حذرت صحف غربية من الدلالات الخطيرة التي يحملها الهجوم الذي استهدف موكب اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية صباح اليوم، والذي قد يفتح الباب أمام عودة الصراع المسلح بين الإسلاميين والدولة. واعتبرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية أن الهجوم على موكب وزير الداخلية، الخميس، مؤشر خطير كونها المرة الأولى التي يتم فيها استهداف مسؤول رفيع في الحكومة. وأضافت أن محاولة اغتيال وزير الداخلية تشير إلى وصول الانفلات الأمني المتصاعد في شبه جزيرة سيناء إلى قلب العاصمة المصرية. فيما وصفت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية استهداف وزير الداخلية ب"التصعيد الأخطر" في سلسلة الهجمات على قوات الأمن في أعقاب الانقلاب الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي. ووصف وزير الداخلية، بأنه "يعد رمزًا هامًا في حملة القمع العنيفة ضد مؤيدي الرئيس المعزول". بدورها، لفتت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن المحللين السياسيين لطالما حذروا من أن الحملة الشرسة على الإسلاميين قد تدفع الجماعات الأكثر تشدداً وسط مؤيدي مرسي إلى العصيان المسلح. وأشارت إلى أنه على الرغم من أن جماعة الإخوان المسلمين أعلنت رسميًا نبذها للعنف منذ أكثر من 30 عاماً، إلا أن قادة الجماعة أعلنوا من قبل أنهم فقدوا السيطرة بشكل كبير على المظاهرات المناهضة للانقلاب العسكري واسعة النطاق. أما صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية فقالت إن الهجوم يأتي بعد أن بدأ الشوارع المصرية تستعيد هدوءها في أعقاب أسابيع دامية نتيجة المواجهات العنيفة بين المتظاهرين المؤيدين لمرسي وقوات الأمن. وأوضحت أن غالبية هذه المظاهرات كانت تنادي بإقالة وزير الداخلية ردًا على القمع العنيف للمتظاهرين السلميين من قبل قوات الأمن. ومليشيات مسلحة مثل تلك الذي شهدته البلاد في التسعينيات وبدايات القرن الحادي والعشرين والذي راح ضحيته المئات من المصريين والسياح الأجانب. وأعربت عن قلقها من اتجاه بعض المعارضين إلى استخدام العنف في مواجهة الحكومة الجديدة التي تستمر في استخدام أساليب أمنية شرسة لقمع الأصوات المعارضة.