بحضور وزير التعليم العالي.. تفاصيل الجلسة العامة لمجلس الشيوخ اليوم| صور    الرقابة المالية تعتمد النظام الأساسي لاتحاد شركات التأمين المصرية    15 قتيلا إثر تفجير انتحاري داخل كنيسة مار إلياس بدمشق    جوارديولا: موسم السيتي مُحبط.. والتتويج بمونديال الأندية لن يغير شيئًا    حبس المتهمة بقتل أطفالها الثلاثة بالشروق.. وعرضها على الطب النفسي    القضية.. أغنية من جمهور الرجاء البيضاوي بالمغرب دعما لفلسطين    بغداد وأنقرة تبحثان تصدير النفط العراقي عبر الأراضي التركية    كرة القدم فى زمن ترامب وإنفانتينو!    وزارة النقل: جار تنفيذ 17 محورا مروريا على نهر النيل    بسباق الصناعة النظيفة.. الحزام الصناعي الجديد بالأسواق الناشئة يتجه لتجاوز أكبر اقتصادات العالم    وظائف خالية اليوم.. المؤسسة القومية لتنمية الأسرة تطلب أفراد أمن وسائقين    مصرع عامل في تجدد خصومة ثأرية بين عائلتين بقنا    خبير استراتيجي: إيران لن تجلس على مائدة المفاوضات وهي مهزومة    البنك المركزي: تعطيل العمل بالبنوك الخميس 3 يوليو بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو    مزاح برلماني بسبب عبارة "مستقبل وطن"    «مبقاش تحليل.. ده خناقة».. الغندور ينتقد سيد عبدالحفيظ وميدو بسبب لاعبي الأهلي    رياضة القليوبية تناقش ضوابط انعقاد الجمعيات العمومية بمراكز الشباب    قرار وزارة جديد يُوسع قائمة الصادرات المشروطة بتحويل مصرفي مُسبق عبر البنوك    المشدد 5 سنوات ل عامل هدد فتاة بنشر صورها على «فيسبوك» بالقليوبية    جثة ومصاب سقط عليهما سور حمام سباحة فيلا بالرحاب    وزارة المالية تكرّم شركة ميدار للاستثمار لدورها في دعم وتحديث المنظومة الضريبية    «ميدان ملك القلوب».. وزير الصحة يشهد حفل الإعلان عن تدشين تمثال السير مجدي يعقوب    تأملات فى رواية «لا تدعنى أرحل أبدًا»    خبير للحياة اليوم: الضربات الأمريكية عكست جديتها فى عدم امتلاك إيران للنووى    5 أبراج تحب الليل والهدوء.. هل أنت منهم؟    محمد شاهين برفقة الطفل على من تكريم أبطال لام شمسية ويعلق عليها: روح قلبي    الأزهر للفتوى: الغش في الامتحانات سلوك محرم يهدر الحقوق ويهدم تكافؤ الفرص    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : كأنك تقول ان هناك طريق "غير جاد"    عميد قصر العيني يعلن إصدار مجلة متخصصة في طب الكوارث    للتوعية بالموت القلبي المفاجئ.. وزير الصحة يشهد إطلاق مبادرة "بأيدينا ننقذ حياة"    دراسة صادمة: أضرار غير متوقعة للقهوة سريعة التحضير على العين    ضبط المتهمين بتسلق طائرة هيكلية في الشرقية    "حماة الوطن": اختيار المعلمين المؤهلين ضرورة لبناء جيل قادر على تطوير مصر    تفاصيل اجتماع وزير الرياضة مع الأمين العام للاتحاد الافريقي    جوارديولا يكشف عن وجهته المستقبلية    "اشتروا هدوم وكوتشيات".. رسالة قوية من شوبير على خروج لاعبي الأهلي من المعسكر    مشوار استثنائي حافل بالإنجازات .. ليفربول يحتفي بمرور 8 سنوات على انضمام محمد صلاح وبدء رحلته الأسطورية    رغم حرارة الطقس.. توافد السياح الأجانب على معالم المنيا الأثرية    أحمد عزمي يكشف مصير فيلم «المنبر»| خاص    رئيس جامعة الأقصر تزور الجامعة الألمانية بالقاهرة    بدء أعمال جلسة الشيوخ لمناقشة ملفات التنمر والتحرش في المدارس    رئيس "الشيوخ" يحيل تقارير اللجان النوعية إلى الحكومة -تفاصيل    محمد علي مهاجمًا محمد حسان بسبب إقامته عزاء لوالدته: تراجع عما أفتيت به الناس في الماضي    "انفجار أنبوبة غاز السبب".. النيابة تحقق في حريق سوق فيصل    الأرصاد الجوية : الطقس غدا شديدة الحرارة وارتفاع بالرطوبة والعظمى بالقاهرة 35 درجة    عاجل| جنايات القاهرة تحيل قاتلي الطفلة "ساجدة" للمفتي    وزير التعليم العالي ومجدي يعقوب يشهدان بروتوكول بين جامعة أسوان ومؤسسة أمراض القلب    هيئة الرعاية الصحية تطلق برنامج "عيشها بصحة" لتعزيز الوقاية ونمط الحياة الصحي بمحافظات التأمين الصحي الشامل    خامنئي يبدأ مسار تسليم الراية.. كيف تختار إيران مرشدها الأعلى؟    الكهرباء تحذر: 7 عادات يومية ترفع فاتورة الكهرباء في الصيف.. تجنبها يوفر الكثير    "حياة كريمة" تقترب من إنجاز مرحلتها الأولى بتكلفة 350 مليار جنيه.. أكثر من 500 قرية تم تطويرها و18 مليون مستفيد    زلزال بقوة 5.2 درجة قرب جزر توكارا جنوب غربي اليابان    غسلو 90 مليون جنيه.. سقوط شبكة خطيرة حاولت تغطية جرائمها بأنشطة وهمية    كورتوا: لا نلتفت للانتقادات وعلينا الفوز على باتشوكا لانتزاع الصدارة    الحرس الثوري الإيراني: القدرات الأساسية للقوات المسلحة لم يتم تفعيلها بعد    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 22-6-2025 في محافظة قنا    وزير الخارجية الإيراني: واشنطن انتهكت القانون الدولي وإيران تحتفظ بحق الرد    هل يجوز الوضوء والاغتسال بماء البحر؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.حمزة موسى يكتب: من أسباب تأخر النصر على طاغوت الشام ! و كيف تنتصر الثورة السورية ؟
نشر في الدستور الأصلي يوم 19 - 05 - 2012

الوضع السورى كوضع فريد من نوعة ينفرد أيضا بالخصوصية البشرية الاجتماعية و النفسية ، مما لا شك فيه أن الوضع السورى منذ بداية الثورة كانت خصوصية شرارات الثورة تنتقل من منطقة إلى أخرى رغما عن الجميع ممن اراد الخلاص من الطاغية إرث أبيه و الحرية و الانعتاق من الاضطهاد و العبودية أو من جبن و خاف و أستكان حاول ان يقنع نفسه ان المواجهة تعنى الموت .

التركيبة الاجتماعية النفسية للشعب السورى بالداخل تختلف عن المعارضة السورية بالخارج . فمعارضة المنافى طباعها تختلف عن الداخل السورى الذى يتباين أكثر حده من منطقة إلى أخرى ...

التركيبة النفسية التى قهرها النظام الاسدى فى صفوف السوريين و مرورهم بتجارب متنوعه من القهر و العنف و المذابح البشعه ،صنعت لنا طبيعة نفسية غريبة ، ضعيفة مترددة و عاجزة بدأت تتغير الآن تحت وطأة الظروف العنيفة التى تولد بها سوريا من جديد .

هذه الطبيعة النفسية هى سبب تأخر النصر و سبب عام ايضا لماذا يسهل التلاعب بالسوريين و سهل مماطلتهم طوال هذه الفترة و يسهل الاختراق الاعلامى لهم عن طريق إستغلال الطبيعة النفسية الهشة التى كونها النظام .

كنت قد عزمت عن أن أكتب هذا المقال تحت عنوان مختلف منذ اكثر من 8 أشهر فى محاولة لإيضاح لمن بالخارج طبيعة النفس السورية التى تتفاعل مع الاحداث ... و لكنى خشيت ان يستغل أحدهم هذا التحليل فى فرض سيطرة نفسية أكثر من ما فرض على السوريين ( الخارجيين ) بمعارضة الخارج .... فأجلت المقال ...

الخلفية الادبية للحدث بدأت تتغير و بدأ الكثير من السوريين بالداخل ممن تحت القصف و حمل السلاح للمقاومة ضد قوات الطاغية , يعودون إلى أصول الفطرة النفسية .... و إن لم يسهل التخلص من الطباع التى فرضها الواقع .....

العامل النفسى فى الانتصار بأى معركة عامل خطير ، فلن ينتصر من لا يؤمن بالانتصار و يشوب نفسه شئ من الخوف و الجبن و التردد ضعف الثقة بالنفسة و الآخر ، لن ينتصر من يبرر الانتصارات بل يتجاوزها لتبرير التصرفات الاخلاقية للنظام ..... و لن ينتصر من لا ينفك يعلن عن ضعفه و عجزة بتبرير الضعف و الحجز و اسقاط عجزة و ضعفه على الآخرين سواءا أعداءه او اصدقاءه ......

ما هى هذه العوامل التى تتسبب بمماطلة و تأخير انتصار الثورة السورية ؟

أزمة الثقة و التخوين :
لعشرات السنين كان النظام السورى كنظام القذافى يتميز بقلب الناس ضد بعضها لنسمع ( أن نفس مواطنى سوريا مخبرين على النصف الآخر ) نفس ما كنت تسمعه فى ليبيا القذافى و غيرها . الثقة فى الطرف الآخر المشارك ،غالبا شبه معدومة أو معدمة بسبب العوامل النفسية التى رسبها النظام فى النفوس .... سواءا بالداخل او بالخارج .

تخوين كل طرف فى الطرف الآخر حول السوريين بدءا بالمعارضة السورية بالخارج الى زرافات و جماعات تتصارع حتى بداخل الجماعات المغلقة كالإخوان السوريين .

من الطبيعى بعد القهر النفسى الذى مروا به بداخل سوريا لهذه الفترة الطويلة بل مطاردة النظام لمن فر من المعارضة بالخارج فى الدول التى إلتجئوا إليها أن تحدث أزمة ثقة تنتقل فى اوقات الحراك إلى ازمة تخوين .

فالسورى يقابل السورى ( مع عدم التعميم ) و هو يفترض اجندة خفية فى محادثة السورى ..... فيتجاوز أبعد من إلتزام الحذر إلى الشك ، ثم تفسير التصرفات و الإيماءات و الاحداث ممحورا كل هذا على عدم الثقة لتتحول الى تخوين فيتحول فى برهة إلى بوق تخوين ضد الطرف الآخر .....

أزمة الثقة و التخوين ، كعلامة لعدم النضج السياسى ايضا هى علامة عن طول المسافة و بعد الشقة لإصلاح الاثار النفسية المدمرة التى سببها نظام الاسد داخل النفوس .

ازمة الثقة قبل ان تكون أزمة ثقة فى الطرف الآخر هى علامة ضعف نفسى تبدأ بضعف الثقة بالنفس عن التعامل مع كل الاطراف لتنتهى بالخوف من مواجهة هذا الطرف الآخر .

الانبهار :
السوريون شعب بسيط يسهل إبهارهم , ببعض الألاعيب السياسية التى إستنزفتهم و التصريحات الإعلامية .... و مع مرور الوقت بدأت هذا العيب الخطير بالتلاشى خصوصا مع استمرار المذابح و سقوط الاقنعه مما أضاف حالة شرسة من الشك بالاشخاص و عدم التيقن فى النوايا و حل محل الانبهار إحساس بالريبة و المماطلة .

الانبهار يتحول مع تجارب المماطلة إلى ملل و يأس و إحباط ..... هذه الثغرة النفسية تصلح بالداخل الآن ..... تحت القصف و الدماء و لكن هل تنصلح بالخارج ؟

التنظير :
لو سنحت الظروف لنحصى النظريات التى خرجت من رحم الثورة السورية فى جميع مراحلها و جميع اتجاهاتها كنظريات إعلامية و نظريات حربية و عسكرية و غيرها ستكون بالاف النظريات عن الثورة السورية و سيتجاوز عدد المنظرين المتحدثين المفوهين عدد المقاتلين المقاومين على الارض بمئات الالاف .........

تشمل معظم هذه النظريات تفسيرات و تحليلات تعتمد على مبدئ التبرير و التعذير و تتحرك من منطلق ضعف الشارع ووحشية النظام، و الانبهار بسلمية الثورات الاخرى المصرية التونسية و لا تنفك تقارن ايضا لتبرر قبل أن تفسر اسباب القصور و العجز بالداخل السورى .

المفاضلة و المقارنه :
من النادر ان أتقابل مع سورى بالمعارضة او هارب حديثا للخارج الا و يتكلم او يتحدث بمفاضلة و مقارنة عن الثورات العربية " نحن الاكثر دموية " .... ثم فى اقل من لحظات يبدأ مفاضلة شرسة بين المدن السورية التى تحركت و التى لم تتحرك ... ( حلب لم تتحرك مثل درعا و حماه و حمص ) ، أو ما شهدناه فى " قريتنا " لم تشهده القرى الأخرى . ( لم ير تعذيبنا أحد من العالمين )

الآفة النفسية فى المفاضلة و المقارنه ، هى أحد عوامل تفتيت المعارضة السورية بالخارج خصوصا النزاعات و المشاحنات بين الاخوان المسلمين انفسهم بسبب إنتماءات المفاضلة و المقارنه .

المفاضل و المقارن لا يتعلم من غيره و لن يتعلم من غيره و لن ينتصر فى معركة أو يهزم عدوا أو حتى يواجه عدوا او يتيقن من النصر , فهو ايضا يفاضل بين ركنه و أركان عدوه و يبدأ بالتبرير و التعذير .

المفاضل و المقارن ما هو إلى معذر مبرر فهو يفسر كل شئ بتبريرات تحاول ان تسد فجوات مقارنته السطحية الساذجة ليحاول أن يعيد التوازن النفسى لمعلوماته الغير مكتملة و طبيعته النفسية المهزوزة .

المفاضله السورية هى احد اخطر العوامل النفسية التى تصل الى المفاضلة بين العائلات و العشائر و أعداد الشهداء من هذه القرية و تلك القرية ... او المدينة التى تحركت أو المدينة التى ضحت أكثر .

المفاضلة هى ما سيتسبب بتقسيم سوريا إلى دويلات و قرى و نجوع و طوائف و مدنى و فيدراليات و عشائر .....

المفاضل هو متبجح ضعيف الشخصية يتفاضل و يقارن بما لا يملك و ما لا يتحكم او يسيطر عليه ...... و هذه أحد اسباب تأخر النصر ...

الانطباعات المسبقة :
تدهشنى الانطباعات السطحية المسبقة ،عن تحليل الأوضاع سواءا الخاصة بسوريا ام بغيرها ... و تفسير ذلك ببساطة أن معظم من يؤمن و يتحرك بهذه الانطباعات لم يكن يوما من الايام الا مسيرا فلم يهتم حتى بأخبار العالم ... ليعرف ماذا يحدث ....

الانطباعات المسبقة لا ترتبط بحقيقة الاحداث التى يحاول البعض ربط الانطباع السطحى الساذج بها و هو قد إقتبسه من غيره .... ربما لان الانطباعات المسبقة التى يستقوها من أشخاص غيرها تكفيهم ان لا يرهق دماغة بالتحليل .... فيريحه هذا الانطباع ليبدأ نشره .... يحدث هذا معظم الوقت بين الشباب السوريين معظم الانطباعات المسبقة عن الثورات العربية و الثورة السورية و الجيش السورى الحر تتشارك كلها أنها ساذجة و ضعيفة و سطحية ربما هذا راجع لعدم الممارسة الاخبارية و سهولة هضم المعلومات الممضوغة بالتلقى بدون أن يعملوا عقولهم فى الحدث .

الخوف من المواجهه :
طبيعة معظم من واجهت من السوريين خصوصا سوري الخارج تختلف من منطقة إلى أخرى و من خلفية سياسية إلى أخرى ، و يختلفون أيضا عن الداخل ، الخوف من المواجهة يعتبر عامل نفسى عام فى معظم سوريى الخارج خصوصا المعارضة السورية الخارجية ، و بعض رواد الداخل و لكنه يتلافى تدريجيا مع كل مستويات النزاع و المناطق ...

المقاتلون و الذين مروا بمعارك حقيقية بالداخل تخلصوا من هذا العامل النفسى القاتل ... و لكن غيرهم ممن عاش بإعتباره مقهورا ضعيفا ينظر إلى الاسد و النظام على أنها ثوابت إلهية و إن لم يقر بهذا يؤمن داخليا بإستحالة المواجهة و الانتصار مع هذا النظام ..... و يبدأ بالتعذير و التبرير لنفسه.

الخوف من المواجهة ، هى طبيعة تكونت و تشكلت فى الشخصية السورية لعشرات السنين تحت هذا الحكم الطاغى الطائفى بمئات المذابح و المجازر المعلنة و الغير معلنه . و تكون أكثر ما تكون فى المعارضة السورية التى تكونت و تشكلت ( رغما عنها ) بالمنافى .

مسئولية المواجهة و ما بعدها تتشكل و و تتكون الآن فى صفوف المقاتلين لقوات النظام بالداخل .

السلمية و الاستكانة و القنوع بالظلم :
الارتكان للسلم و السلامة و التسليم و الاستقرار المكبوت = الحنين إلى الماضى :
الحنين إلى الماضى قبل الثورة .... ( بشكل أو بآخر الثورة السورية دفعتها و شكلتها احداث دموية بدأت بدرعا ) و كما قال احد المعارضين السوريين بالخارج " لو علم السوريون كل هذه الدماء ستسيل بعد 15 مارس لثار البعض ضد الثورة ) .

الرضى بالحلول الوسط :
الحلول النهائية و الكبيرة تتطلب مسئولية على مستوى الحدث لمتابعة و تأمين الحلول ... الخوف من المسئولية و تبعاتها أيضا هو ما يميز الكثير من السوريين بالخارج ... الرضى بالحلول الوسط لمحاولة العودة الى سابق العهد ...

الرضى بالحلول الوسط هو مخرج لمن يؤمن لنفسه بالضعف و يرتكن للعجز ، و محاولة لتبرير ضعف الاداء و سذاجة المواقف و هون النفس .

لطالما كان من يرضى بالحلول الوسط ليس قائدا حقيقيا بل مجرد مفعول به حدث ان وضعته الظروف فى هذا المنصب ...ليست المشكلة فى هذا القائد بل فى من ينتظرون منه أيضا الحلول الوسط و يبرروها له ..

الحلول الوسط هى النتيجة الحتمية للضعف و التبرير و العجز و التقليد و المقارنة ......فأقصى ما يحاولون الوصول له فى محاولة لتغطية و تبرير الضعف و العجز ، بدءا بمحاولة تقليد النماذج من الثوارت الاخرى او الاحداث الاخرى و المفاضلة و المقارنة بين المفعول به و المفعول به و بين الفاعل و المفعول به من منطلق الضعف و الخور ..... هى محاولة لصنع غلاف للاستقرار للموازنة و تحقيق المكاسب ....... ليتوقفوا عن حرب لم يسعوا ليكونوا طرفا فيها ..... فهم ( يسألون الله العافية و السلامة ) .

طبيعة لا تقبل و فوق النقد :
الحديث الى العديد من السوريين ( مع عدم التعميم طبعا ) خصوصا المعارضة السورية بالخارج , يدفع الى انطباع انهم فوق النقد و يبرر لهم العديد من الساسة الغير سوريين أنهم لا يجوز نقدهم فى هذه الحالة و هذا الوضع و أثناء الثورة فى مواقفهم السياسية و غيرها .

هذه الطبيعة التى لا تقبل النقد تتخذ موقفا دفاعيا تبريرا فى محاولة لتحويل الاتجاه كأنما ينفون عن أنفسهم تهمة ما أو يبررون موقفا ( إضطروا ) لإتخاذه رغما عن أراداتهم الحرة .... و إسقاط التهم بدءا بالعجز و القصور على أطراف أخرى أن لم يسهل أسقاطها على الطرف المعتدى المضاد .

الطبيعة الفوق النقدية و التى لا تقبل النقد لا يجدى فيها التقويم مع الزمن . أو الإصلاح ... و سيندفعون لارتكاب نفس الاخطاء بنفس التبريرات أو تبريرات مبدعة مختلقة مختلفة فى محاولة لتبرير روتينية تكرار نفس المواقف بنفس الاخطاء و إيجاد الاعذار لما ينتج عنها من مشاكل أو كوارث ...

الطبيعة الفوق نقدية هى طبيعة ترسبت فى ظل حكم تعسفى ناتج عن النفى و الدافعية لتبرير فقدان الارادة و إرتكاب الاخطاء للطرف المسيطر او الطرف المحاور .... و هى طبيعة لا تقبل الاتهام أيضا ... تحولت ألى طبيعة تقترب من مرحلة التأليه أنهم فوق النقد و لا يجوز نقدهم فكريا او سياسيا ....

التبرير :
تبرير العجز أو المذابح قد يتمادى به البعض ايضا الى تبرير مذابح النظام .... هذا التبرير هو غالبا غطاء نفسى ليحاول المبرر إقناع نفسه انه فعل أقصى ما يمكن فعله و عاجز عن تقديم المزيد ..... المقاتل الحقيقى و الذى يواجه الرصاص فعلا لا يبرر هزائمه ...

التبرير هو إسقاط نفسى لتبرير العجز و الفشل و القصور الشخصى قبل محاولة تمرير هذا القصور و العجز للثورة نفسها و الثوار فى الداخل و الجيش السورى الحر .

التبرير و اسقاط العجز او اسقاط المواقف و التصرف . ليس فقط قصورا و ضعفا فى الشخصية و إنما يندرج أيضا تحت سياسة التحقيق و نشر ثقافة المعتقلات بين المواطنين السوريين داخل سوريا و خارجها .

التقليد :
تقليد الثورة المصرية و محاولة الارتكان إلى سلميتها المزعومة و تسويقها للداخل المغدور كلف سوريا عشرات الآلاف من الشهداء و المصابين ،حتى دخول قوات الليبيون الاحرار طرابلس ، فى نفس ذات الأسبوع تشكل المجلس الوطنى السورى , و كانت جمعة الحظر الجوى التى تطالب بدخول الناتو ...... ظانين الحل فى ليبيا بإسقاط القذافى كان بيد الناتو لا بأشلاء الليبين الذى كانو يواجهون النظام بمعارك عنيفه شرسة .

التقليد يعنى نقل النموذج سواءا من يحرك المعارضة التى تصنع القرار و تحاول توجيه الثورة السورية يريد نقل نموذج ما ، فانه يعنى شيئا واحدا للمبررين المعذرين الا وهو انه لا توجد فى أذهانهم خطط حقيقية لاسقاط الأسد ....

الميل للتقليد ايضا يجعل معظم من يقابلك ايضا يستشهد بسلمية الثورة المصرية و نزاهة الانتخابات بها و يحاول ان يقنعك ان بمصر الامن مستت و ان البرلمان هو صاحب السلطة الكاملة و الآمر الناهى للحاكم العسكرى فى مصر . يجعل من ثورة مصر ثورة وردية ياسامينية بشهداء محمد محمود و ماسبيرو و مجلس الوزراء و غيرها ....

سهولة تصديق و نشر الاشاعات :
الاشاعات تتمرر عبر الالسنة و من قبلها العقول الى عقول آخرى كحقائق لا تقبل الجدال و النقاش , السبب فى تصديق الاشاعات بل تحسينها و تمريرها ليس بغرض إيذاء الطرف المستهدف بهذه الاشاعة او تحقيق مكاسب سياسية مبنية عليها بل الطبيعة النفسية التى قهر فيها السوريون لعشرات السنين تدفعم لتصديق اى شئ

الخوف :
الخوف من كل شئ ، بداية الخوف من الانتصار و رحيل بشار الاسد و إنتهاءا بالخوف من ان يزداد النظام و حشية و دموية أو أن يستقر النظام على اشلاء السوريين .... قال لى صديق فلسطينى عاش فى سوريا : " معظم السوريون مروا بتجربة نفسية و إجتماعية عنيفة ، إذا لم يجدوا سببا للخوف فإنهم سيبحثون عن سبب ليبرر لهم وجود الخوف " .

التردد و مسئولية القرارات :
يتحكم بإتخاذ القرارت كل ما سبق من عوامل نفسيا ، و يزيد عليها التردد لا ينتج عن ضعف او تذبذب بالمواقف و القرارت بل أيضا الخوف من مسئولية اتخاذ القرار و تبعاتها .... و مماطلته قدر الامكان لحساب المواقف و ردود الافعال ... مماطلة المواقف و كسب الوقت لتوفير مساحة لتنتهى المشكلة بمرور الوقت ..... و الذى يبدو أنها قد اصبحت عادة عند الكثيرين خصوصا فى المعارضة السورية بالخارج و فى صفوف الاسلاميين منهم .

قد يقول البعض انه يجب ان يعذر السوريين و يجب ان لا ينقدوا فهم يخوضون حربا ضد نظام طاغية عنيف , و لكن اليس من الاولى ان ير أولا ان احد اسباب المماطلة و الهزيمة فى هذه الحرب و الثورة هى التشويه النفسى على مر العقود و السنين فى هذا الشعب الطيب البسيط ؟

هذه الطبيعة النفسية التى ذكرت بعض ملامحها ، معللا السبب فى تأخر الانتصار للثورة السورية .... بدأت تتلاشى فى من رفع السلاح وواجه الطاغية ..... فالحرب الحقيقية فى سوريا و من يخوض غمارها حقيقة حول الكثير من سوريا الداخل الى الفطرة السليمة مره أخرى ...

هذه الصفات من مفاضلة و مقارنة و خوف و عجز و تبرير و تقليد ..... أبعد ما يكون عن قيادة حقيقية لتقود سوريا ليس الآن فقط بل حتى فيما بعد بشار الاسد ..... العودة إلى الفطرة و منابعها النفسية هى ما بدأ يحدث الآن و لكنه ليس فى المعارضة المفندقة بالخارج بدءا بالاخوان المسلمين السوريين فهم أكثر من عانى و يعانى من هذه السقطات النفسية . بل فى الشعب السورى بالداخل ....

بداية الانتصار الحقيقى على طاغية الشام تبدأ بالتجرد النفسى من كل هذه العوامل النفسية التى ترسبت و تفاعلت فى النفس السورية طوال هذه الفترة الطويلة لتحاول ان تخرج لنا نفوسا حقيقية مؤهلة لتحقيق النصر .......

حتى تنتصر الثورة السورية يجب أن يؤمن عناصرها انهم يجب ان يولدوا من جديد و يتخلصوا من الجبن و الضعف و الخور و التبرير و القنوع بالعجز و المفاضلة و المقارنه و يقنعوا انهم فى وضع اختبار و أمتحان و تتغير الطباع و الطبائع حتى يتحقق النصر ....

حتى يتحقق النصر يجب أن يؤمن السوريين أنهم يستطيعوا تحقيقه و يحققوه على عوامل العجز و القصور و ثغرات الخوف و ضعف التوجيه و التبرير بداخلهم أولا .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.