لأول مرة ومنذ أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير تتلون ساحة ميدان التحرير بأعلام الأشقاء العرب لتنقل ثورات العرب إلى القاهرة . إن هذه اللفتة العربية القوية تكشف عن إيمان العرب بأن صوت العرب يرتفع أكثر في مصر ولتؤكد أن العرب والمسلمين أمة واحدة .. دينهم واحد .. ولغتهم واحدة.. وكذلك ثورتهم واحدة ..والهدف في كل الثورات هو إسقاط النظام الفاسد ومحاكمة المفسدين.. فالله لا يصلح عمل المفسدين . "الشعب العربي إيد واحدة".. هكذا تعالت الهُتافات الهادرة باللهجة المصرية مُبللةًً بالدموع، ومُتوجة بالأعلام، من مصريين وعرب ذابت بينهم الجنسيات، وتوحدت من قِبلهم الشعارات، في ميدان التحرير، يوم "جمعة إنقاذ الثورة" و" جمعة التطهير والمحاكمة " كما سماها المصريون. وبذلك صار الميدان قلبا نابضا بالعروبة وحضنا لأحلام العرب، وقِبلة للتعبير عن تطلعاتهم للتخلص من الحكم الاستبدادي.. إنها صورة مشرقة، فهؤلاء مواطنون غير مسيسين, يجمعهم انتماؤهم إلى مجتمعات منكوبة، وحلم مشترك بإخراجها من حاضرها الأليم" لقد صلى الآلاف خلف الشيخ جبريل وأمنوا خلفه في دعاء القنوت ، وارتفعت حناجرهم بالتأمين خلف دعائه "اللهم خلص أمتنا من الحكام الظالمين، واحقن دماء العرب والمسلمين، وانصر الثوار والمجاهدين، ووحد كلمتهم، وارفع رايتهم، وسدد رميتهم، وانصرهم.. اللهم بأسك الذي لا يُرد عن المجرم.. واحفظ ثورة العرب .. وانصر الثوار في مصر وليبيا واليمن ". في قلب الميدان، وعلى أطرافه، تجمع مئات الآلاف من المصريين والعرب حيث تحلق أفراد كل جالية مع نظرائهم المصريين، رافعين أياديهم متماسكة، مرددين بعيون دامعة "ارفع راسك فوق انت عربي". وفي التحرير أيضا وقف شباب مصريون وفلسطينيون يرفعون أعلام البلدين، ويهتفون "الشعب يريد تحرير فلسطين". وقد انتشر العلم الفلسطيني في الميدان بصورة ملحوظة لاسيما والاعتداءات مستمرة الآن على غزة، معلنين عن انتفاضة فلسطينية ثالثة في 15 مايو / أيار المقبل . إن الأشقاء العرب الذين وفدوا إلى ميدان الحرية يؤكدون أن مصر قلب العروبة النابض، وميدان التحرير مقصد الأحرار، ومن خلاله يحاولون نقل قضيتهم للعالم . اتفق في ذلك أبناء سوريا وليبيا وكذلك أبناء اليمن والعراق . حيث كانت الهتافات تتحدث عن "خطورة عناصر مدسوسة تحاول إفساد الثورة اليمنية". وعن "الشعب العراقي يريد طرد الاحتلال". وقد أكد ذلك ممثل الجالية العراقية بقوله : "نحن الآن في مصر مرآة للشعب العراقي الثائر، وقد أبت ثورة التغيير بميدان التحرير إلا أن تحط في ساحة التحرير وميدان الأمة من العراق، ليخرج العراقيون ليقولوا: الشعب يريد التحرير". وليؤكد أيضا أن " الشعب العراقي لن يسكت، وأنه سيظل يقاوم ظلم الاحتلال وفساد الحكومات". لقد أكدت الثورات العربية التي يتجمع رموزها حاليا في ميدان التحرير أن سياسة التفريق بين العرب لم تعد تجدي .. فالعربي المسلم فهم أن مصيره واحد .. وأنه يجب أن يحيا حياة الحرية والرخاء.. ولكن تبين أن الحكام الظالمين ما كانوا إلا عملاء للصهاينة.. وأنهم قد سلطوا على ثروات البلاد.. ونهب خيراتها ..وتركوا الشعوب تعاني الفقر والفاقة سنين عددا .. ولكن الله أتاهم من حيث لم يحتسبوا . المنشاوي الورداني