يطالعنا أبناء التيار العلماني و الليبرالي و الاشتراكي ، الحمديني منه و البرادعاوي ، تعليقًا على آراء أبناء جماعة الإخوان في قرارات قياداتهم و تبريرهم إياها بأن هؤلاء جماعة " الخرفان " ، وبغض النظر عن واقعية هذه التبريرات من عدمها ، إلا أن الناظر يجد بكل وضوح أن المبررين أو " الخرفان " أو كما يصطلح عليه داخل العمل الإسلامي " القواعد " موجودون في كل التيارات. فبنظرة عابرة على تبرير البرادعاوية لقبلته لأنجلينا جولي -وهو الأمر الذي يرفضه الشرع و العرف- بأنكم لا تعرفون ما تفعله هذه السيدة من خير في عملها كسفيرة للنوايا الحسنة،وكأن الإمام مالك أو الإمام الشافعي قد أحل تقبيل سفيرات النوايا الحسنة،ومنهم من برر بعذر اقبح،أن الرجل اعتاد على ذلك،فهو عاش خارج البلاد لعشرات السنوات ، ولسان حالهم يقول أن الرجل قد اعتاد كل ما لديهم من حسن وقبيح ، ولكن هل هناك عقل يقول أن هذه اعذار مقبولة ؟ بالطبع لا ، و كذلك كلامه عن الهولوكوست غير المعترف به من بعض اعضاء التأسيسية ، فتجد مبرريه يوسعونك كلام عن فظائع الهولوكوست و أنه حقيقة ، وهذه ليست المشكلة من الأساس،فالمشكلة هو طلبه هدم التأسيسية لسبب ليس لنا علاقة به من قريب أو بعيد ،و غيرها من الأقوال و "التويتات" التي تمتلئ بالأخطاء و التي تجدها مبررة لديهم بأريحية كبيرة . و أما عن تبرير الحمدينيين فحدث ولا حرج ، من أول إعادة الانتخابات الرئاسية ، إلى تنكره للإخوان بعدما كانوا سبب صعود نجمة قبل الثورة وبعدها في انتخابات البرلمان ، إلى تحالفه مع عمرو موسى ، فتجد عندهم تبرير لكل شيء ، فربما تكون هذه التبريرات مقنعة لهم ، وربما يكون لإراحة ضميرهم لأنهم يحبون هذا الرجل أو ذاك ، ولكنه يظل في النهاية تبرير على طول الخط "كما يفعل أبناء الإخوان". من هنا نخلص إلى حقيقة ثابتة ، أن كل تيار يتكون من قيادات و قواعد و أفكار ، و إيمانًا من القواعد بأفكار التيار فإنهم يتبعون القيادات ، و القيادات هي التي تنفذ على أرض الواقع هذه الأفكار بالاستعانة بالقواعد ، و كما يقول المثل " المركب اللي فيها ريسين بتغرق " فكان من حكمة الله -عز و جل-أن خلق في كل إنسان خصيصة إما أن يكون قياديًا "وهم قلة" أو تابعًا "وهم الأغلبية" أو كما يسميها الإخوان "القواعد" أو كما يسميها العلمانيون "الخرفان" . لذلك ، فإن كل تيار سواء كان إسلاميًا أو علمانيًا أو .. أو .. ،فإن فيه قياداته و فيه قواعده ،والقيادات تعمل ، و القواعد تبرر ، و بذلك يمكننا أن نقول طبقًا لرأي العلمانيين أن " في كلٍ خراف " . أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]