عندما يتنطع البعض ويتشدق بترهات وسخافات وتهم معلبة، يوزعها حسب كيفه ومزاجه وتوجهاته "فعلينا أن نقول على من ذهبوا للحوار مع الرئيس مرسى بأنهم بالفعل من ساندوا وبقوة فساداً استشرى بجسد الأمة وأكل منها وشرب على مدار ثلاثة عقود مضت"..!! طالما الأمر كذلك يخضع للهوى والحكم على الأشياء بعين الحاقد الناقم..!! وإلا بماذا نفسر الحالة التى عليها مناصرو التوريث فى السابق والذين تحولوا بقدرة قادر إلى ثوار مغاوير ووضعوا أنفسهم فى مقدمة الصفوف وكأن الشعب فوضهم بالكامل ليكونوا أوصياء عليه وعلى مطالبه، وهو منهم براء، فعندما ترى البعض من جوقة النظام السابق يصف من تحاوروا مع الرئيس وترك لهم حرية ما يقولونه فاتحاً قلبه للجميع، بأنهم عار على الأمة بل وأطلق عليهم أحد الصغار "قائمة العار".. فى موقف أكثر ما يقال عنه أنه توصيف مردود عليه.. فالصحيح أنتم من لحق بكم العار والشنار بعدما رضيتم لأنفسكم التخندق كتفاً بكتف مع الفلول المهزومة التى فرت فى السابق خوفاً من فتك الشعب بها، ولكم فى الماضى القريب عبرة.. فكيف يكون دكتور بثقل وأدب محمد سليم العوا والدكتور ثروت بدوى والأسماء التى ضمتها القائمة من أشرف وأنبل من فى هذا الوطن وماضيهم يزكيهم، كيف أن يصف كل هؤلاء بأنهم "قائمة العار" التى التقاها مرسى وسمع منها واستمعت إليه، لإيمانها الصادق بأن التحاور مع الرئيس مرسى أمر يحتمه الظرف وما يتعرض له الوطن من مخاطر بالفعل.. بعدما ترفعوا عن الصغائر لتصبح مواقفهم عظيمة وذات قيمة وطنية وإنسانية تستند على مفرداتها كل التحولات الإيجابية والباهرة. عكس كثير من المرجفين الذين تستهويهم المكايدات والخلافات وباتوا يشعرون بخيبة أمل كبيرة بعد أن أيقنوا أن لا مكان لتآمراتهم وأحقادهم.. وأن لغة التفاهم وتعزيز مفاهيم المشاركة البناءة هى قيم حضارية راسخة وثابتة تنطلق من حقيقة التآلف والمحبة التى تجمع كل المصريين المخلصين لوطنهم ووجودهم وأنهم مهما اختلفوا وتباينت مواقفهم وآراؤهم ومهما بلغ حجم التواجد الشيطانى لديهم فإنهم لابد لهم من الإفاقة والسير فى دروب ومسارات الرؤية الصائبة والمعالجات السليمة لمجمل خلافاتهم ومماحكاتهم لأن ما يجمعهم أكبر من انتماءاتهم، فكيف لهم أن يضعوا أيديهم فى الماء البارد ويقفون موقف المتفرج من وطن يتمزق، وتداعى عليه صغاره مما دعاهم للتحرك السريع بوازع الضمير والوطنية وعشق هذا البلد إلا أن هذا لم يرق لهؤلاء المتشدقين المتنطعين فى محاولة أخيرة منهم للوصول إلى هدفهم بإسقاط الرئيس مرسى وتحويل الوطن إلى ساحة من الفوضى للحاق بالركب الذى يحلمون به، بعدما لفظهم الشارع فى أكثر من موقف هم أدرى به ويعرفون جيداً أنهم باتوا خارج اللعبة بالكامل، وانتهى دورهم بعدما تكشفت الأقنعة من على وجوه حان الوقت لها أن تتوارى خجلاً من أفعالها، التى ما عادت تنطلى على الشعب، بعدما عرف وتيقظ لكل الأدوار التى يقوم بها كل مُدعٍ ومن يلعب لصالحه ومن يلعب لصالح الوطن، فهؤلاء لم يتوقعوا أن يتجاوب الرئيس مرسى لمطالب الرموز الوطنية الحقيقية والاستماع والإنصات إليها وتدارك الأمر سريعاً نزولاً على رغباتهم وما يتوقون إليه من حلول تنهى حالة الصراع الدائر، ليخرج المجتمعون ببيان يلبى كل الطلبات التى سبق ونادت بها تلك الرموز وقطاع ليس بكبير من أبناء الشعب، وهو ما أصابهم بالإحباط وتصدعت أركان جبهتهم المزعومة سريعاً وأصابتها الشروخ وبات كل طرف فى واد، وما يصوره له خياله من تحقيق مكاسب يسعون إليها بالفعل مابين توجهات كثيرة ومتشعبة فيما بينهم، هم فى الأساس لا يجدون التعامل معها بعدما غابت عنهم الرؤية والروية، ما بالك والتعامل مع وطن كامل والإرث الثقيل الذى ورثه الرئيس مرسي، ويحيق بمصير هذا الوطن من تأزم على كل الأصعدة خاصة الموقف الاقتصادى المتأزم لمصر المدخل الرئيسى لوطن مستقر، يريد له المخلصون أن تثبت أركانه اليوم قبل غد.. فالوضع ليس بالسهولة التى يرونها منفثين بأحقادهم ليل نهار من إعلام فتح لهم الأشرعة دون ضابط أو رابط بعدما غابت عنهم الحلول والبدائل، وباءت كل محاولاتهم بالإجهاز على الوطن وما تبقى منه وهم سكارى على ما يقبلون عليه ولا يدرون، فقط يحلمون بأن يروا مرسى خارج السلطة لينقضوا عليها ويبدأون فصلاً جديداً من استنساخ نظام سابق بوجهه القبيح.. غير مصدقين أن هيلمانهم وصولجانهم يتوارى وراء ستار سواء عاجلاً أم آجلاً, فالشعب ليس لديه استعداد أن تجرى معه وبه التجارب مرة أخرى، فما بين النضال الحقيقى والنضال الحنجورى فوارق كثيرة، كالفارق بين الملائكة والشياطين، فالوقت ليس الوقت ولا الزمان نفسه، فإذا كانت "قائمة العار" بحسب وصفهم سارعت ومدت يديها ليد الرئيس المنتخب وخرجت بنتائج رائعة، لتسجل موقفها هذا فى سجلات التاريخ فإن هؤلاء سجلوه أيضًا لكن بالسعى لهدم ما تبقى من الوطن فى محاولة للتسلق على أنقاضه لغرض ومآرب شخصية ليس إلا، وسيعرف اللاحقون مواقف الرجال، ما بين موقف شجاع وآخر متخاذل، فالأوطان على مر تاريخها دائماً ما تتواجد بها وجوه كثيرة ما بين الصالح والطالح، فالأول يعشق بلده ويتمنى لو يموت فداء له، والثانى يعشق الأنا والنرجسية حتى لو انهار الوطن وتوزعت أشلاؤه بين الأمم.