رغم أننا مازلنا نعيش في «مرحلة انتقالية» .. ولا نعلم - علي وجه الدقة - ماذا سيحدث خلال الفترة المقبلة.. وهل ستكون انتخابات الرئاسة أولا أم البرلمان؟ .. إلا أنه عمليا بدأت أولي الحملات الانتخابية علي الطريقة الأوروبية والأمريكية بين أحد المرشحين «المرتقبين» علي منصب رئاسة مصر وشرائح شعبية مختلفة .. هذا ما حدث في لقاء جمع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي وأكثر من 50ألف مواطن أغلقوا طرق الزمالك في منتصف الأسبوع الماضي، إذ تجمعواب«ساقية الصاوي»، التي لا تزال تحمل لافتة تقول أنها افتتحت في عهد الرئيس السابق«مبارك».. وبعيدًا عن كل الأجواء الساخنة في ميدان التحرير وضواحي القاهرة، إلا أن نتائج الثورة بشكلها الإيجابي، وضحت في هذا اللقاء مع حضور مؤيدين ومعارضين لموسي.. وآخرين جاءوا ليتعرفوا علي منهجه وسياسته.. وهم ممن دخلوا السياسة بعد الثورة . انطلق حديث موسي مستخدما كاريزميته قائلا: «أدعوكم للوقوف دقيقة حدادا علي أرواح الشهداء» فقوبل برد فعل إيجابي من الشباب أقوي من مشهد استقباله عند الدخول .. وبعد انتهاء الدقيقة قال موسي: لم آت هنا في حملة انتخابية حيث جئت كمواطن يتحدث لمواطنيه عن فكره ورؤيته وخبرته التي جمعها في بناء وطنه من جديد. ويستكمل: مرت مصر في المرحلة الأخيرة بحالة حرجة شديدة الدقة، تراجعت مكانتها ودورها.. كنا ممن يعيشون باليومية وليس ممن يعيشون حياة .. نتعامل معها يوما بيوم .. قبل أسبوع من ثورة 25 يناير قلت إن نفسنا منكسرة والناس تعبانة وغضبانة ومحبطة، وأشرت إلي أنه قد يكون الانفجار قريبا، وقد حدث لأن مصر لها رؤي وقامة ومكانة ليس في المنطقة فقط ولكن في العالم كله، والدليل هو أننا رأينا طوال 18 يوما أنظار العالم تتجه إلينا. وعندما تطرق موسي لرؤيته لعبور مصر هذه المرحلة لأخذ مكانها تعالت أصوات من الصفوف الأخيرة للشباب بساحة النهر وممن يقفون عند ممر دخول القاعة وعلي السلالم «الصوت .. الصوت .. مش سامعين» فنهض موسي من علي الكرسي وقال إنه سيتحدث للشباب الواقف مثله واقفا.. واستكمل مبتسما وواضعا يده اليسري في جيب البنطلون: النقطة الأولي هي وضع دستور جديد يعكس رؤية مصر، يعكس رؤية الشعب والعصر ويحفظ تراثنا ويعبر عن آمالنا وطموحاتنا ومواقفنا، الدستور ليس مواد فقط فهو روح الأمة وتوجه لأهداف الشعب ثم تأتي البنود في المقام الثاني، كتابة دستور جديد هو الواجب الأول والمسئولية العليا، وأري في ذلك الخطوة الأولي للرئيس الجديد .. مقاطعة من بعض الشباب في الصفوف الأولي:«هتكون أنت أول رئيس إن شاء الله» فيضحك موسي. ويقول: بدأنا بعد الثورة بتعديل الدستور، وهناك مقترحات .. كيف نبدأ ونتحرك لكتابة دستور جديد سواء انتخبنا البرلمان أو الرئيس أو وجود هيئة رئاسية، ولكن لابد أن نشارك جميعا كشعب في وضع دستور جديد بلجنة مبدئية تشمل جميع فئات المجتمع من مهندسين وأطباء وصحفيين ومرأة وشباب ورجال دين وأقباط «فهاج الحضور وصفق وخرجت أصوات تهتف: «مدنية.. مدنية» .. ويستكمل موسي: هذه لجنة لكتابة مشروع الدستور وليسوا خبراء دستور وقانون، فالخبراء والقانونيون دورهم الصياغة، ويدعو الشعب لانتخاب لجنة تأسيسية لصياغة الدستور ومراجعته في كتابته ومبادئه ومواده ويعتمد وبعد ذلك يأتي البرلمان بجميع الشروط الموضوعة مجددا في الدستور حتي يكون بناء دستوريا جيدا. وفي هذا الإطار تحدث موسي عن رأيه في استباقية الانتخابات الرئاسية ثم البرلمانية، وقال: الانتخابات الرئاسية يجب أن تسبق الانتخابات البرلمانية، لأن الانتخابات البرلمانية يجب أن تستند لوجود أحزاب قوية مستعدة للدخول في هذا المعترك ومع إنشاء أحزاب جديدة تستعد للتقدم بالمرشحين الصالحين، هذا الانتخاب سيكون علي أساس المادتين 76 و77 مع وجود القضاء مشرفا علي كل صندوق ويمكن أن يضاف إلي ذلك إعلان دستوري بتحديد صلاحيات الرئيس.. مضيفا: من المهم أيضا لمواجهة الفساد استقلال القضاء، وسأذهب لأبعد من ذلك، وأقول أن المجتمع يذهب للقضاء لحل مشاكله لكنه لا يجد من يحلها، يجب أن تعود هيبة القضاء وقوة المنصة، وغيبة القوانين هي الخطر علي المجتمع، قوانين في غاية الغرابة شرعت في السنوات الخمس الأخيرة .. قوانين تحظر وتقر وتنتهي إلا إذا .. هذه القوانين يجب أن تراجع. الصفوف الأولي لموسي: أعد أعد .. فيرد: أنا كده مستريح«!!». موسي: المجتمع المصري حدث به خلل كبير جدا في السنوات الأخيرة .. فقراء بشكل كبير .. طبقة متوسطة غير واضحة .. أغنياء ثم أغنياء بشكل فاحش .. لم يحدث توازن في المجتمع وأصبحت الحركة لخدمة طوائف معينة، وإذا تحركنا لمجالات عاقلة وخطوات تحسن المعيشة سيكون بوضع سياسة اقتصادية اجتماعية ناجحة، هذا العصر يحتاج للاقتصاد الحر، والاقتصاد الحر يعتبر قدما تحتاج لقدم أخري وهي العدالة الاجتماعية ليكون وطن منضبطا، هذا الاقتصاد الحر الذي يسمح لرجال الأعمال الصغار أصحاب الصناعات المتوسطة والصغيرة والزراعات الصغيرة والمتوسطة بأن يقدموا الاستفادة الاقتصادية للوطن، حيث يكون انطلاقها من القري حتي نستطيع أن ننتج ونصدر، هذا الاقتصاد الحر يجب أن يكون له جانب إيجابي بإصلاح التعليم وإصلاح الصحة وإعلاء البحث العلمي بواسطة أصحاب الخبرة في مشاريع الإسكان مثلا، يجب أن نعلم أن الوضع ليس سهلا ولكن بالعزيمة والجدية سنتقدم، هذه ليست لوغاريتمات، هناك دول كانت أسوأ من ظروفنا نجحوا الآن لأنهم كانوا يمتلكون خطة ولديهم الجدية، وإذا كنا نريد التقدم بمصر فيجب أن نؤمن أن الهدف أن نكون علي رأس الأمم .. عايز أقولكم أن هذا ليس صعبا .. هذا أمر ممكن وأنا متفائل في تحقيقه، نحن جميعا رجل واحد وامرأة واحدة في الطريق نحو المستقبل. وتحدث موسي عن دور مصر الإقليمي وسط تسلل الملل للموجودين في الصفوف الخلفية، وقال: يجب أن تعود مصر للعب دورها المحوري الإقليمي وعندما أقول «دور إقليمي» فيجب أن نعرفه وندركه كلنا كشباب وكبار. الدور الإقليمي هو المنطقة العربية بالتوازي والتوازن مع الحياة .. مع الجنوب .. بقدر ما تأتي العلاقات العربية ثم تأتي المتوسطية ثم العالمية .. الكل ينتظر دور مصر لأن المنطقة كان بها فراغ كبير وحاول البعض سد هذا الفراغ أو محاولة دخول مكانها لكن جميعهم فشلوا ولم يعرفوا .. الكل منتظر مصر ومحتاجين مصر، ومن الضروري ألا ننسي أن لمصر دوائر كثيرة .. مصر العربية الأفريقية الإسلامية .. دولة متعددة الثقافات .. متعددة المنابع .. يجب أن نحافظ علي هذه التعددية وتقويتها لأن هذا هو مكاننا الصحيح .. وهنا انتهت كلمة موسي بقوله: أدعوكم أن تكونوا متفائلين. مع انتهاء موسي لكلمته بدأت المعركة الديمقراطية في طرح الأسئلة والمساءلة . بداية الأسئلة كانت تخضع لمقص الرقيب .. هذا الدور الذي قام به من أدار اللقاء محمد الصاوي الذي كان يجمل الأسئلة وينقحها ويمنع بعضها عندما ظن أنه بذلك يخدم عمرو موسي ولكن موسي كان أذكي في صالح نفسه بعد أن انفجر الشباب من روتينية الأسئلة المجملة التي تصل مهمشة بعد تدخل الصاوي وطالب بأن يكون الباقي القليل من الوقت مع الشباب يكون بمثابة المواجهة الأقرب للمبارزة التي كان الغلبة فيها للشباب بسبب نوعية الأسئلة. الصاوي: سؤال عن خطة محددة تقدم مصر علميا وتكنولوجيا في وقت قصير مثل النمور الآسيوية ؟ عمرو موسي: أشكرك جزيلا .. هذا سؤال مهم .. مصر لديها الكثير من العلماء .. يكفيني الإشارة إلي أحمد زويل الذي له كل الاحترام .. وأشير إلي الخطط التنموية الكثيرة الموجودة ومراكز التخصص العالية في مصر .. مركز الكلي في المنصورة للدكتور محمد غنيم .. مركز القلب في أسوان للدكتور مجدي يعقوب، نحتاج لمراكز كثيرة من هذا النوع .. مثلا 3 مراكز في الصعيد و3 في الدلتا .. فيه عقول وصلت لهذه الجودة تستطيع التقدم في التكنولوجيا مادام عندنا هذه الأفكار العظيمة التي يجب أن تكون في خطة مصر. ضجيج في القاعة بين الشباب وأصوت تقول: «فين الإجابة .. ده مش عارف يجاوب علي السؤال» وآخرون: «بنقوله تكنولوجيا ونمور أسيوية .. يقولك كلي وقلب»! يتدخل الصاوي: يا جماعة مش كده !.. ويلقي بسؤال آخر: أيهما أفضل رئاسية أم برلمانية ؟ موسي: نحن بحاجة لتطبيق النظام الرئاسي علي الأقل في السنوات العشر الأولي المقبلة، نريد بناء الأحزاب حتي تكون هناك حياة سياسية لأن الأحزاب الموجودة في الساحة غير مؤهلة لقيادة نظام برلماني حقيقي وبعد انتهاء هذه المدة نعمل بالنظام البرلماني. الصاوي: سؤال تنوعت صياغته من بعض الشباب عن أن سوء السياسة وعدم التخطيط ضاعف من البطالة ؟ موسي: ذلك سيتم حله بالتصنيع السليم والاستثمار السليم، ونشجع الاستثمار بالقوانين التي تحقق المصالح الشعبية وتعطي وظائف للقضاء علي البطالة .. يجب دراسة البطالة وأشكالها وأن نضع في اعتبارنا الجدية في العمل والمتابعة وإعطاء الأمور لأهل الخبرة، هناك سوء إدارة للمجتمع أدت إلي معظم المشاكل التي نعاني منها. الصاوي: سؤال عن حل مشكلة العشوائيات؟ موسي: الناس عايزة تعيش حياة كريمة، إذا لم توفر لها خطة يعيشون من خلالها وتوفر لهم مناخا جيدا من الصحة والتعليم سيبنون حياة عشوائية .. لماذا لا يكون للإسكان سياسة تتعامل مع الغني والفقير ؟.. مادامت توجد سياسة إسكان خرجت سياسات أخري موازية وهي العشوائيات .. الفرصة أمامنا بفحص ملفاتنا ملف ملف .. وأن نعطي الأمر لأهل الخبرة وليس أهل الثقة .. يجب أن نعطي العيش لخبازه. الصاوي: سؤال يتحدث عن انحرافات أمن الدولة ؟ موسي: أمن الدولة بهذا الشكل عبارة عن اختراع مصري، ما حدث كان أمن نظام أو أمن شخص ..أمن الدولة شيء آخر .. لا توجد دولة بدون جهاز يحمي أمنها، وبالتالي لا يجوز أن نطالب بإسقاطه وإلغائه، لكن علينا أن نطالب بإعادة منظومته من جديد. الصاوي: سؤال عن الوضع العربي المتأزم وعمليات التطبيع مع إسرائيل ؟ موسي: لقد وصلنا لموقف عربي موحد عام 2002 حول العلاقة مع إسرائيل، قبل ذلك كانت هناك دول عربية يجمعها تطبيع مع إسرائيل مثل مصر والأردن ودول أخري لها تطبيع خفي، ما نريده إنهاء النزاع بحل منصف، لا نريد أن ننهيه بالطرف الذي يريد أخذ 99% من الأرض، يجب أن نكون كمصريين واضحين في هذه القضية، علينا مسئولية إرساء أسس السلام، يجب أن تكون السياسة المصرية صاحبة رؤية عاقلة. حدثت اعتراضات هنا من كلام موسي ثم استكمل ليقول: إن اتفاقية الغاز مع إسرائيل تدخل في إطار اقتصادي معين، هناك شكوك حول البيع .. هل بعنا بأقل من السعر ؟ هل جاملنا ؟! .. فهاج الشباب فرد موسي بصوت عال: أيوه أيوه .. كان فيها فساد .. فصفق الشباب بحرارة.. واستكمل موسي: كل الاتفاقيات الطويلة الأجل التي تتعلق بثروات مصر وبها فساد يجب أن يعاد النظر فيها، يجب أن نعيد البحث في دراسة اتفاقية الغاز مع إسرائيل .. فخرج شباب من علي سلالم الساقية بهتافات: «لا لا لإسرائيل .. لا لا للتطبيع» .. ووسط هذه الهتافات قال موسي: الجامعة العربية وقفت أمام أي تطبيع مجاني مع إسرائيل . الصاوي: هل يحكم الرئيس موسي بما يراه الشعب أم بما يراه هو وينفرد برأيه ؟ موسي معلقا: أما سؤال غريب جدا .. أنا جزء من الشعب، يجب أن ندرس الأمور ونتصرف .. نحن جميعا في قارب واحد .. الحكم الجديد ديمقراطي وما يريده غالبية الناس تسير عليه السياسة المصرية، يجب أن ندرس الأمور والاقتراحات. الصاوي: سؤال عن أزمة المياه ونهر النيل ؟ هذا الموضوع لا يشكل أزمة في الوقت الحالي .. هي مش أزمة بكرة .. هذه ليست سياسة سليمة .. الملف خطير جدا لمصر لأنها هبة النيل وإذا قطعت المياه عن مصر سينتهي مجتمعنا ولن نعيش، هناك دول طلبت إعادة النظر في الاتفاقيات وهي صاحبة المياه، ومصر تري أن هذا إجحاف بحقها، يجب أن نجلس معهم خاصة أنهم يكنون كل الاحترام لمصر، عندما نتحدث في موضوع المياه يجب التعامل معه علي أنه سياسة وليست مسئولية وزارة الري، هم يريدون إعادة النظر، فليس من العقل أن أقول لهم لا، ولكن من العقل أن أقدم لهم اقتراحا آخر، هم يمتلكون مياها كثيرة ونحن نمتلك حقوقا، فلا أذهب لهم وأقول متغيروش، يجب أن نتعامل مع هذا الموضوع من منطلق علاقات طيبة وتحقيق مصالح وليس بمنطق القوة. الصاوي: سؤال يتحدث عن احتياجات الطبقة الكادحة في تعليم وصحة جيدة ؟ أي سياسة اقتصادية إن لم تعكس ذلك تكون سياسة غير ناجحة، قالوا عندنا نمو 7 % ولم يشعر أو يحس به أحد .. وقعدوا يقولوا شوفوا عدد الموبايلات والعربيات .. لا يا سيدي النمو بيتقاس بعدد المدارس وعدد السراير في المستشفيات. الصاوي: سؤال عن .. يقاطعه موسي: أنا سمعت سؤالا من بعيد عن كرامة المصري في الخارج، هذا يتعلق بقوة مصر، كرامة المصري مسئولية أساسية وتراجعت لسوء إدارة مصر في السنوات الأخيرة ويجب أن تضع السفارات في الخارج كرامة المصريين ضمن أولوياتها. الصاوي: سؤال عن موقفك من مبارك الأب والابن .. فيه ناس بتقول إنك محسوب عليهم عندما كنت وزيرا لخارجية مصر ؟ موسي: كنت وزيرا للخارجية ولي من المواقف التي اتخذتها تقول إنني غير محسوب علي أحد، أعتقد أنني خدمت مصر بكل إيمان وإخلاص ولم أنافق أسرة أو عائلة. وهنا انقلبت الترابيزة علي موسي وهاجمه عدد كبير من الشباب والفتيات صرخوا .. فين السؤال ..أنت بتهرب من الإجابة .. وعطل الشباب اللقاء لحوالي 5 دقائق، فتدخل الصاوي في محاولة لتهريب موسي من الإجابة: يا جماعة عايزين نسمع النظرة العربية للأمين العام .. فقاطعه موسي بصوت هادئ ومبتسما مع تعالي نبرته: هما عايزين يعرفوا علاقتي بمبارك .. الصراحة هي طريق التقدم .. وأشار إلي فتاة وقال لها اسألي،فقالت: أنا كنت مبهورة بك أيام الانتفاضة الفلسطينية وراقبت مواقفك وأنت أمين الجامعة العربية .. ولكن بماذا تفسر في برنامج ضوء أحمر لسليمان جودة قلت هترشح مبارك ثم جئت لميدان التحرير وطلبت مننا المغادرة ؟.. وتعالت الأصوات جاوب جاوب .. فرد موسي: أشكرك علي هذا السؤال .. سأجاوب علي السؤال الثاني ثم الأول. موسي: لقد زرت ميدان التحرير مرتين .. كان مجيئي لليوم الثاني للتهدئة .. واندهشت من الخبر الذي يقول إنني طالبت الشباب بالمغادرة .. هذا لم يحدث. فقاطعه الشباب: أنت كداب واحنا كنا هناك. موسي: هذه ثورة ولا يمكن أن أذهب لأهدئ المتظاهرين .. قلتم يسقط يسقط .. فقلت اهتفوا معايا: تحيا مصر. الشباب: كداب .. كداب .. وهنا غادر عدد من الشباب والفتيات غاضبين قائلين: «ده بيكدب من دلوقتي .. ده مبارك جديد». موسي: اسمعوني ..أرجوكم اسمعوني .. لابد من الرد علي هذه الأمور التي تقول «ويل للمصلين» .. المذيع سألني وقال إن المادة 76 لا تسمح لي بالترشح .. فمن أرشح مبارك أم جمال مبارك .. فقلت مبارك! الشباب: كداب كداب كداب! يدخل شاب آخر ويأخذ الميكروفون: أنت تعلم كل شيء عن فساد مبارك .. لماذا تريد أن تصبح مبارك الجديد ؟ موسي: قطعا، لا أريد أن أكون مبارك الجديد .. ولا يمكن لأحد أن يكون مبارك جديدا .. مش أنا مبارك الجديد .. لا أحد يريد ذلك مطلقا. الصاوي: هناك سؤال عن موقفك من جماعة الإخوان ؟ موسي: الإخوان جزء من المجتمع المصري، ولا يمكن أن تسير الحياة بالعزل أو الاستبعاد، مشاركة الإخوان مهمة وهم سيقدمون برنامجهم وعلي الشعب أن يحكم عليه .. نحن الآن أمام فكرة سياسة مستندة إلي الدين أم سياسة مستندة علي قوي أخري. الصاوي: سؤال عن المعونة الأمريكية وموقفك من أمريكا ؟ موسي: أمريكا هي الدولة الكبري .. ليس من مصلحة مصر أن تكون علي علاقة متوترة مع أمريكا، يجب أن تكون علاقة صحية نعي فيها مصالحنا، ربما الضغوط الأمريكية أحيانا أدت إلي ارتباك في السياسة المصرية. الصاوي: ما موقفك من حركة حماس ؟ موسي: حماس جزء مهم وأساسي إن لم يكن نصف المجتمع الفلسطيني .. لا يجب أن تفكر في حل القضية الفلسطينية وتتجاهل حماس التي تعتبر ممثلا لتيار مهم في فلسطين، ولقد طالبت حركتي فتح وحماس بالمصالحة، لأنه لا سبيل لحل القضية الفلسطينية سوي بعناصر القوة ووحدة الصف الفلسطيني. الصاوي: كيف ستكون الحياة السياسية بالأحزاب الجديدة ؟ موسي: إذا فتح تشكيل الأحزاب بحيث يكون للجميع أحزاب حقيقية سيكون أمرا في غاية الديمقراطية، بحيث نعمل علي تعزيز الفرصة للأحزاب وكيف سنساعد في إيجاد أحزاب حقيقية، وهل ستنتهي بأحزاب دينية ؟ أم نأتي بأحزاب ترتقي بمصر .. الرأي الصحيح أن نبعد الدين عن السياسة والسياسة عن الدين. يأتي شاب ويمسك بالميكروفون موجها سؤالا وهو: بما أنك أعلنت ترشحك لرئاسة الجمهورية .. ما هي أجندتك قبل تولي وزارة الخارجية والجامعة العربية .. وهل حققتها ؟ موسي: أهدافي في الخارجية أننا نمثل مصر، وكان لنا تعامل جيد مع الوضع الأمني والموقف النووي ووقفت وزارة الخارجية تحذر من التوغل في فلسطين خاصة أنه كانت هناك افتراءات .. العلاقة المصرية الأفريقية كانت قوية جدا، لم تكن هناك مشاكل مياه، مثلا انضممت لاتفاقيات وفُتحت أمام مصر أسواق في أفريقيا .. دبلوماسية التنمية وفتح مناطق حرة.. هناك سجل مشرف للخارجية في التسعينيات .. وفي الجامعة العربية أصبح لها دور وتدخل، مثلا ذهبت للسودان وأوقفت ما كان يحدث في دارفور .. ولبنان انتهينا باتفاق الدوحة، ولأول مرة اجتمع زعماء العراق في القاهرة ولولا أن هناك سياسات إقليمية ودولية لا تريد حل مشكلة العراق لكانت حلت في عام 2005 .. في عهدي بالجامعة اتفتحت العلاقات العربية التركية - الأفريقية - الصينية ومع أمريكا الجنوبية ..أنا آسف جدا أن فيه كتير لا يتابعون ولا يقرأون. شاب آخر بنبرة تعالي صوتها بحدة: ماذا فعلتم في السوق العربية المشتركة والمبادرة العربية ..لا نفعل أكثر من أن نشجب وندين.. ما موقف الجامعة من مدابح ليبيا ؟ «تصفيق وتصفير». موسي: لا ..أنا أري أنك مخطئ. الشاب: من فضلك أخلص كلامي .. متقاطعنيش .. حدثني عن أننا لا نستطيع عمل سوق عربية بالرغم من أن أوروبا كونتها .. المحسوبيات في وزارة الخارجية .. عملت إيه في المفاعل النووي الإسرائيلي .. عملت إيه في ملف أسري 67 اللي إسرائيل اعترفت به. الصاوي: يتدخل ويقول هذا ليس أسلوبا للسؤال! الشباب: سيبه .. سيبه .. سيبه يكمل السؤال .. الشعب يريد استكمال السؤال. عمرو موسي: كل ده سؤال .. ماشي .. السوق العربية لها خطوات واتفاقيات شراكة بين دول والاتحاد الجمركي مقرر له عام 2015 والسوق العربية عام 2020 والوقت لم يحن للعملة العربية لأن الاقتصاديات ضعيفة وهذا ليس قرارا، ولكنه مسائل علمية .. بتقولوا النووي والصومال .. الدول العربية فيه أصابع كتيرة بتلعب فيها .. مؤامرات ومناوشات، الجامعة حاولت الوقوف أمام هذه المؤامرات، في ظل وجود تباين وتعارض في مواقف الرؤساء والملوك العرب. موضوع ليبيا في غاية الخطورة .. ولقد طالبت باجتماع طارئ يأخذ خطوة فاعلة مع الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن، ولأول مرة توقف عضوية دولة عربية لسوء معاملتها للسكان .. هذه خطوة كان لا يمكن اتخاذها إذا لم تكن للجامعة العربية سياسة ومنهجية. محمد الصاوي: سؤال عن سلوكيات مثل الرشوة وفلوس مصر المنهوبة .. كيف تستعاد ؟ موسي: تحدثت بأنه يجب اتخاذ إجراءات قانونية معينة، وأن تعود لصندوق العشوائيات والفقر، وإذا تمكنت يجب أن أعمله، أما الرشوة فهي موجودة لسوء إدارة الأمور، هناك قانون غير محترم، وموظفون محتاجون. شاب: بتكلم عادي عن قضية الغاز لإسرائيل وتعديل الاتفاقية .. وتتحدث عن تطبيع .. أنت بتتعامل مع إسرائيل علي أنها دولة معترف بها ؟ «تصفيق». موسي: من السهل أن نصفق لمثل هذا الكلام .. إسرائيل دولة وإذا تحدثنا بشكل آخر يبقي بنضحك علي بعض .. ولكن يجب أن نرفض السياسة الإسرائيلية وأن نتعامل معها علي أنها تظلم ظلما بينا .. غير كده يبقي كلام حماسي. شاب: أنت تتعامل بنظام الواسطة والمحسوبية .. لماذا تركت نبيل فهمي سفيرا لمصر في واشنطن علي وزيري خارجية ؟ موسي: ده راجل كان له كفاءة، وفيه سفراء بيظلوا 6 و7 سنوات .. وأنت ليه متمسك بالسؤال ده وقاعد تسأله من الصبح .. هو ده سؤال عن مصر! محمد الصاوي: هناك سؤال عن قناة السويس وتسديد رسومها بالجنيه؟ موسي: أؤيد ذلك تماما «تصفيق» .. يجب أن نتعامل بذلك حتي ندعم قوة الجنيه المصري. شاب: هل ستنزل للناس مثل الآن بعد أن تكون رئيسا ؟ موسي: النظام السابق لم يعينه الشعب ولم يأت به الشعب .. سأعود للشعب لأن الشعب هو الذي سينتخبني. شاب: هل لديك القدرة علي الدخول في مناظرة مع أكثر المؤهلين للرئاسة مع محمد البرادعي وأحمد زويل ؟ موسي: أرحب بذلك وأوافق تماما أن تعقد مناظرة تجمع بيننا ويعرض كل منا خططه وأهدافه للمرحلة المقبلة واستراتيجيات للنهوض بالبلد.