فرح الديك بصغيره,صُنع أمام عينه,به تاه منذ نقره البيضة, رقص قلبه و هو يرى فرخته تربي الصغير على لقط الحب,و بناء العش,حلم باليوم الذي يصحبه فيه للآذان و إيقاظ حيوانات غابتنا أو غابتهم,لا فرق..علمه أحكام الصياح العذب,أوصاه بمد الصوت و الخشوع,و نسي أن يعلمه حكاية الديك مع الثعلب الذي لا دين له . شب الديك الصغير نشيطا مرحا عفيا ,قفز حتى كاد يطير. و كان بالجوار قرد مسنٌ حقود حسود,عاش أزمان ملوك الغابة الغابرين,حتى صار "هيكلا",و اعتبرته الحيوانات مؤرخها,و راح القرد يربي قرودا ,امتلئت بهم الغابة ضجيجا,و لم يرُعهم غير صوت صياح الديك,فتربصوا به كل ساعة فجر,ليقتلوه أو يثبتوه.فلّم الديك نفسه,و رتب سرا عُشّه,و أحاط بصغيره خائفا عليه,فكان كل فجر يصيح في سره,و يؤذن همهمة.و مرت الأيام ثقيلة,حتى كانت ليلة باردة ,و غص الديك في سنة من النوم,و اقترب الفجر,و الشر ينسج خيوط الليل ذي السدف . فهب الصغير ..الديك الصغير,و بفطرة فطره الله عليها,حبا خارجا من عشه,و وقف على هضبة مربعة,و بملأ فِيِه ,و مَدَى منقاره,شد قوس حباله الصوتية,و صدح بما هو مأمور به,و أذن للرحمن ,فضجت الغابة و عادتها النوم ,و ضاق سكانها و ديدنهم العيش كالعبيد,و راحت القردة تغري الأسد بالصغير,فأطلق ثعالبه,فانطلقت و حامت حول ديك لم يبلغ الحلم ,لكن قلبه حديد,و عزمه صخر ,و صوته مزمار أغنّ,و في ساعة زمن ,قتلت الثعالب الديك,و أمر القرد العجوز صبيانه ,بأن يثيروها حربا على بني الديكة,و كيف أن الديك الكبير لم يمنع صغيره من الخروج,فكان سببا لهلاكه,و أن قاتله هو من أخرجه,لا الأسد و لا ثعالبه الجبابرة. فبكى الديك و صاح و نظر للسماء,و أذن للرحمن في مكتوب مكتومٍ مظلوم,فانفتحت السماء و استرعى حراسها السمع,فغنى الديك: "إلهى: لا أشكو إليك قاتل صغيري,إنما يا مولاي أشكو إليك من قَلَبَ الحقيقة ,و زور الصورة,و فرح بما اقترفه الفاسدون ,و شد على أياديهم..اللهم إني طير مهيض الجناح,مكسور القلب,فانتصر و انتصر و انتصر يا رب.." و بقية الحكاية أن ليل الثعالب قصير,و الفجر ملكٌ خالص و حصري للديكة. و الله يعلم ما بالقلب من ألمِ/على فراق "ديك"قد حل بالحرمِ مولاي صل و سلم دائما ابدا /على حبيبك خير الخلق كلهمِ
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. twitter.com/mmowafi