الأستاذة أميمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا من أشد المعجبين والمتابعين لبابك الرائع من خلال عملي، ويعلم الله مدي حبي لك جدا، ودائماً أدعو الله أن يكافئك خيرا عن الإصلاح بين الناس..وترددت كثيرا قبل أن أرسل لك قصتي، فأنا بحاجة شديدة لكي أفضفض لقلب مثل قلبك، وقصتي عجيبة وقاسية.. أنا أخصائية اجتماعية بإحدى المدارس25سنة، نشأت في أسرة محترمة لأب ميسور وأم طيبة وملتزمة جداً، وأنا الأخت الكبيرة لبنتين وولد، أبي كان تاجر سيارات، علمني ورباني طوال حياته ولم يحرمنا من شىء، وككثير من الرجال الذين رزقهم الله بالبنات وكان يتمنى الولد، ولأن حَمل أمي كان صعباً، فالفارق بينى وبين أختي الأصغر مباشرة 7سنوات، وقبل كل حمل لأمي كانت تخضع لكثير من العلاج والمتابعات الطبية، لدرجة أنها خضعت لعملية حقن مجهري لتنجب بعدها توأم ولد وبنت..ولقد كلفنا إنجاب هذان الطفلان، كثيرا جدا من الأموال، بالإضافة إلي عملية الحقن المجهري أصلاً، لأنه كان باهظ الثمن وقتها، في وقت بدأ أبي يمرض ويخسر كثيرا في عمله، واشتد مرض السكر علي أبى بعد حرق 4 سيارات له كان يتاجر فيها وهم رأس ماله تقريبا، في حادث حريق هائل وشهير منذ عدة أعوام، مما أثر علي عينيه وبشكل كبير، إلي أن فقد بصره، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وازدادت صحته سوء وتدهور بعد أن سقط من أعلي السلم بسبب أنه لا يري، وأصيبت قدمه إصابة بالغة ومع مرض السكر أمر الأطباء ببتر قدمه، ورغم أنه كان محتسبا راضيا بقضاء الله إلا أن حالته النفسية ساءت جدا، إلي أن توفي إلي رحمة الله حزنا على حاله بعد قوة واقتدار مادي كبير، مع حزنه علي طفلته (التوأم) التي ولدت بثقب في القلب.. وخلال كل تلك الفترة تبدل حالنا بشكل جذري من الغني إلي الفقر والحاجة، لدرجة أن أمي باعت كل ما نملك حتي أساس المنزل، وحاولت أمي في الفترة التى فقد أبي بصره فيها أن تقف بجانبه ليقف علي قدمه مرة أخري فاستدان ليشتري سيارة يشغلها ليصرف علينا، فنحن كنا نمتلك ورشة ميكانيكا صغيرة، اضطررنا لبيعها أيضا لنتمكن من علاج أبي رحمه الله ولكن كأي شيء جميل في الحياة لا يدوم.. الأكثر كارثية بالنسبة لنا جميعاً والطامة الكبرى، أن أمي ضمنت أبي عندما اشتري السيارة ليشغلها، بعدما رفض عمي وعمتي أن يضمنوه أو حتى يقفا بجانبنا في أي شيء، ومع تردي حالنا وبعد وفاة أبي، ولأن أمي يتيمة وليس لها إخوة وليس لها إلا أقارب من بعيد في بلدها، لذلك لم نجد من ينجدنا من محنتنا بعد توسلنا كثيرا لصاحب المال الذي أصر علي تقديم الشيكات للنيابة التي علي أثر القضية، حكم علي أمي بالحبس خمس سنوات فقط في مبلغ 25 ألف جنيها، في حين أن مبلغا مثله كان صغيرا بالنسبة لنا يوما ما.. أنا الآن مخطوبة لرجل يكبرني في السن كثيراً، وظروفه المادية ميسورة نوعا ما، ووافقت عليه لأنه يعلم بظروفنا، ووعدني أنه سوف يقوم بدفع مبلغ الشيكات حتى تخرج أمي من الحبس فهي الآن محبوسة منذ 6 أشهر وأنا هتجنن حتى أخرجها فهي لم تُجرم وعاشت طوال عمرها معززة مكرمة، ولكن أ/أميمة أنا لا أطيق خطيبي وهو أيضا يماطل في دفع المبلغ، والأسوأ أنه يعامل إخوتي الصغار بإسلوب سيء وهم الآن مسئولون مني ولا أعرف كيف أتصرف؟ ضااااقت الدنيا بوجهي، وسؤالي.. هل أصبر عليه ربما يدفع المبلغ؟ أم أتركه ؟ أنا بين نارين ولا أستطيع أتخاذ قرار، فماذا أفعل؟ ومعذرة علي الإطالة، فأنا اختصرت كثير جدا من الأحداث. (الرد) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، لا أدري لماذا تملكتني نوبة من البكاء حين قرائتى لتلك الرسالة وقبل التواصل مع صاحبتها ؟! رغم ما يصلني من رسائل عديدة تحتوي علي قصص واقعية ربما يعجز العقل البشري عن تصديقها! ولكن دعينا نخرج معا من هول الصدمة حتى نفكر سويا وبشكل عملي لاجتياز تلك الأزمة، علي الأقل نجتازها بأقل خسائر، ولتكوني علي يقين غاليتي بأن ما مر بكم من ابتلاءات كبيرة لهو محمل برحمة أكبر بكثير من عند الله عز وجل فكما قال: "فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا".. ولقد اختارك المولي لأن تتحملين مسئولية ليست بالهينة، ولكنني أستشعر أنك قدر تلك المسئولية، وأنك سوف تنجحين حبيبتي في ذلك الاختبار الصعب.. ونبدأ بخطيبك أولاً: الذي يحاول أن يصطاد في الماء العكر، ويستغل حاجتكم إليه، والذي أنصحك بألا تتزوجينه ولا تكملين خطوبتك معه، فهو كما ذكرتِ يماطل في دفع المبلغ، بل أعتقد أنه ليس في صالحه أصلا خروج أمك من محبسها لأسباب كثيرة أفضل عدم ذكرها هنا، فحتى لو كانت لديه النية بالفعل في سداد الدين، فكيف ستعيشين معه فيما بعد وأنت لا تطيقينه؟ فضلا عن معاملته السيئة لإخوتك الصغار وخاصة أختك المريضة؟! فموضوع الخطبة من الأساس أمراً خاطئاً وأنصحك بفسخها فورا دون تردد.. أما بالنسبة لخروج والدتك البريئة، فحسبنا الله ونعم الوكيل في التاجر الذي قدم الشيكات للنيابة ولم يصبر عليكم وهو يعلم تماما أنه سيؤذيكم بدون تمكنه من الحصول علي أمواله، لأن المتعارف عليه أن "الضامن غارم"، وأن المبلغ رغم أنه كبير إلا أنه كتاجر لن يؤثر بالشكل الضخم علي تجارته، عموما فإن مجتمعنا أصبح يعج للأسف بأمثاله كثيراً، والله وحده هو أرحم وألطف بعباده من أنفسهم ! وبالفعل فإن دوام الحال من المحال ولكن يكفي أنني عندما تواصلت معكِ حبيبتي، رأيت أنني أمام مثالا يحذي به من العزة والأخلاق متمثلة فيكِ أنت وإخوتك، اختار الله تعالي أن يبتليهم جميعا هم وأباهم وأمهم لحكمة يعلمها وحده عز وجل وهو وحده القادر علي العون لاجتيازها، وعليك غاليتي أن تجهزين جميع الأوراق التي تثبت أحوالكم، لتقديمها لإحدي الجمعيات الخيرية الكبيرة لعلها تستطيع المساهمة في سد دينكم وللإفراج عن والدتك لترعاكم جميعاً، وسوف أحاول قدر استطاعتي مساعدتك في البحث والاتصال بهذه الجمعيات، لعله يفلح مسعانا في إنقاذ والدتك، كما أناشد جميع قرائي الكرام من مصر وخارج مصر في المساعدة قدر الإمكان لتفريج كرب تلك الأسرة، ورحمة عزيز قوم ذل. .............................................................. تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التي عرضت بالموقع الإلكتروني.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية كل اثنين صفحة "إفتح قلبك" فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل.
*تنويه هام: نظراً للضغط الكبير على خدمة الاتصال الهاتفي المباشر بالأستاذة/ أميمة مما أدى لعطلاً فنياً بالخط الساخن.. فتعتذر إدارة جريدة المصريون للقراء الكرام عن ذلك العطل...فلقد تم إيقاف الخط مؤقتاً ولمدة قصيرة لحين تغيير الرقم قريباً بإذن الله.
*وللتواصل.. وإرسال مشكلتك إلى الأستاذة/ أميمة السيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ...............................................................................
تنويه للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائي الكرام من صفحتي يوم الاثنين من كل أسبوع ,من جريدة المصريون الورقية ,لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة,ليشارك معي بكلمات هادفة, فليتفضل ويتصل بى ثم يرسلها لى عبر الإيميل المخصص للباب, مرفقة باسمه وصورته الشخصية , لنشرها في صفحة باب "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معي.