استنكر خبراء اقتصاد تصريحات وزير المالية الدكتور المرسى السيد حجازي، والتي أكد فيها نية الحكومة لفرض ضرائب جديدة وخفض الدعم عن بعض السلع، والتي أدلى بها إلى صحيفة "وول ستريت جورنال". وقال الدكتور صلاح جودة، المستشار الاقتصادي للمفوضية الأوروبية الدولية، إن معظم مصادر الدخل القومي لمصر متوقفة منذ الثورة وزادت في الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أن السياحة متوقفة منذ الثورة وبعد أن كانت من 12 إلى 13 مليون سائح بدخل سنوي تخطي حاجز 13 مليار دولار سنويًا، وأصبح عدد السائحين الزائرين لمصر نصف مليون سائح. وأوضح جودة أن معظم الإشغالات من مصانع وشركات واستثمارات في مصر متوقفة أيضًا، والمتبقي من تلك الاستثمارات يعمل على تقنين العمال لديه والحكومة لا تأخذ ببالها في هذا بل تمضي في تنفيذ روشتة صندوق النقد الدولي، وستتسبب في تزايد حالة الركود التي يعيشها الاقتصاد المصري والتي ستؤدي إلى ثورة جياع. وأكد المستشار الاقتصادي للمفوضية الأوروبية الدولية أن الحكومة المصرية كان أمامها حلول كثيرة غير رفع الدعم أو فرض ضرائب جديدة وهي تحصيل المتأخرات من الضرائب على رجال الأعمال والمستثمرين وترشيد استهلاك الميزانيات بالوزارات والهيئات الحكومية. من جانبه، أكد الدكتور منصور المغاوري الخبير الاقتصادي، أن سياسات صندوق النقد الدولي مع جميع الدول التي تنفذ شروطه دون النظر إلى الحالة الاجتماعية لشعوبها تسير فى مسار خطأ ويجب أن تصححه، مشيرًا إلى أن قرض صندوق النقد ليست له قيمة بالنسبة للمواطن البسيط، وإنما قيمته تكمن في زرع الثقة لدى المستثمرين الأجانب تجاه الاقتصاد المصري فهو بمثابة شهادة ثقة في الاقتصاد المصري، مؤكدًا أنه لا يجب أن يكون على حساب المواطن المصري البسيط. وحذر الخبير الاقتصادي من قيام ثورة جديدة بسبب ما تقوم به الحكومة من ممارسات لترضية صندوق النقد الدولي عنها للحصول على القرض، موضحًا أن الصندوق اشترط تخفيض عجز الموازنة العامة للدولة عن طريق فرض ضرائب جديدة ورفع الدعم عن أغلب السلع كالطاقة وغيرها، مؤكدًا أن تطبيق تلك الشروط دون وجود رؤية سيؤدي إلى تزايد الاضطرابات بالشارع المصري أكثر مما هو عليه الآن وينبأ بثورة جياع قادمة لا محال وأن الدولة التي تعيش على قروض تنهار. وأكد المغاوري أن هناك بدائل أخرى، حيث إنَّ هناك موارد كثيرة مثل الثروات الطبيعية والمعدنية والسياحية في سيناء يجب الترويج لها من أجل جذب الاستثمار بها والعمل على تنميتها، وكذلك منطقة حلايب وشلاتين، والتي أكد خبراء الجيولوجيا أن بها أكبر مناجم الذهب في العالم وكذلك تطوير قناة السويس وجذب الاستثمارات لها.