فى خضم فوضى التبرير و التعذير الاعلامية الهامشية التى يتبعها المبررون و المعذرون لكل حركة و التفاتة للرئيس فضلا عن كل موقف أو تصريح ... و هم يشتركون معا فى الحزب الصوتى " إدوله فرصة " و جب علينا ان نسوق الدوافع النفسية لهؤلاء المبررون و المعذرون فضلا عن تعرية واجهتهم الأخلاقية و دورهم بالافساد السياسى و الإجتماعى بمصر و المساهمة بالمحافظة على فساد النظام و فساد النفوس مبررين معذرين . لنبدأ بالمعذر فهو الذى يلتمس الاعذار لمن يحاول أن يحمى صورته فى كل موقف و حركة , كان فى الاصل مبررا من إياهم ممن لا يتوقفون عن اتخاذ المواقف العدائية حينا و الدفاعية احيانا للتبرير حتى تعب و مل و تملل فبدأ بالتعذير ربما حين استنفذ المبررات ليبدأ بالمعذرات . محاولاته السابقة للتبرير انتهت بأن خرج من حدود المنطق ليبرر المواقف و الفعال ... ربما لينقذ بعضا من صورته تصنع موقف التملل و الرفض و بدأ بالتعذير ... خصوصا ان بعض تبريراته السابقة تجاوزت الغرض المطلوب و انعكست عليه و فضحت هزلية الموقف الذى يبرره .
و المبرر لا ينفك عن التبرير بسبب او غير سبب حتى يتحول الى عادة و يصبح تبريرا غير ارادى إدمانى ... قد تبدو الصورة أنه يفرض الوصاية المعنوية على من يبرر له المواقف و الظروف و الكلمات و الخطابات و الاخطاء ....تبريره للاخطاء غير المعذر لا يتعبرها اخطاءا بل يعتبرها تفكيرا استراتيجيا سيفصح الزمن عنه لا يراه الى هو يسعى لتفسير كل شئ حتى لماذا دخل هذا ال.... ( من يبرر له ) الحمام فى هذا الوقت تحديدا .. كدهاء استراتيجى . المبرر يتعامل كأنما من يبرر لهم يحتاجون تبريره ( فى الحقيقة الضعيف الجبان فقط هو من يحتاج من يبرر له ) و لكنه فى الحقيقة هو من يحتاجهم لضعف نفسى و انجذاب عاطفى و شهوة تبعية لديه لمن يبرر له ...
خطورة المبرر أنه لا يرى خطئا فى من يبرر له ، لا يراه ناقصا او مهتزا او مخطئا بل يراه منزها عن الاخطاء و لهذا لا ينفك يبرر له المواقف و يفسر له الكلمات لانها فى ذهنه تستعصى على فهم هذا المجتمع القاصر كيف لا يرى ما يراه من نزاهة و صلابة و قوة و منعة بل عصمة من يبرر له ... هو خائف من الاعتراف بانه ير من يبرر له معصوما منزها عن الخطأ فبدلا من ان يصرح بهذا الضعف النفسى خوفا من انهيار هالة رسمها حول نفسه يبدأ فى محاولات تبرير تنتهى بوصلات تبرير و تفسير ..... كمحاولة دعم منه و صدقة على هذا المجتمع الجاهل كما يراه .
المبرر هو إما من التبع المتحمسين " المعتصبين " أو من الجهلة ممن هم خارج الملعب فهم كالمشجعون خارج الملعب " المشجعون خارج الملعب أكثر صياحا و ضجيجا و هياجا " ..
اما المعذر فخطورته تكمن فى ضعف نفسى .. فى خوفه من مواجهة نفسه بالشعور بالخيانة لمن برر له سابقا و يعذر له الآن، قد يشعر بالغبن و يحاول ان يعذر و الاسى ينقط من ملامحه ... مبررا سبب دعمه لمن يعذر له قبلا و لكنه أجبن من ان يصارح نفسه بالحق و يقبل الحقيقية أن " مخدوع،مغدور ، مغبون " .
هم لا يقبلون النقد ليس لهم فالنقد لهم و اليهم و عليهم مباح ... بل على من يتبعونه و يتدافعون للتبرير و التعذير له .....
المبرر و المعذر هما اسوأ الشخصيات التى تتسبب فى الفساد السياسى و الاجتماعى و الاعلامى بمصر ....
هما السبب فى ان يظل الضعيف ضعيفا ، هما السبب فى ان يضيع النقد التقييمى فى معركة " التبرير و التعذير " ،هما السبب فى استقرار الفساد بمصر , هما السبب فى ان يظل المجرم القاتل طليقا بغيه و طغيانه ، و هم السبب باعطاء الفرصة للفاسد و المرتشى و القاتل و المجرم و المغتصب ليرتكبوا جرائمهم مره أخرى .... ربما لان التبرير و التعذير سياسة ضعف و قلة حلية ... او فقط ليظلوا يسمعوننا اصواتهم المحبوبة الهادئة و هى تتفسفس مبررة معذرة
السواد الاعظم من هؤلاء المبررون و المعذرين هم من النخبة السطحية او النخبة القشرية التى تتكون من أشباه المثقفين خصوصا المعذرون منهم ... بينما يتركز غالب المشجعون من خارج الملعب و الجهلة منهم خصوصا بالانضمام لمعارك التبرير الاعلامية سواءا على الفضاء الافتراضى بتعليق او نشر ستيتس أو فى شارع اشباه المثقفين على بعض القهاوى و فى الجلسات الرخيصة .
التبرير هو : - تبرير للخطأ - تبرير للضعف - تبرير للفساد - تبرير للظلم - تبرير لغياب العدل - تبرير لضياع الحقوق -تبرير لضعف الحيلة -تبرير لانعدام الارادة -تبرير لاستهدار الوسيلة .... و الاخطر هو تبرير لعبودية المبرر له ....
و التعذير هو افتراض حسن النية و وجود النية الطيبة لايجاد العذر لجرم او خطأ او موقف او حدث ....
المبرر و المعذر يسآلونك بل يلومنك و غالبا يتخذون موقفا دفاعيا يتحول لموقف عدائى ليتهمونك بأنك تعادى سنة الله فى انت تعذر اخيك المسلم تعطيه من يبررون له و يعذرونه فرصة ... فى حين انهم لم يراعوا سنة الله فى دينهم و يتوقفون عن التبرير و التعذير لاصنام صنعتها عقولهم و رسمتها لهم اذهانهم الخالية و زينتها لهم نفوسهم الضعيفه ليختبئوا وراءها و يتبرقعوا وراء تبريراتها و تعذيراتها ... ليدارو عجزهم و ضعفهم و خورهم و قلة حيلهم و جبنهم .
المبرر ثم المعذر هم السبب الاول لوضع محلك سر و مسايرة الوضع الحالى لئلا تقلب السئ لاسوأ .....
المبرر و المعذر هما مريضان نفسيان ... يحاولان نشر اعراضهما النفسية على المجتمع ...
و يتم توجيههم و استغلالهم اعلاميا خصوصا من اعلام العدو لضعف فكرهم و سطحية تفكيرههم و ارتباطهم النفسى بمن يبررون له و يندفعون لتفسير و نشر مواقفه من وجهات نظرهم و الاخطر لفراغهم العاطفى و عدم ثقتهم بانفسهم .
لن يتوقف هؤلاء المبررون عن اتخاذ الاسباب و سوق المبررات و تسويق الامثلة و اسقاط الاحداث على التاريخ و لن يعزوهم تفسير المواقف على حتى النبى الأكرم صلى الله عليه و سلم ( صلح الحديبية و فتح مكة ) ..... استغلال الجهل من قبلهم و الجهلة من العوام لتسويغ المواقف و محاولة جعلها مقبولة يندرج على جميع قواعد الاسقاط التاريخى و النفسى ....و سيظلوا يحاولون تزيين التبريرات فى محاولة لتسويق من يبررون له .... تزيين الخطا و الجرائم و تسويقة بالمبررات خاصتهم او ما ينقل لهم هو احد اهم عوامل الافساد الذى ينشرونه .
لن يتوقف المعذرون عن ايجاد الاعذار و تخليقها حينا لا لشئ الا انهم يخافون ان تصدمهم الحقيقة بانهم غبنو و خدعو و غرتهم المواقف و التصريحات و الاحاديث و الاباطيل ... من قبل من يعذرون له ربما عن جهل او خوف و ربما عن قناعة و رهبة .
اذا اردتم لمصر ان يستقيم حالها يجب ان ترطب او تكوى السنة المبررين لاإراديا و تنعقد السنة المعذرين فى حلاقيمهم ......
الحقائق المجرده كفيلة بهذا .... بعيدا عن سفاهات المبررين و المعذرين و هرائهم الفوضوى النخبوى .... خصوصا ان التبرير و التعذير هو العذر الذى استبقحه الذنب ....
ما يحدث كأنما اعتداء على الحرية , حرية النقد و حرية الصراخ و حرية استنقاذ الهمم .
ما يحدث من هؤلاء هو الاجرام فى حق الحرية : حرية طلب الحقوق و حرية مواجهة الفساد و الظلم و اقامة العدل و هى اوامر الهية ....
إنما يقومون بدورهم فى التشوية للشارع و التشويش على المواقف بتبريراتهم، تهميش الأحداث بضوضائهم التبريرى العاجز ، و ثم تهشيش و اضعاف المجتمع بمعارك جانبية و فى النهاية محاولات لا تهدف الا الى تهشيم اى محاولة جادة للنقد او المطالبة بالحقوق ( و ما محاولات الاخوان من تشويش و تشويه و تهشيم مطالب الاطباء بحقوقهم من ببعيد ) ...
انجذاب المبررون يتبعهم المعذرون فى تبرير الحياة الشخصية مواقفا و احداثا و كلمات و افعال لا ينم الا عن فراغ عاطفى و خلل نفسى و رغبة دفينة بسد هذا الفراغ لتتحول بالتأثير الجمعى الى اشغال الشارع ثم اشعاله بسهولة استخدام هؤلاء فى شحن و اشعال و تسيير الفتن ....
التبرير و التعذير السياسى هو آفة إجتماعية نفسية تسوقها عدم النضج السياسى و الاجتماعى للمجتمع المصرى .... فهو كنقطة ضعف و ثغرة ثقافة و فجوة جهل فى هذا المجتمع .