من يتفحص الخريطة التفاعلية للقوي وتيارات الاسلام السياسي, خاصة في تعاطيها مع الاستعدادت الشعبية للتظاهر ضد النظام, سوف يكتشف سقوطا مروعا لهذه القوي, وانهيارا فاضحا لما كانت تروج له طوال السنوات الماضية, من افكار, ومراجعات, ومبادئ, وسياسات, إذ يستطيع المراقب للمواقف وردود الافعال ان يرصد سقوطا مروعا للاقنعة, التي كانت تتخفي وراءها هذه التيارات التي اتخذت من الاسلام سبيلا للوصول الي غاياتها, ومن الدين ستارا لتحقيق اهدافها, انظر مثلا علي المسرح ستجد الجماعة الاسلامية, وهي تقوم بدور المقاول المخلص لصالح جماعة الاخوان رغم الصراعات التاريخية بينهما, والخلافات العميقة حتي في قضايا دينية, ورغم حالة التهميش التي فرضها الاخوان للتيارات الاسلامية الاخري, وفي مقدمتها الجماعة الاسلامية الا ان قادة الجماعة قبلوا هذا الدور الذي يعيدهم الي تاريخ من الدماء والقتل, وينسف المراجعات التي اصدروها واكدوا فيها نبذهم العنف, فرأيناهم وسمعناهم يهددون, ويتوعدون, ويرهبون من يعتزمون التظاهر في30 يونيو. بينما تقف في الجانب الآخر من المسرح الجماعة السلفية, مرتبكة, بلا خريطة, ولا رؤية, ولا موقف..و رغم انها علي خلاف واضح مع الاخوان, فهي تارة يقول قادتها لو خرجت الملايين ضد الرئيس سوف نطالبه بالاستقالة, وتارة اخري يدعون الاسلاميين للاحتشاد نصرة للرئيس ويقولون ان سقوطه يعني ان الاسلاميين لن يصلوا للسلطة مرة اخري, هكذا قال الدكتور عماد عبد الغفور, أمس, وكأن من يسميهم بالاسلاميين سلالة بشرية مميزة عن المصريين ولا بد ان تحكم مصر, رغم ان لغة الارقام تؤكد انهم أقلية في المجتمع. ثم ان تضارب آراء ومواقف السلفية يضعها ايضا في موقف ضعف إذ انها أيام الرئيس المخلوع كانت ترفض الخروج علي الحاكم, ثم تراجعت عن موقفها, ثم عادت ثانية لتحرمه, علاوة علي ان بعض فصائل السلفية تحرم الانتخابات من الاصل. تبقي جماعة الاخوان التي تتقمص دور البطولة علي المسرح عاجزة فاشلة في اداء دورها, لا تملك مشروعا, ولا فكرا, ولا رؤية, واضطرت تحت الضغط الشعبي ان تفتح الباب لجماعات متورطة في العنف ليتصدروا المشهد في محاولة يائسة لمنع الشعب من النزول. اما المشروع الاسلامي الذي وعد به كل هؤلاء, فهو مشروع وهمي لا أساس له, فالازمات تفاقمت, والمشكلات تضاعفت, والاعباء زادت. وخلاصة القول: اننا أمام مسرحية عبثية ابطالها من ورق وهم من الضحالة, والضآلة ان يحكموا مصر. [email protected] رابط دائم :