اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بمحاولة التأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، معتبرًا أن ما قامت به المؤسسة الإعلامية يمثل "فضيحة إعلامية تهدد نزاهة الديمقراطية". جاءت تصريحاته بعد إعلان المدير العام للهيئة، تيم ديفي، استقالته من منصبه عقب جدل واسع حول تلاعب مزعوم بخطاب سابق لترامب. وكتب ترامب عبر منصته "تروث سوشيال" أن "شخصيات رئيسية في بي بي سي، بما في ذلك المدير العام تيم ديفي، تم طردهم أو تغيير مواقعهم بعد أن تم ضبطهم متلبسين بتزوير خطابي الجيد جدًا (المثالي!) بشأن أحداث 6 يناير"، في إشارة إلى الهجوم على مبنى الكابيتول عام 2021. وأضاف الرئيس الأمريكي: "أشكر صحيفة التلغراف على كشف هؤلاء الصحفيين الفاسدين الذين حاولوا التأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة". وأشار ترامب إلى أن ما حدث يعد أمرًا "صادمًا"، خاصة لأن "بي بي سي تنتمي إلى دولة تُعد من أقرب حلفاء الولاياتالمتحدة"، معتبرًا أن مثل هذه الممارسات تمثل تهديدًا مباشرًا لقيم الشفافية والديمقراطية. وكانت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية قد نشرت تقريرًا في 3 نوفمبر الجاري كشف أن برنامج "بانوراما" الذي بثته "بي بي سي" في أكتوبر 2023، تلاعب في مضمون خطاب ترامب ليبدو وكأنه يشجع على اقتحام مبنى الكابيتول، بينما كان في الواقع يدعو إلى "التعبير السلمي عن المواقف السياسية". وعلى خلفية الجدل، أعلن تيم ديفي استقالته من إدارة المؤسسة، كما قدمت ديبورا تيرنيس، رئيسة قسم الأخبار في "بي بي سي"، استقالتها أيضًا. وجاء ذلك وسط ضغوط سياسية وإعلامية متزايدة وانتقادات حادة تتهم القناة بتضليل الرأي العام. من جانبها، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن الإدارة الأمريكية كانت قد حذرت في وقت سابق من "نشر معلومات مضللة من قبل وسائل إعلام أجنبية قد تؤثر على استقرار الديمقراطية الأمريكية". يُذكر أن أحداث 6 يناير 2021 شهدت اقتحام أنصار ترامب لمبنى الكابيتول لمنع المصادقة على نتائج الانتخابات التي فاز بها الديمقراطي جو بايدن، وأسفرت تلك الأحداث عن سقوط قتلى وجرحى. وقد عاد ترامب إلى البيت الأبيض بعد فوزه في انتخابات 2024، وتولى مهامه رسميًا في 20 يناير 2025، وسط انقسام سياسي حاد في البلاد.