فى الثالث من شهر ديسمبر القادم ينتهى الموعد القانونى المحدد لأعمال لجنة الخمسين لتعديل الدستور الجديد لمصر والذى سيتحدد بناء عليه مستقبل مصر خلال السنوات القادمة . ولأننا يجب أن نتعلم من دروس الماضى فى مثل هذه الأمور أقول لك كمواطن قبل أن أكون صحفياً لا ينتمى لأى فصيل سياسى فى مصر : لا تدع أحد يفكر بالنيابة عنك ..لا تقرأ ما ينشر على المواقع وفى الصحف عن مواد الدستور الجديد ..إدخل بنفسك من اليوم على الموقع الرسمى للجنة الخمسين وقم بنفسك بتقييم المواد التى تناقش وحتى يتم الإنتهاء من صياغة مواد الدستور الجديد ..إقرأ وإحكم بنفسك حتى يكون قرارك من رأسك و سواء كنت مؤيداً أو معارضاً لمواد الدستور الجديد فهذا حقك ولا ينازعك فيه أحد وإعلم جيداً أن معظم المؤيدين والمعارضين لهم حسابات وتوجهات شخصية فكن أنت سيد قرارك . لا تستمع لما قاله أو سيقوله المؤيدون لثورة 30 يونيو وهم من أنصار النظام والحكومة الحالية إن الدستور الجديد سيكون أعظم الدساتير فى تاريخ مصر وأنه سوف ينقلها إلى مصاف الدول الديمقراطية أو أنه سيمنح المواطنين حقوقهم كاملة ولن يفرض قوانين أو إجراءات إستثنائية ضدهم وأنه سيكون الطريق الأمثل لتحقيق أحلام المصريين فى الرفاهية والتنمية الشاملة والإستقرار الأمنى والسياسى . وفى المقابل لا تستمع لأصوات المعارضين لثورة 30 يونيو والذين قالوا أو سيقولون أن الدستور الجديد سيعيد العسكر لحكم مصر وبالتالى إعادة (عسكرة ) معظم المناصب الهامة فى الدولة ..وأن الدستور الجديد سيتضمن مواد تخالف الشريعة الإسلامية كما سيتضمن مواداً من شأنها كبت حريات المواطنين وسلبهم حقوقهم المشروعة فى التظاهر والإعتصام والإضراب وغيرها . فكما قلت لك أن هؤلاء وهؤلاء ليسوا أوصياء عليك فلا تمنحهم الفرصة للتفكير بدلاً منك , وحاول أن تقرأ مواد ونصوص الدستور الجديد كما سيتم نشرها على الموقع الرسمى للجنة الخمسين عقب الإنتهاء من صياغة ومراجعة جميع المواد والتى ستتجاوز ال 200 مادة منها 20 مادة مستحدثة لم تكن موجودة فى أية دساتير سابقة , وبعدها إقرأ المواد مادة مادة و فكر فيها بتأن أكثر من مرة حتى تستطيع إتخاذ القرار السليم ..وفى نهاية الأمر وسواء كنت مؤيداً أو معارضاً يجب عليك النزول للمشاركة فى الإستفتاء على الدستور الجديد خلال النصف الثانى من ديسمبر القادم ..وعليك أن تحكم ضميرك بعيداً عن أى إنتماءات سياسية أو حزبية ..وقم بشكل راق ومتحضر بتسجيل رأيك فى ورقة الإستفتاء وفقا لما يراه ضميرك وإعتقادك بأنه سيكون فى مصلحة البلد فى الحاضر والمستقبل . وفى هذا السياق أنصحك - وأنصح نفسى قبلك - بعدم تصديق ما ينشر من أراء وإنطباعات حول مواد الدستور الجديد على مواقع التواصل الإجتماعى وأبرزها الفيس بوك وتويتر ..وإذا تصادف وقرأت أى رأى سواء مؤيد أو معارض فلا تعلن إنحيازك له على الفور ولكن إقرأه (من باب العلم بالشيىء ) ولا تجعله يسيطر على قرارك النهائى سواء بالموافقة أو رفض الدستور الجديد . وفى النهاية أقول : دعونا لا نكرر أخطاء الماضى عند التصويت على الدستور أو التعديلات أو الإعلانات الدستوية التى شهدتها عهود مبارك والمجلس العسكرى والإخوان ..وإنتبهوا جيداً لما تبثه الحملات المؤيدة والمعارضة حول الدستور لأن بعضها يقوم ببث السم فى العسل – كما يقولون – لتحقيق أهداف سياسية رخيصة قد يكون ثمنها مزيد من الإنهيار والخراب والفتن فى مصر .