مابين تشاؤم المرحلة وتفاؤل الإرادة يحاول السحرة إدراك ما فاتهم من سوء تخطيط وتقدير للموقف. إن الأحوال في المحروسة ومنذ حراك يونيو وهى من سئ إلى أسوأ ليس بسبب طهارة الإخوان أو نقائهم أو حتى من فرط دعواتهم على من خدعوهم بل الأمر يزداد سوءا لغياب اللحمة الوطنية .أصبح الجميع واقفا في محراب صناعة الأعداء محاربا ذلك العدو المصطنع في خياله بكل أدواته وإمكانياته و خيلائه.نعم تحرك الجميع نحو حرب وهمية سموها مرة دفاعا عن الشرعية وأخرى بمسمى الحرب على الإرهاب .أي شرعية تلك وأي إرهاب ذاك الذي يوصلنا إلى هذا المستنقع وهؤلاء المنتفعين. إن المتصدرين للمشهد أكثرهم من المشخصاتية أو من يوالونهم ،وتراهم منظرين على الفضائيات أي المتصدرين للمشهد يخلطون الأوراق ويلغون التاريخ ولا عجب في ذلك فكثير منهم أمنجية الهوى ومصلحجية المنشأ. تشاؤم المرحلة هو بوجود السحرة والأمنجية والمصلحجية في المشهد. هذا هو تشاؤم المرحلة مندمجا معه مرحلة التيئيس التي يتولاها مسئولوا الوزارات التنفيذية الذين يعبرون عن ذلك صراحة في عدم قدرتهم على حل المشاكل الحياتية اللازمة والضرورية للبسطاء من أبناء المحروسة. المصارحة والمكاشفة ليست دليل نبل أو تفوق بل من يستطيع أن يخدم ويوفر الحياة الكريمة لأبناء هذا الشعب ولا يزيد من معاناتهم هم النبلاء.ليس كل أبناء المحروسة مسيسين ولا يعنى بالنسبة للكثيرين منهم من يحكم أو حتى يتحكم طالما أن اللحم الحار لم يمس .الضغوط الحياتية لأبناء المحروسة ليست هي المحرك الرئيسي والوحيد لهم بل تمييع العقيدة وإظهار الشيطان في صورة الطاهر البرئ هي ما يجاوزهم من مرحلة السكون إلى مرحلة الثورة الحقيقية .القارعة لأبناء المحروسة هي إن يمس اللحم الحار ووقتها سيتولد الطوفان في ثورة عارمة واراها قريبة تلك الثورة التي تعبر وبصدق عن أبناء المحروسة لإزاحة هذا الظلم والطغيان المجتمعي والخروج من مرحلة الجاهلية إلى مرحلة النور والشفافية بعيدا عن نخبة سلطوية أو انضباطيين مصلحجية وقذفا للسحرة مرتادي كل الموائد.. فقط خروج المخلص هو من سيوحد الصف ويحرك الساكن الساكت نعم نحن في انتظار مفجر وزعيم.! وتفاؤل الإرادة هو بوجود الأطهار المطالبين بشمس الحرية الداعمين للمخلص حين ظهوره أو فك أسره. ولذا فان تفاؤل الإرادة هو الرهان الوحيد لإنقاذ الوطن من مغتصبيه .المغتصب هو كل من يغيب الحقيقة عن أبناء المحروسة .هم أولئك الذين يلغون التاريخ ويخلطون الأوراق وينسبون إلى الناس ما ليس فيهم. هؤلاء الذين يميزون بين الدماء الطاهرة البريئة من أبناء المحروسة بلون الأيدلوجية السياسية دون مراعاة لحرمة الدم. غابت الدعوة الحقيقية بالمفهوم الدعوى التكليفى الممنهج وانشغل أبناء الفصيل الواحد في خلافات فرعية فيما بينهم فظهر الطرف الثالث بسبب تلك الخلافات وهذا الطرف هو العدو الحقيقي لهذا الشعب. تصحيح العقيدة يقتضى الفهم الصحيح للنصوص ومن خلال النصوص بفهم الصحابة الكرام وتفسير العلماء الربانيين يتضح من هم الأعداء وما موقفنا منهم.المستفيد الوحيد لتجهيل الناس هو العدو الحقيقي وليس العدو المصطنع الذي صنعناه بأيدينا أو صور لنا. شمس الحرية تسطع فقط على الأحرار من أبناء المحروسة الذين علموا من هم الأعداء وجاهروا بمحاربتهم. بلادي وان ضننت علينا بشمس حريتك فشمس الحرية بين الأحرار في كل مكان. اسلمي ..اسلمي يا بلادي و لك منى السلامة...