تلك زاوية على حلبة الصراع السياسي يرغب تيار الإسلام السياسي دفعنا ناحيتها طوال الوقت لنكون في موقف المدافع دائما الذي يحاول ان ينفي تهمة العداوة لدينه و لكي يتمكن هذا التيار من السطو على عقول البسطاء في القرى والأقاليم تحت ستار الدفاع عن الإسلام و تطبيق شرع الله و يمنح نفسه مبررا للعنف الذي يمارسه في الشارع ، لقد تبدد تعاطف العامة مع هذا التيار خلال العام الماضي بعد ان انكشفت عورته الفكرية وتبين للجميع مدى ضحالته وضعف أداؤه وحجم العشوائية التي يتحلى بها في إدارته للدولة ، ناهيك عن علامات استفهام عديدة حول علاقاته بدول وجماعات خارجية بما يتعارض مع الأمن القومي والمصالح العليا للبلاد ، ومن ثم فإن رفضي كمواطن لعودة مرسي للحكم لا يعني أنني عدو لديني او انني اكره تطبيق الشريعة او انني علماني او كافر ، فذلك خلط مريض بين المواقف السياسية والمشاعر الدينية وإنما يعني ببساطة انني غير راض عن ضعف كفاءته و تواضع مستوى أداء نظامه ، إن محاولة تصوير الأمر على انه محاربة للإسلام و تجاهل قائمة الإخفاقات والفشل الذي لحق بالدولة المصرية خلال عام واحد إنما هى بضاعة رخيصة لفظها الشعب المصري يوم 30/6 ، كذلك فإن الإصرار على القراءة الخاطئة للمشهد وتصوير الأمر على انه مجرد انقلاب عسكري غير شرعي سوف تؤدي لمزيد من الخسائر لهذا التيار الذي يبدو وكأنه فقد صوابه ، فكيف يمكن التعامي عن الحشود التي خرجت في جميع محافظات مصر ورصدتها الأقمار الصناعية العالمية ، فلم تعد الأغلبية معكم لأن الشعب المصري متدين بطبيعته ويرفض وصاية دينية فوقية على عقيدته ناهيك عن فرض سلوك ديني بعينه عليه ، مصر عصية على القولبة يجب ان يفهم العائذون بإشارة رابعة ذلك وألا يسمحوا لأنفسهم ان يكونوا مجرد وقود في معركة خسائرها تصب فوق رؤوسهم و مكاسبها تصب في جيوب وارصدة رجال المنصة هناك ، فتخير لقدمك موضعا ولا تناصر في الباطل و اجعل بوصلتك صالح الوطن فحيثما كانت المصلحة فثم شرع الله . أيمن عمر نجم البدرشين الجيزة