أيها المصريون جميعًا.. إن العالم اليوم ينظر إليكم ويتابع خطاكم وخطتكم يومًا بيوم ولحظة بلحظة وثانية بثانية.. ينظر ماذا تفعلون بوطنكم، وينتظر منكم أن تقفوا للحظة التي أنتم فيها بعين بصيرة لا بعين الأنانية والحزبية والطائفية.. إنكم اليوم على شفا حرب أهلية تدمر الأخضر واليابس.. تدمر وطنكم.. تدمر دينكم.. تدمر مستقبلكم.. تدمر وحدتكم.. تدمر مستقبل أبنائكم. أيها المصري الأبي إن هذه اللحظة الحاسمة في تاريخك هي لحظتك، فيها كلمتك وصوتك وحكمتك..عليك فيها موقف.. ولك فيها كلمة.. لأنها تخص وطنك..وطن يسكنك قبل أن تسكنه.. إنها وقفتك تقول فيها موقفك وتحمي فيها بلدك من أيادي التخريب والتدمير والحرب الأهلية.. أيها المصري البسيط إن لك في فتنة الجزائر عبرة وموعظة، علها تنفعك فتجنب بلدك الفتنة والتقاتل الداخلي.. تجنب وطنك أنهار الدم والدموع.. تجنب بلدك الأيتام والأرامل والبؤس الذي قد يمتد عبر السنين. يا ابن النيل إنها اللحظة الفارقة في تاريخك لتمنع تجار الدم وزراع الفوضى من العبث بمستقبلك.. فلا تتركهم يعبثون بأحلامك وآمالك وكن صمام أمان وركيزة سلم في وجه العابثين بطمأنينتك وسكينتك.. كن كما علمتك ثورة ال25 المجيدة باسلاً واقفًا سدًا منيعًا في وجه كل معاول الهدم والتحطيم.. لا تترك للمتآمرين على بلدك فرصة لتنفيذ مخططهم.. لا تستسلم فأنت السيد والحكم الذي يكشف بعبقريته نتانة كل مؤامرة وخبث كل نصيحة رخيصة قد تتسلل إليك في ثوب جميل. أيتها النخبة السياسية المتعلمة والمثقفة.. إن بلدكم في خطر محدق ومؤامرة كبرى، وهو بين أيديكم إن شئتم أن ترفعوا عنه هذا الكابوس المؤرق وتحموا حاضر بلدكم ومستقبله.. سيسجل التاريخ موقفكم بنصاعة إن غلبتم مصلحة شعبكم عن الأنانيات الأيديولوجية والحزبية واتجهتم إلى كلمة سواء، تخدم الوطن وتعصمه من انزلاقات الفوضى والهلاك.. كلمة التوافق والحوار وخدمة الصالح العام.. إن العالم الحر وأحبابكم في العالم العربي يتوقون إلى قفزتكم الذكية وعبقريتكم النادرة في تغليب مصلحة بلدكم وشعبكم.. والعبور نحو المستقبل.. بحكمتكم ونضجكم وتعاونكم على خدمة بلدكم الذي لن تجدوا عنه بديلاً من بقية الأوطان. اطردوا شيطان الخلاف والقطيعة وتمسكوا بحبل الوفاق والتعاون وارفعوا أيديكم إلى الله، واطلبوا منه العون والمدد الروحي والمعنوي، لتنعتقوا من حفرة الخلاف والفرقة والانقسام اللعينة.. وتجتازوا هذا الشُؤم الذي حل بوطنكم.. والله معكم ولن يخذلكم، إن آمنتم بوحدتكم وصممتم على طريق النجاح والعبور إلى بر الأمان إلى بناء وطنكم وتعميره وانتشاله من أزماته المتعددة التي لا يقوى أي فصيل على مواجهتها بمفرده ما لم يمد يده لبقية الشركاء. والله في عونكم.. إن وضعتم مصر في قلوبكم وأعينكم. فالله.. الله.. في بلدكم.. الله.. الله في دمكم.. الله.. الله في وحدتكم وقوتكم.. الله.. الله في مصريتكم.. الله.. الله في ثورتكم المجيدة المُعتقة بدماء شهدائها الأبرار. قنيفي اليزيد كاتب من الجزائر