»، الذي يديره الكاتب الصحفي عبدالله السناوي، الذي بثته فضائية قناة التحرير، في العاشرة من ليلة السبت، عن توقعاته لمستقبل الحكم في مصر، وعن خطة من السيسي لاستيعاب الشباب، قائلا: «طبعا سيحدث حوار مع الشباب وتمكين لهم، وعن «70 قانونا مكملة للدستور، علي البرلمان القادم إقرارها فورا، واكتفي موسي بالرد علي توقع السناوي بأن يكون له دور محوري قريبا.. بابتسامة. وخارجيا، روي قصة مواجهة بين رئيس الوزراء العراقي السابق، أياد علاوي، ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، علي خلفية مواقفه السلبية تجاه ثورة 30 يونيو، وتحذير السياسي البارز له من أن عليه ان يفهم أن «مصر أهم عندنا من كل أقطارنا». وحذر الدول الكبري ودول الجوار العربي، من.. «من الآن.. أي ترتيبات إقليمية ستلقي فشلا ذريعا، إذا لم تراع مصالح العرب، وموافقة مصر والسعودية».
شارك في محاورة موسي: الأديب محمد سلماوي، رئيس اتحاد كتاب مصر، والكتاب العرب، ورئيس مجلس تحرير جريدة المصري اليوم. والمهندس إبراهيم المعلم، نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، ورئيس مجلس إدارة جريدةالشروق. والدكتور عماد جاد، نائب مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في الأهرام. والسفيرة ميرفت التلاوي، الوزيرة السابقة ورئيسة المجلس القومي للمرأة. والحاج ممدوح حمادة، رئيس الاتحاد الزراعي التعاوني المركزي. والباحث الشاب أحمد عيد، عضو لجنة الخمسين.
بدأ الصالون بتساؤل للسناوي موجها لعمرو موسي: برؤيتك كيف تري المشهد المصري ونحن نطرح سؤال مستقبل الحكم في مصر؟
موسي: وضع مصر صعب، لكن في الأفق أمل كبير في أن نتمكن من أن نحدث تقدما ونصلح الخلل الذي حصل لبلدنا ومجتمعنا، بسوء إدارة الحكم وبتراكم أخطاء كثيرة.
أتكلم عن الأمل؟ لأنه في مرحلة ما ساد اليأس، وإذا بالجماهير والحركة السياسية وحركة المجتمع تتدخل لتصلح الحال والأمور. قلنا ان هناك خارطة للمستقبل، فيها كتابة الدستور والاستفتاء عليه، ثم الانتخابات الرئاسية، والبرلمانية، لتنتهي المرحلة الانتقالية، وتبدأ مرحلة الاستقرار برئيس وبرلمان منتخبين، وحكومة تنال ثقة البرلمان، وكل مؤسسة منها منتخبة لفترة محددة، الرئيس لأربع سنوات، والبرلمان لخمس سنوات، والحكومة مستمرة طالما تتمتع بثقة البرلمان.
هذا يعطي أملا في أن البلد ماشية علي الطريق السليم، الديمقراطي الدستوري، بعيدا عن عشوائيات التفكير والتصرف السياسي.
العشوائية السياسية
السناوي: العشوائية ايه مصدرها؟
موسي: العشوائية السياسية هي ألا تكون عندك خطة ولا رؤية ولاحكومة مختارة الاختيار السليم ولا برلمان منتخب الانتخاب الشفاف الحقيقي، ولارئيس يعلم مدي قوته وحماسه وادارته للبلد، وانما يعلم أيضا أنه منتخب لفترة محددة وأنه يعمل في إطار دستور ومبادئ دستور ومواد دستور يستمد منه قوة، هذا مايجعلنا نأمل وعكس هذا هوالعشوائية.
السناوي: أسأل الكاتب محمد سلماوي المتحدث الرسمي للجنة الخمسين، كيف تكون هناك انتخابات رئاسية تحافظ علي القيم الديمقراطية في وجود مرشح له شعبية جارفة؟
سلماوي: هذه مشكلة كبيرة جدا.. نحن سعداء بهذه الشعبية العارمة التي يتمتع بها أحد المرشحين ولكن الديمقراطية تقتضي وجود جدل، وأخذ ورد، ورأي ورأي آخر. في ظل هذه الشعبية الكبيرة والتأييد الجارف، هناك مخاطر دائمة من أن المعارضة، أوالرأي الآخر، لايجد له المكان.. أعتقد أننا محظوظون بالموقف الآن، لكن التحدي الذي يواجهنا هوكيف نحافظ علي الرأي الآخر حتي تستقيم الديمقراطية؟
من الدستور يمكننا أن نبدأ، لأنه يحد كثيرا جدا من سلطة رئيس الجمهورية، فرئيس الوزراء لديه سلطات كبيرة، ولا يستطيع الرئيس اختياره هو أو الوزراء كيفما شاء، ولايستطيع إقالته. هذا يخلق توازنا بين المؤسستين. كل هذا لايكفي يجب وجود شعب، أقول شعب وليس حكومة، يدافع ويحمي الدستور، لا حكومة في العالم تتطوع للدفاع عن الدستور. اي حكومة تبحث عن ثغرات فيه، لكن هناك دائما شعب لايقبل اي انتهاك للدستور، ويلجأ للمحكمة الدستورية لإيقاف اي قوانين أو سياسات لاتتفق مع الدستور.
السناوي لموسي: كيف نحفظ القيم الدستورية في ظل ترشح رجل يتمتع بشعبية كبيرة.. طلال سلمان كتب مقالا منذ يومين، وهو من أهم الصحفيين العرب، وهوقلق جدا علي مستقبل مصر، يري أن المشير في مهمة انتحارية أزعجه مايجري في الإعلام، القلق في العالم العربي علي صورة مصر له مايبرره.
موسي: الأحداث والتطورات في مصر، سلبية أو إيجابية، تؤدي لرد فعل فوري علي مستوي المحيط الحيوي لها، العالم العربي، الشرق الأوسط، البحر المتوسط، افريقيا، العالم الاسلامي. مصر عامل رئيسي في تشكيل نظام دولي واقليمي، لذلك هناك إهتمام واضح بها. الأخ طلال سلمان يعبر عن هذا ويتابع حتي التطور البسيط. المبالغة في المدح والاغراق في الذم، والذهاب لأبعاد لايصح الذهاب إليها، تقلق، وأقلقتنا نحن المصريين، وأقلقت المشير طبقا للقائي معه، وهذا ماقلته وخرجت بانطباع مثلي ومثل طلال. أنه ينزعج من المبالغة، وأرجو ألا يغرق فيها السباق الرئاسي. السيسي لم يترشح، الشعب هوالذي طالبه بالترشح.
السناوي: لكنك قلت انه حسم أمره بالترشح؟
موسي: نعم، وبالتالي نقدر نحسبه مرشحا في هذا اللقاء، الدور الذي لعبه في ثورة 30 يونيو، التي هي استمرار وتصحيح، يتعلق ب25 يناير وما أدت إليه، كان استراتيجيا قويا، بمعني أنه تفهم، أوكان جزءاً من الشعب، اللي احتد وغضب لأنه شاف مصر بتذهب من سييء لأسوأ وأن الخلل يتضاعف وان مفيش إصلاح لبلد في أزمة.
موقفه هذا، وتماهيه مع الرغبة الشعبية، كانا تحدياً لحركة سياسية دولية، أرادت إحداث تغيير في العالم العربي، وفي الشرق الأوسط، بطريقة محددة، وبلون معين. كان الهدف أن اليمين الديني يحكم مصر بالتماهي، أو التعاون، مع دول في المنطقة، سعيا لإحداث تغيير جذري في العالم العربي.
ماحدث في 30 يونيو، ثم في 3 يوليو. ثم بعد ذلك، كان وقفة استراتيجية كبيرة من جانب مصر، أدت، لا أقول لانهيار هذا المشروع، انما وقفه عند حده، ما يؤدي لانهياره في المستقبل القريب والبعيد. من هنا طبيعي أن نجد تعليقات اقليمية، منها طلال، من طريقة التعامل الإعلامي في مصر، وتقلق علي مصر، لأنها تشاركنا الأمل في أن تنجح الوقفة المصرية التي أدت لاحداث تحول في الحركة الدولية التي كانت تهددنا كلنا.
السناوي للمعلم: لماذا خفت صوت المثقفين.
المعلم: اذا كنا بنقول مصر غنية، فأهم ثروة عندها هي القوة الناعمة، قوة الإنسان تاريخا وثقافة. المشكلة اننا اهتممنا بالحجر قبل البشر، هواللي هيعمل تنمية اقتصادية وصناعية وعسكرية، وهيطبق الدستور ويحترمه وتكون له قوة الشعب وارادته. يجب أن نرسخ حقوق الانسان في المعرفة، في التعليم، في الاختيار، في الحرية، في المسكن. وأن نعي أن الثقافة بمعناها الشامل تضم التعليم والسياسة والرياضة، كل النشاطات يجب أن تتضافر لبناء مصر.
السناوي لموسي: احتمال كبير ينزل عنان. فيه كلام غامض، ينفيه هو، عن احتمال تحالفه مع الإخوان.. ما هو تقديرك للسباق الرئاسي؟
موسي: نريد معركة وتنافساً سياسيين، ويكون أمام المواطن قائمة من الناس يصوت لمن يشاء. أما مين ح يتحالف مع مين؟ البلد مليانة شائعات وتحليلات يمين وشمال، ان الاخوان بيأيدوا الفريق عنان، وهو قال انه غير صحيح، فلتكن المعركة واضحة ومفتوحة، وما اذا كان الاخوان هيأيدوا حد انت شايف الأغلبية بتأيد اسم المشير السيسي..
السناوي: ماذا عن 30 يونيو؟
موسي: ثورة 30 يونيو أصلحت عددا كبيرا من الأمور ومنعت شروراً كثيرة عن مصر، وكان لها أثرها في حركة دولية معينة، كانت تعد ترتيبات وشكل جديد للشرق الأوسط، مصر وقفته، المهم أن ينتخب المصريون الرئيس الذي يستطيع قيادة البلد في هذه المرحلة الخطيرة جدا. فهو أمامه تحديات هائلة داخلية واقليمية ودولية، لابد أننا كمواطنين ندقق تماما من يستطيع يقود السفينة في بحار هادرة مياه هائجة مائحة، لابد من الخبرة، ومن قيادة ماهرة، وقدرة وجرأة، وفي نفس الوقت الرصانة
السناوي لموسي: لماذا قلت المشير السيسي بالذات المرشح المناسب؟
موسي: ليس رهانا، أنا قلت من أراه يصلح من وجهة نظري كمواطن، في ظروف أنا عارفها كويس جدا، القدرات مطلوبة، والخبرة المكتسبة مطلوبة، والقدرة علي قيادة مؤسسة ضخمة.. ثم دولة مطلوبة. من بين المرشحين الثلاثة أراه الأفضل، أقترح نوقف الكلام عن المرشحين، ليس لنا مانقوله سوي الأمل في اختيار الأفضل لقيادة بلد في أزمة، داخلية واقليمية ودولية. هذا لن يتحقق بأي كلام، فلن يستطيع أحد أن يقود بمجرد هتافات وشعارات ورموز.
وصفة للديموقراطية
عماد جاد: نتحدث عن الديمقراطية وكأنها وصفة جاهزة.. الديمقراطية قيمة وفكرة منفتحة علي تطبيقات مختلفة، عمادها المساواة، المواطنة، عدم التمييز. وقضية نسبة تمثيل المرأة مهمة، لكن الأهم من يمثلها؟ شهدنا نائبة في البرلمان المُنحل تتقدم بمشروع قانون لاسقاط عقوبة التحرش الجنسي، مُحملة الضحية، المتحرش بها، المسؤولية مسبقاً. لابد ان نضع اقدامنا علي الأرض مصر لاتستورد نماذج، نيلسون مانديلا عمل نموذج في جنوب افريقيا بتقاسم السلطة، لما خاف البيض، قال ممنوع الاقتراب منها لمدة عشرين سنة، تجربتنا مدعوة لتقديم نموذج ديمقراطي يتقدم للمنطقة كلها.
موسي: نحن ننجح في تنفيذ ما أعلناه، كيف نتخلص من الكآبة؟
والاجابة : الأمل أولا ثم سياسة رصينة ايجابية لعلاج المشاكل الكبري الموجودة التي أفسدت الإنسان المصري وجعلته يحيا في تعب وارهاق، رغم أن الدولة تضمن السعادة، وليس الكآبة، للمواطنين، الحكومة الناجحة تعطي السعادة للمواطن حتي لولم تمنحها له بصورة مادية، لكنه يشعر أنها حكومة جيدة ستحقق له مطالبه، ان لم يكن اليوم فغدا.
أحذر من استعمال العدالة الاجتماعية، وتعبيراتها، وكأن هناك حكرا علي مجموعة معينة هي التي تطالب بها. من يريد تطبيق العدالة الاجتماعية، يسعي لتنفيذ ما نص عليه الدستور، وألا نتكلم عنها كإنشا.
السناوي لموسي: رئيس الوزراء اشتكي من ان دعم الطاقة بلغ 128 مليار جنيه، وانها بحاجة لمواجهة صريحة ورجولية..
موسي: موضوع الدعم ليس لوغاريتم.. انت بتعمل دعم ليه؟ ومعناه ومبناه ومنطقه للمحتاج له، لا أن تسيء ادارة الدعم فياخده المحتاج وغير المحتاج. المبلغ الذي تتحدث عنه قد ينخفض لنصفه، أوأقل، إذا أحسنت توزيع الدعم علي من يستحقه، سواء فيما يتعلق بالطاقة والخدمات والتعليم، بحُسن الإدارة. في الطاقة: مثلا، ليس معقولا ان المواصلات في الأحياء الشعبية تقدم بنفس السعر للغني، دعم الطاقة يجب أن يوجه لمن يستحقه، مش شعار لكن سياسة، لما نتكلم عن الكروت الذكية وتحريك أسعار معينة، يجب أن نضع في اعتبارنا احتياج الفقير وعدم احتياج الغني، ونفس المنطق للشركات والاستثمارات.
السناوي: فيه إنجاز حقيقي للفلاحين، مع إنفاذ الدستور، لكن هناك مشكلة ضريبة الأطيان الزراعية؟
الحاج ممدوح حماده: عاوز أقول الأول، المرأة الريفية طلعت للدستور، أكتر من الرجل. المهم، متجيش الحكومة تقول 400 جنيه ضريبة أطيان زراعية ع الفدان، والفلاح.. لاشاف معاش ولا تأمين صحي، طمناه بمادة في الدستور، تطلع 70% في الفلاحين وولادهم العمال، من الذكاء بتاع الحكومة، الفدان بيدفع 36 جنيه، وزير االمالية بيلم 240 مليون من 6 ملايين فدان، عايز يلم 2.5 مليار من الفلاحين اللي مش لاقية تاكل. لما دعاني وزير المالية لمناقشة الاراضي الزراعية، وقال لي: من يملك من فدان لثلاثة أفدنة معفي من هذه الضريبة، وما فوقها سنطبقها عليه. قلت له: 88.5 % من المزارعين يملكون من واحد إلي 3، و5% من 3 ل 5 أفدنة، و3% من 10ل 20 فدانا، و1.5 % يملكون أكثر من 20 فدانا. طبقها علي البشاوات اللي بيأجروا، مش علي المؤجر الغلبان. وفكرته بأن الفلاح لما ما يلاقيش وظيفة لولاده، بيشغلهم معاه في الأرض، وما بيخرجش يتظاهر ضد الحكومة عشان كده، ولوانتبهنا له، ودعمناه كمنتج، ممكن يرفع حصة الزراعة في الدخل القومي من 17% ل 50%.
مكملة للدستور
السناوي: إنفاذ الدستور وتحقيق شيء علي الأرض مسألة ضرورية.
موسي: إنفاذ الدستور وتطبيقه مطلوب من مجلس النواب، علي الفور، نحتاج لحوالي 70 قانونا مكملا للدستور. هذه مسئولية مجلس النواب القادم، لهذا، كما نطالب المواطنين ان يحسنوا اختيار رئيسهم، عليهم احسان اختيار نوابهم.
التلاوي: لأطمئنكم علي مسألة إنفاذ الدستور، معلوماتي أن كل وزارة، وجهة، بدأت تخطط لذلك.
السناوي مخاطبا الشاب أحمد عيد: هل نحن مقبلون علي صراع أجيال جديد ولا فيه مبالغة في هذا الكلام؟
عيد: لأ، فيه مبالغة في هذا الكلام. أبدأ من المرحلة الانتقالية، السيد عمروموسي تحدث عن إدارة بعض الأمور بعشوائية، إذا، نحتاج لرؤية عامة لعبورها خسائر، حكومة ورئاسة والجيش. رئيس الجمهورية يتعامل مع المنصب باعتباره قاضيا وليس رجل سياسة، يتعامل مع صور كاملة وليس مع انطباعات. أيضا، كان فيه عقل سياسي يُدير «الخمسين»، مراعيا انها تركيبة متنوعة، لآخر يوم. للأسف، هذا العقل غاب عن عملية الاستفتاء.
السناوي لموسي: عشوائية السياسات والتصرفات.. قلت بعد لقائك بالسيسي أنه معني بالشباب وأن سيتخذ اجراءات لمد جسور الثقة وحوار وتمكين؟
موسي: طبعا، سيحدث حوار وتمكين.
المعلم: أحمد قال كلاما مهما جدا، هولمس نقطة ان الدستور مش كفاية انه يُقر، وأن الأهم انه لابد ننفذه ونحترمه، ونبهنا لوجود مخالفات في عملية طرح الدستور للاستفتاء، بالمخالفة للدستور نفسه، كيف نضمن ان يكون الدستور بالفعل محل احترام؟
موسي: متصعبش الأمور علي نفسك، وعلي المواطنين، هناك دستور سينتج رئيسا وبرلمانا وحكومة، من هنا يبدأ. أكيد حدثت، وستحدث، بعض المخالفات، لابد أن نقف ضدها، آخر الأنباء من متابعتنا أن فوق ال200 وكسور من الشباب أفرج عنهم، وبرضه 55 واحد أفرج عنهم في قضية معينة.. احنا بنتابع، وده مش كفاية، لابد ان الشباب اللي بيتظاهر يعبر عن رأيه بسلمية، حرية التعبير محمية بالدستور، وعلينا المتابعة لاصلاح الأخطاء اللي حصلت، وضمان نفاذه علي حكم القانون والدستور، حرية التعبير مش بالرصاص، السلمي كويس جدا، ولابد أن نضمنه. نتكلم بصراحة، ان هذا الموضوع يجب الا يتكرر، ويجب ان يحترم. البرلمان سيكون في منتهي القوة، وكل القوانين دي هتنظر مرة أخري أمام البرلمان، الدستور عمره شهر.
السناوي: الناس بتقارن بين الدستور وبين الواقع فيه فرق كبير؟
قد يستغرب الناس حين يعلمون أن لدينا 66 ألف تشريع، بعضها متعارض مع بعضه، كلها صدرت في ظل أنظمة لم تعد موجودة وتوجهاتها انتهت، بعضها راجع للحكم. وأيضا هذه مهمة البرلمان القادم، أنه يراجع الآلاف المؤلفة من القوانين يعدل ويحذف، هكذا يتحقق الدستور، وليس بين يوم وليلة، المثل يقول المستقبل هومانصنعه الآن. السؤال: كيف نطبق الدستور والديمقراطية ونحن نطالب بأن يكون هناك مرشح واحد؟ السيسي فعلا هوسينجح، لكن عايزينه ينجح في ظل خريطة سياسية واضحة، تضمن لنا آراء وإتجاهات مختلفة. وعلي من يتحدث عن الشراكة أن يدرك أنها لا تأتي بدعوة الناس لها، لكنها تُصنع من خلال الانتخابات، بالمنافسة توجد شراكة فعليه، هكذا نطبق الدستور.
د. عماد جاد: جزء من محاولتنا لنشر التفاؤل، الانتباه إلي تحقيق مكتسبات بالنقط، التحسن لن يكون ملاكمة بالضربة القاضية، سيكون نقطة نقطة، جزء من إزالة الكآبة ،أن نحدد حجم شغلنا، وبنتطور ولا بنتراجع ولا واقفين مكاننا. مهمة فكرة تكريس انتخابات بين شخصيات قوية، ولحق الكل في الترشح. لكن بعض الناس ممكن تدعدغ المشاعر بكلام غير واقعي وغير عملي، جزء من المسئولية السياسية للمرشحين أن ينطلق من الواقع، يجيب فريق يتكلم عن الواقع.
صوت الشباب
موسي: أرجومن الحكومة أن تستمع لصرخة أحمد عيد والشباب، والتأثير السلبي الذي يلمس عددا كبيرا من جوانب العمل السياسي اليوم، وانهاء وضع المحتجزين بالطرق القانونية وسريعة وفورية العدالة الناجزة، العدالة المؤجلة معناها هيستنوا زي ماهما. النقطة الثانية المتعلقة بغابة القوانين، هذا أحد أسباب مطالبتي بوجود مجلس الشيوخ، ليبحث في القوانين المطلوب تعديلها أوإعادة النظر فيها، سواء المكملة للدستور أوالمتناقضة أوتجاوزها الزمن.
السناوي: ما الضير اذن في ظل غياب مجلس الشوري؟
موسي: مجلس النواب في مستقبل قريب يستطيع أن يعدل الدستور باضافة أوبانشاء مجلس الشيوخ، اللي هوا مش مجلس الشوري، انما مجلس له واجباته وشروطه، ولاننسي دوره في الأربعينات في صدور قانون المدني. النقطة الثالثة تتعلق بانتقال الأجيال، مصر النهاردة في مرحلة تنتقل فيها السلطة لأجيال جديدة. عندك تغيير في الخريطة السكانية، وتستعد لتكون دولة المائة مليون نسمة خلال سنوات، هذا يضع التزامات كبيرة جدا علي الحكومة القادمة، ليس فقط أن تعالج المشاكل القائمة، انما أن ترسم وتُعد للمشاكل القادمة، تشوف الثروة وتنميتها وإدارتها وعدالة توزيعها، لا عدالة توزيع الفقر. وتستبدل غابة القوانين بغابات من المشروعات الكبري والصغري، وأساس كل ده موجود، لكن الادارة سيئة، ومصر مشكلتها الدائمة كانت ادارة الحكم وتراكم الأخطاء.
عيد: الصراع بين الأجيال مرتبط بغياب الكفاءة مش بالصراع، فيما يتعلق بالتواصل بين الأجيال، في لجنة الخمسين، لم تكن لدينا مشكلة، كنا بنوصل أفكارنا لبعض. أتذكر أن مدير أمن مجلس الشوري أبلغ السيد عمروموسي بأن فيه مسيرة للعمال احتجاجا علي إلغاء نسبة ال50 %، فرد: هات وفد منهم نقابلهم. نفس الموقف فعله مع مجموعة لا للمحاكمات العسكرية، الشباب كان شريكا في كل القرارات.
المادة 180 خصصت 25% شباب و25 للمرأة في مجالس المحليات، وإذا كان لدينا 54 ألف مقعد في عموم مصر، سيكون منها مالا يقل عن 13 ألفا للشباب و13مثلها للمرأة.
السناوي: السياسة الخارجية أساسها السياسة الداخلية، أنت التقيت قبل يومين السيد سعد الحريري، رئيس وزراء لبنان الأسبق، شايف صورة مصر إزاي؟
الأهم عربيا
موسي: هناك تفاؤل لديه ولدي غيره من الزعماء والكتاب العرب، هومرتبط بمصر والثقافة المصرية وتاريخ التعاون المصري اللبناني. لاتنسي أن أحد أركان التطور الثقافي العربي كان مصر ولبنان، شهدناه في عقود مضت، بالصحافة والغناء والشعر والموسيقي إلخ، هذا الارتباط بمصر تشارك فيه كل الدول العربية. في رمضان الماضي نناقش معا مع عدد من السياسيين العرب الموقف التركي من 30 يونيو، وماتلاه، فقررنا نروح نشوف رئيس الوزراء التركي ونكلمه بصراحة. كان معنا أياد علاوي، رئيس وزراء العراق السابق. فؤاد السنيورة، رئيس وزراء لبنان السابق. طاهر المصري، رئيس وزراء الأردن السابق. ورئيس مجلس الشؤون العربية الدولية في الكويت. التقينا بالزعماء الأتراك، وكان آخرهم أردوغان. بدأ الحديث، الدكتور علاوي، وقال له: يادولة الرئيس، أنا رئيس وزراء العراق السابق، لكني سأتحدث عن مصر، أولا أحب أبلغك مصر عندنا أهم من أي قطر من أقطارنا، ونطالب بإعادة النظر في أي سياسة سلبية إزاءها، لأنها هذه هي التي ستؤثر في حاضرنا ومستقبلنا. هكذا كان مجمل لقائنا بأردوجان. المهم، أن هذا يشير إلي مدي الانزعاج الحاصل للدور المصري الذي تناقص السنوات الماضية، لكن السياسة الخارجية، وقوتها ونجاعتها، تعتمد علي موقفك الداخلي. هل أنت قوي؟ هل أنت محتاج؟ وهل أنت منتج واعد اقتصاديا وتعليميا، إلخ. تحدي استعادة دور مصر الإقليمي، والخارجي، يتوقف علي طريقة إدارتنا لمشاكلنا. هذا لا يعني أن ننتظر إلي أن نأتي بنتائج، فيكفي أن يطمئن الكل لأن القاطرة المصرية وضعت عجلاتها علي الطريق الصحيح، وستتحرك الأمور كلها. هذه مهمة المنظومة الديمقراطية القادمة، مجلس النواب، والحكومة، والرئيس. هذا لايحتاج لوقت طويل، لكنه يحتاج للجدية والكفاءة والأمانة والشفافية.
السناوي: أردوجان صرح بأن تركيا لن تعترف بأي رئيس جمهورية.
موسي: براحته، لانحتاج لاعتراف لا أردوغان ولا غيره، متشغلش بالك بهذا الموضوع.
السناوي: المساجلة بينك وبين الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطري السابق في إحدي القمم بتقوله مصر دولة كبيرة فقالك مفيش دولة كبيرة ولا صغيرة.. هل ممكن في مدي قريب يمتنع من يقول أنها لم تعد دولة كبيرة؟
موسي: هذا كلام غير مدروس.. مصر لم تخلق دورها هذا إلا بقواها الناعمة، لا بتاريخها في الغزو. النفوذ المصري والدور الاقليمي والدولي، لأنها نشرت الأدب والفن والعلم في الشرق الأوسط كله، تراجعت لفترة، وهذا خطأنا جميعا، لأننا فرطنا في الإنسان والاقتصاد وفي خصوصية قيمنا.
تفاؤل بالمستقبل
السناوي لسلماوي: لما بتنظر للقوي المصرية الناعمة كيف تبدوالصورة؟
سلماوي: تختلف مابين العالم وبين الوطن العربي. في المحيط العربي، هم علي دراية كاملة بما يجري في مصر، كما أشار السيد موسي، ويشعرون بتفاؤل كبير جدا. كنت في اجتماع لاتحاد الكتاب العرب، ودهشت من حجم متابعتهم لبنود الدستور، ويناقشونني فيها، وأشادوا بالإصرار علي عروبة مصر. فيه تلاحم كامل وإدراك أن دور مصر حيوي جدا. في العالم الخارجي، أكيد فيه أجندة نعلمها أولانعملها، أجندة معوجة. يكفي أن ننظر لأداء الصحافة الغربية تجاه مصر،المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، في نفس المؤتمر اللي عابت علي روسيا تدخلها في الشأن المصري، لأن بوتين حيا قرار السيسي بالترشح، بتقول ان سفارتنا في مصر علي اتصال دائم بالاخوان، وستستمر إتصالاتهما بشكل منتظم، وكأن هذا ليس تدخلا. ماحدث في مصر أصاب الغرب بصدمة وتخبط، واضحين في سياساتهم واعلامهم.
هذا الوضع سيستمر حتي تكتمل خارطة المستقبل، الدستور كان ضربة قاسمة للاخوان وللغرب، باقي الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وعندئذ لن يستطيع أحد أن يجادل أويتجاهل حقائق الواقع. في قلب هذا كله، القوي الناعمة هي الأساس الذي ستُبني عليه السياسة الجديدة المصرية، الدستور لم يفرد فصل مستقل عن المقومات الثقافية بالصدفة.
السناوي: السياسة الخارجية فيه فرصة تاخد دفعة اضافية من مشروع ثقافي؟
المعلم: الثقافة، بمعناها الشامل، بالغة الأهمية واذا فيه عندنا مشاكل سياسية أوفي العلاقات الخارجية، في حاجات معندناش فيها مشاكل. مجرد ان نقوم بدورنا الثقافي، العالم كله مفتوح لك، ومستعد تماما لثقافتك وفكرك وقواك الناعمة، وبيحبها ومعجب بيها.
السناوي للتلاوي: ما هي طبيعة التحول في السياسة الخارجية المصرية.. استراتيجي كبير، أم مناورة محدودة؟
التلاوي: قريب جدا مصر هتستعيد دورها، احنا ثورة شعبية بكل المعايير، كان بيتمسحوا في ميدان التحرير، والنهاردة بيهاجموا 30 يونيو، بيعتبروها انقلاب، احنا الشعب اللي خلينا الجيش ييجي ياخد هذه الخطوة، مش عاوزين يعترفوا بانها ثورة شعبية، امر طبيعي ياخدوا الصفعة علي وشهم.
السناوي: التوجه لروسيا لم يكن ردا مباشرا علي وقف المعونات.. كان توجه بعد 30 يونيوفي حد كان مفكر اوعنده توقع استرايتيجي؟
موسي: زي ماقال وزير الخارجية، نبيل فهمي، فتح الابواب مع روسيا ليس بديلا عن الولايات المتحدة، ليس صحيحا الكتابات التي تقول عدنا للستينات، روسيا دولة كبيرة ومهمة، ونستطيع ان نعتمد عليها في التصنيع والسياسة واستيراد السلاح، لكن نريد ايضا الحفاظ علي العلاقات مع الدول الاخري، خصوصا موضوع السلاح. والدول العربية عندها نفس الشعور.. ليه امريكا بتعمل معانا كدة؟
السناوي: إلي أي حد اللعبة السياسية ستستمر، الطرف الأمريكي يعطينا خطابا متناقضا.. ماذا اذا افلتت الأمور والأمريكان ضغطوا؟
موسي: اهم شيء هوالأمر الواقع، انهينا الدستور، وبانتخاب رئيس وبرلمان سنقيم الشرعية الجديدة، في اطار دستوري جديد، هذا سيحترم. حكاية اتصالهم ببعض التنظيمات، بقايا من سياسة باظت عليهم، السياسة كانت تغيير الوضع في الشرق الأوسط بادخال عنصر الفوضي الخلاقة، وفتح الباب امام منظمات وأشخاص هما دربوهم، مرنوهم، وكبروهم، عشان ييجيوا يشتغلوا هنا، الاخوان وصلوا للحكم واحنا ارتضينا انتخاب رئيس منهم، انما أساءوا ادارة الحكم، الامريكان لم يهمهم هذا الكلام، لكن احنا يهمنا، لأننا دولة علي المحك المصير.. ان نكون اولانكون، مسألة وجودية، لم يكن ممكن نتحمل لعام آخر بنفس طريقة الحكم السيئة، البلد كان هيضيع، وجت ثورة 30 يونيو وضربت مخططا دوليا بطعنة ضخمة، ربما تكون قضت عليه، ولم يكن متصورا أن تضرب سياسة عالمية، متفق عليها بين دول عظمي.. إلا من دولة بحجم مصر. وتصوري ان السياسة الدولية، خاصة الامريكية، مثل الفيل، لاتتحرك بسهولة. يتحرك ببطء الآن، ماشي في طريقه، لكنه سيواجه بأمر واقع وشرعية جديدة في مصر، عليه أن يتعامل معها.
مارشال مصري
السناوي: ما الفارق بين الموقفين الأوروبي والأمريكي، سمعت منك أن أوروبا مستعدة لمشروع اقتصادي كبير، مارشال مصري؟
موسي: يجب أن نحذر أنفسنا أن لنا دورا رسمه القدر، السياسة الخارجية تُكسب يوميا.. زي أكل العيش، الاعتماد علي مصر وتاريخها.. ده في الكتب، لكن التعامل مع مائة مليون نسمة عايزه شغل كبير جدا. لازم نكون احنا مصر.. اللي بنشتغل، اللي بننتج. اقل من هذا لن نتحرك، بالعكس سنفشل، وطول ما أنت ضعيف، الضغوط ستستمر، عايز أقول الضغوط فيها أيضا عنصر بشري. رئيس دولة ما عايز يورث لسلالته، ومحتاج لحماية، والثمن علي حساب البلد.الديمقراطية هي الضمان أنه يتصرف علي أساس انه منتخب لأربع سنوات، وح يمشي، أوينتخب ثانية طبقا لأدائه، وسيحاسب. الموقف الأمريكي من الشرق الأوسط صريح وقاطع، مركزه اسرائيل. الموقف الأوروبي.. اسرائيل مهمة جدا، لكنها ليست المركز الرئيسي لسياستها الخارجية، وبينها دول كثيرة تري أن العدالة جانبت اجراءات غربية كثيرة ازاء قضايا عربية. وفي أوروبا، دول قد تسبق آخري في سرعة خدمتها أوميلها لمصر، أمريكا دولة واحدة. مثلا في سوريا، موقف واشنطن واضح التردد والاضطراب، والأوروبي واضح التحفظ، والروسي جريء ومتقدم. وثبت أن الولايات المتحدة لم تستطع معالجة الموقف في سوريا وتركت آخرين يقومون بمهمتها لمصالحهم. لا حل ما دام هناك بُعد ناقص، هوالعرب، الكلام كله يدور بين روسيا وأمريكا أوأوايران وتركيا. لايمكن تحقيق حل للمنطقة الهائلة بين قوسين، (الهلال الخصيب)، إلا بوجود عربي، لذلك لست من المؤمنين بصيغة جنيف واحد واتنين. وانا في دافوس سألني صحفي: لواجتمعنا في نفس المكان هنا، هتقول ايه عن سوريا؟ قلت له: بهذه الطريقة سنناقش نتائج جنيف 6. يجب حضور مصر والسعودية في صيغة سداسية، كما يحدث مع ايران في الموضوع النووي. غير مجد أن تأتي ب 44 دولة، لتخرج بعد يومين بلاشيء، عبر مسار تفاوضي، من الدقيقة الأولي، يُذكرنا بالمسار الفلسطيني الاسرائيلي، الذي فاشل من الدقيقة الأولي. هذه سيناريوهات لاشغال الناس وعملية خداع. يجب ان ننقذ سوريا، هناك تبادل مصالح بين دول اقليمية، غير عربية، ودول عالمية، في غياب العرب. تمزق سوريا سيدخل المنطقة في أزمات كبيرة جدا، يدخل فيها الأكراد والعرب، والبلوي الكبري.. الشيعة والسنة، وتظل القضية الفلسطينية تتراجع وتكاد تزوي. كل هذا يهدد في مصر، وضميرها السياسي، ودورها. الأمريكان، وغيرهم، معتقدين انهم تخلصوا منها، وها هي تركيا معنا، وسنجعل ايران جزءا من الحل لتتوقف علي ان تكون جزء من المشكلة. لكن لا هذه ولا هذه تستطيع تزعم الشرق الأوسط، بأغلبيته، أكثر من 300 عربي، الزعامة لا تنطبق إلا علي مصر، وأي ترتيبات قادمة في المنطقة، خاصة المتعلقة بالأمن الاقليمي، سيكون مصيرها الفشل الذريع، والسريع، مالم توافق عليه مصر والسعودية، وسيطول أمد الاضطراب في المنطقة.
سلماوي: مصر أمامها فترة صعبة جدا، لكنني متفائل جدا بعد تجربة كتابة الدستور، التي تعطينا نموذجا لما يمكن أن يحدث، رغم الاستقطاب كبير جدا بين خمسين عضوا، كل واحد له اتجاه غير الآخر، لكن القيادة الرشيدة للسيد موسي استطاعت ان تنجر انجازا أبهر للجميع.
الصدام مع ايران
موسي: سعيد جدا للتعامل مع شخصيات متنوعة.. نظرة جديدة للسياسة الخارجية لا أفهم أن تكون هناك حركة تغيير جذرية في العالم العربي دون وجود توجه جديد للسياسة الاقليمية والنظام الاقليمي. وقد نجحنا أن نستفيد من اضطراب الدولة العظمي الأولي، الذي منحنا مساحة زمنية لتستعيد مصر مساحة من الحركة، لتقوم من علي الكرسي أبوعجل وتستطيع أن تقف علي قدميها وتسير. الكلام عن النظام الاقليمي الجديد، الذي نفكر فيه، يستدعي أفكارا آن الآوان لتطبيقها مع دول الجوار العربي، أولها اثيوبيا، ثم كل شريط افريقيا الذي به شعوب قريبة مننا، والجوار الأوروبي والآسيوي، هذا مايجب ان نتوجه اليه. اسرائيل لايمكن ان تدخل في هذا النظام الا بحل المشكلة الفلسطينية. ايران يجب أن نقعد معها، وأنا في دماغي انها لديها مشاكل مع أخوتنا بالامارات وشكوك من أخوتنا بالسعودية. نستطيع أن نعالج هذا الوضع، دون مواجهة اوصدام وده ضروري يحدث. تعالي ياايران، ايه موقفك من الوضع في الخليج وفي العراق ولبنان وسوريا.السياسة ليست عزلة، ولا قمصة. نحن أمام شرق أوسط في صورة جديدة.. يا أما نتلقي المواقف ونسمعها في الأخبار، أونشارك فيها، نبني سوا من الآن ونضمن مصالحنا. وهذا ما تفعله وزارة الخارجية اليوم، توجهها صحيح ونشاطها واضح، عكس ماكان سابقا من سنتين تلاتة، خصوصا الظروف اللي خلت كل دول العالم تقول عايزين مصر تاني.
حل مشكلة المياه ليس مستحيلا، وله مخارج كثيرة جدا، بعضها يمكن الحديث عنه، وبعضها لايمكن. والفيصل هو انه لايصح لمصر أن تعطش أوأن يقللوا من حصتها، لن يحدث. لم نقل شيئا حين كان مقررا أن يحجز سد النهضة 14 مليار متر مكعب، لكن أن يزيدوها ل74 مليار، وأين حقوقنا المائية. حقوقنا لن تضيع، وإذا كان العالم غابة، فمصر ليست قطة. أكرر.. اساليب الحل كثيرة، أفضلها بالتفاهم علي وضع قانوني، خد حقك واديني حقي.
السناوي: إذاً أنت متفائل بمستقبل الحكم في مصر، وبانفاذ الدستور، وبتحول إستراتيجي في السياسة الخارجية.
موسي: كمواطن مهتم جدا بالوضع الداخلي، لفيت مصر أكتر من باقي المرشحين السابقين واللاحقين، صدمتني الحالة المتردية لكافة الخدمات، لكن الحلول ليست مستحيلة.. وليس بالرئيس وحده.
واختتم الكاتب عبدالله السناوي صالون التحرير بتوجيه سؤال لعمروموسي يقول فيه: هل ستلعب دورا جوهريا في المستقبل ورد موسي بابتسامة!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.