اختتم الحزب "الوطني" أعمال مؤتمره السنوي السادس أمس، الذي حفل بالهجوم العلني على جماعة "الإخوان المسلمين"، والذي طغى على مناقشات الأوراق التي طرحت على جدول أعمال الحزب، الذي شهد مشاركة ألفي من قيادات وأعضاء الحزب، إضافة إلى رئيس الوزراء والوزراء ورئيس مجلس الشعب. وكان ملاحظا أن الحزب لم يتطرق في مؤتمره إلى منح المواطنين صكوكا مجانية في الوحدات المملوكة للقطاع العام، والتي كان قد طرحها جمال مبارك أمين السياسات خلال مؤتمر العام الماضي، حيث قال وقتها إن الإجراءات التنفيذية لتوزيع الصكوك على المواطنين سوف تستغرق عامين من 2008 إلى 2010م وذلك قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة وقبل عام من الانتخابات الرئاسية. وعندما سأل أحد أعضاء المؤتمر أمس وزير الاستثمار الدكتور محمود محيي الدين عن صكوك الملكية التي تعهد بها الحزب وعدم مناقشتها في أروقة المؤتمر، رد الوزير مبتسما: "صكوك إيه وهناك 48% من شركات الحكومة معروضة للبيع في الوقت الحالي". وبدا لافتا غياب بعض الوجوه الحزبية البارزة عن حضور مؤتمر الحزب؛ أبرزها حسين سالم وطاهر حلمي وصفوان ثابت وهالة مصطفى وشفيق جبر وجلال الزربا ومحمد لطفي منصور ويوسف والي، في الوقت الذي كان فيه كمال الشاذلي أمين التنظيم السابق أكثر ديناميكية وحركة حيث كان يجلس في اليومين الماضيين بجوار أحمد نظيف رئيس الوزراء وأحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب، وكان يتواجد وسط الأعضاء في فترات الراحة. أما الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية فكان يغط في النوم أثناء الإسهاب في تقارير اللجان، ففي اليوم الأول من المؤتمر جلس بجوار الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر والدكتور حمدي زقزوق وزير الأوقاف في مقدمة الصفوف، لكن في اليوم التالي انتقل إلى الصفوف الأخيرة، وجلس بجوار ماجد جورج وزير البيئة. وكان اليوم الأول من المؤتمر هو الأشد سخونة على جميع الأصعدة، والذي شهد هجوما عنيفا شنه أحمد عز أمين التنظيم على جماعة "الإخوان المسلمين"، وبعدما فرغ من استعراض تقريره شوهد يقف إلى جواره طارق حسن رئيس تحرير "الأهرام المسائي" والقيادي بالحزب، والذي بدوره كان يلقي الابتسامات على الحضور، وقد برر الصحفيون التواجد المستمر لطارق حسن مع عز بأنه مستشاره الإعلامي وهو الذي كتب كلمته أمام المؤتمر، لذلك كان حريصا في اليوم الأول على الظهور معه. اللافت أيضا أثناء المؤتمر عدم ظهور أحمد عز كالمعتاد بجوار جمال مبارك أمين السياسات بالحزب، حيث ظل طوال الوقت يلتقي بالأعضاء ويرحب بهم وبأخذهم بالأحضان، وقد أطلق عليه الأعضاء لقب أبو تريكة الحزب الوطني، وذلك عندما هتف أحد الجالسين أثناء إلقاء عز تقريره وهجومه على "الإخوان" قائلا: "يا أبو تريكة السياسة.. يا أبو تريكة الحزب الوطني". وقد لاحظ الحضور تغير ذوق جمال مبارك في اللبس، والتخلي عن رابطة العنق ذات الرابطة الرفيعة ليستبدلها بكرافت مربوطة ربطة عريضة، كما تخلى عن الألوان الغامقة في اليوم الأول للمؤتمر "الجمعة" وارتدى بدلة "بيج" إلا أنه في باقي أيام المؤتمر ارتدى غوامق مع تغير لون الكرافت. وكان المؤتمر شهد إجراءات وقائية خوفا من انتشار إنفلونزا الخنازير، حيث خصصت وزارة الصحة جهازا للكشف المبكر على فيروس إنفلونزا الخنازير وتم فحص جميع الحضور بصفة يومية، وخلال فترات الراحة بين الجلسات، طالب عدد كبير من المشاركين وزير التربية والتعليم بإغلاق المدارس تخوفا من انتشار فيروس إنفلونزا الخنازير، وكان يرد عليهم ممازحا: "أنتوا خايفين من إنفلونزا الخنازير ولا من الدروس الخصوصية". وقد حظي المؤتمر بمشاركة معظم رؤساء مجلس إدارة ورؤساء تحرير الصحف القومية ومنهم عبد المنعم السعيد وأسامة سرايا وممتاز القط ومحمد عهدي فضلي ورفعت رشاد وعبدالله كمال وكرم جبر ومحمد حسن الألفي وطارق حسن وافكار الخرادلي ومجدي الدقاق ومحمد علي إبراهيم. وعلمت "المصريون" أن تكاليف الإقامة للمغتربين إضافة إلى الوجبات فقط بلغت ما يقارب ثلاثة ملايين جنيه، بينما وصلت قيمة المكالمات التليفونية خلال أيام المؤتمر حوالي نصف مليون جنيه.