أدانت قوى المعارضة والحركات المطالبة بالتغيير ومنظمات حقوقية التفجيرات التي وقعت مساء الاثنين في مدينة دهب مما أدى إلى مقتل 23 شخصا وإصابة 57 آخرين ، وحملت القصور الأمني مسئولية الحادث واتهمت أجهزة الأمن بالتفرغ لملاحقة الناشطين السياسيين داخل العاصمة على حساب تأمين الحدود الشرقية للبلاد. وحذرت قوى المعارضة الحكومة من استغلال الحادث كذريعة لتمديد العمل بقانون الطوارئ بحجة أن الوقت غير مناسب لإنهاء العمل به. ونددت جماعة الإخوان المسلمين بالتفجيرات ، مؤكدة أنها تتناقض تماما مع مبادئ الدين الإسلامي وقيمه كما تتناقض مع كافة القيم والأعراف الدولية والإنسانية ، كما أنها تصب بالمقام الأول في صالح أعداء وخصوم الوطن. وأرجع الدكتور محمد السيد حبيب النائب الأول للمرشد العام للجماعة ما يحدث من أعمال العنف إلى عدم وجود رغبة جادة لدي النظام في الإصلاح السياسي الشامل وإصراره على مد العمل بقانون الطوارئ وعدم إطلاق الحريات العامة فضلا عن موقفه المتعسف من القضاة وكافة القوى السياسية الوطنية المطالبة بالإصلاح ، وما يحدث من اعتقالات ومصادرة أموال وتعذيب في السجون ، الأمر الذي أوجد حالة من الاحتقان الشديد وأغلق باب الأمل في أي إصلاح في ظل وجود هذا النظام القمعي . ولا يستبعد حبيب تورط جهاز الموساد في مثل هذه الأعمال خاصة وأن هناك تحذيرات من الإدارة الصهيونية سبقت هذه التفجيرات إلى الإسرائيليين بمغادرة المنطقة فضلا عن تزامن هذه التفجيرات مع الاحتفال بعيد تحرير سيناء ، وكأن الصهاينة يوصلون رسالة سياسية إلى شعب مصر بأن سيناء غير أمنة وغير مستقرة في عيد تحريرها . وأوضح حبيب أن لجوء النظام إلى السياسات الأمنية في التعامل مع القضايا السياسية يحمله مسئولية الفشل في التصدي لمثل هذه الأعمال. في سياق متصل ، ندد حزب الوسط الجديد "تحت التأسيس" بالتفجيرات ، وعبر الحزب ، في بيان حصلت "المصريون " على نسخة منه ، عن إدانته لهذه الجريمة الشنعاء، مشددا على ضرورة مواجهة مثل هذه الأفعال الإجرامية التي تصيب الأبرياء بالضرر "مصريين وأجانب" وتصيب المواطن العادي بالأذى من جراء إشاعة عدم الاستقرار مما يضر بالاقتصاد والسياحة معا. وطالبت البيان السلطات المعنية سرعة إجراء التحقيق لمعرفة الجناة المعتدون ومن ورائهم لتقديمهم للعدالة ، كما طالب الحزب بسرعة الاستجابة لمطالب التحول والتغيير الديمقراطي الحقيقي كوسيلة وحيدة لمواجهة كل أشكال عدم الاستقرار من اعتداءات إرهابية أو احتقان طائفي وغيره . من جانبها ، أكدت الحركة المصرية من اجل التغيير"كفاية" أن الحادث الذي شهدته منطقة دهب والذي يأتي في توقيت احتفال المصريين بأعياد الربيع وتحرير سيناء إنما يستهدف محو تواريخ الانتصار على الكيان الصهيوني من ذاكرة المصريين واستبدالها بتواريخ الخراب والقتل والدمار. واتهمت الحركة الأجهزة الأمنية واتهمتها بالتقصير في تأمين الأماكن الحيوية والسياحية وتفرغها لملاحقة الناشطين السياسيين والراغبين وقيامها بقمع المتظاهرين السلميين واعتقالهم ، مشيرة إلى الأحداث التي وقعت مؤخرا أمام نادى القضاة والتي قامت خلالها أجهزة الأمن باعتقال عدد من الناشطين الذين اعتصموا تضامنا مع القضاة. وأدان مركز سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز التفجيرات ، واعتبره جرس إنذار للأجهزة الأمنية التي أهملت تأمين الحدود الشرقية للبلاد والمتاخمة للحدود مع الكيان الصهيوني مما أدى إلى سهولة اختراقه امنيا وإلحاق الضرر بالمنشآت التجارية والسياحية ، مشيرا بأصابع الاتهام إلى الجانب الاسرائيلى الذي لم يستبعد المركز ضلوعه في الحادث وغيره من الحوادث التي شهدتها شبه جزيرة سيناء. وأعرب مركز حوار للتنمية والإعلام عن قلقه من اتخاذ الحادث كذريعة أمام الحكومة لتمديد العمل بقانون الطوارئ وقال إن العمل بقانون الطوارئ على مدار ربع قرن الماضية لم ينجح في تأمين البلاد من الأعمال الإرهابية وطالب بضرورة إنهاء العمل بالقانون.