الفائدة الوحيدة التى استفادها الشعب المصرى من ترشح أحمد شفيق رئيس مجلس وزراء موقعة الجمل..هو معرفة الذين يبحثون عن إعادة النظام البائد والذين يبحثون عن مصالحهم الشخصية والذين يتاجرون بدماء الشهداء. فنحن الآن بين خيارين لا ثالث لهم..فإما أن نعيد النظام البائد بنفس شخوصه وأركانه وقهره وظلمه..أو نختار فصيل سياسى اخفق فى أمور كثيرة لا شك ..لا نبرر له.. بل نقول فيه ما قال مالك فى الخمر..لكننا لا يمكننا أبدا أن نقارن فصيل يمكننا أن نقاومه ونخالفه ونثور عليه..ونظام بائد أذل الشعب وأهانه وقتله وسرطن طعامه وسجن أبنائه وأفقره لحساب ثلة من الفاسدين. هذا الأمر واضح للجميع لا غبار عليه ولا لبس فيه ومن يحاول أن يساوى هذا بذاك فهو ظالم لوطنه وشعبه وأبنائه وأحفاده. لن يترك التاريخ أبدا من ادعى الثورية والنضال والشجاعة.. ثم ذهب مؤيدا ومباركا أو صامتا عن جرائم سجلها التاريخ نفسه بحق نظام اغتصب مصر وهتك عرضها على مرأى ومسمع من العالم كله. لقد كان أبناء مبارك وجماعة إحنا آسفين يا رئيس وأعضاء الحزب الوطنى المنحل واضحين فى مواقفهم الرافض للثورة منذ البداية وكم تمنوا لو تقلع طائرة حربية لتدك ميدان التحرير بما فيه وتنتهى الثورة فى مهدها..وهؤلاء نعرفهم ونعرف ما ومن وراءهم ونستطيع أن نواجههم ونجابههم..لكن الخطير فى الأمر أن تجد البعض ممن كانوا محسوبين على الثورة..أصبحوا بوقا لمجرم موقعة الجمل أو صمتوا عن جرائمه. فالسيد حمدين صباحى بعد خروجه من السباق الانتخابي ثار من اجل تطبيق قانون العزل السياسى ليخرج شفيق من السباق حتى تكون له فرصه كبيرة فى الوصول إلى الحكم بعد هبوط وانحسار شعبية التيار الإسلامي. فذهب إلى الميدان ليؤجج مشاعر المتظاهرين ليطالبوا معه بعزل شفيق الذى وصفه بالمجرم القاتل نصير النظام البائد..لكن نجده فى نفس الوقت واللحظة يطلب من مريديه حرية اختيار مرسى أو شفيق كما يحلو لهم..وكأن شفيق الذى كان يطالب بعزله ويراه مجرما قاتلا حينما كان عائقا لوصوله لسدة الحكم..صار مرشحا شرعيا فجأة إذا كانت جولة الإعادة بين شفيق ومرسى وخرج هو من السباق نهائيا. هل هذا هو نضال الناصريين الذى سئمنا من خطبهم الجوفاء التى استنسخوها من زعيمهم مؤسس ومرسخ الديكتاتورية فى مصر؟ أم اقتدى صباحى بابنة ملهمه هدى جمال عبد الناصر التى أيدت ودعمت وناصرت أحمد شفيق؟! لقد كان صباحى نموذجا للأنانية الفجة التى من خلالها ضحى بمصلحة الوطن مقابل مصلحته الشخصية..فصباحى وأبو الفتوح ومعهم بعض المرشحين الآخرين رفضوا عمل فريق رئاسى يختارون منه رئيسا يكون مرشحا للثورة يخوض الانتخابات وتجمع عليه الثورة وينقذنا مما نحن فيه الآن..لكن حب النفس ولذة الحكم وعشق السلطة..جعلهم يضعون مصلحتهم هى العليا ومصلحة مصر فى أسفل سافلين..بل شنت حملات هؤلاء المرشحين هجوما ضاريا على بعضها البعض..إلى أن خسر هؤلاء فى الجولة الأولى للانتخابات وأخفقوا.. بعدها أصبحوا وكأنهم فريقا واحدا وتعانقت أياديهم فى الميدان ليعلنوا أنهم بصدد تكوين مجلس رئاسى. هذا المجلس الذى لم يستطيعوا أن ينشئوه قبل الانتخابات..يريدون تكوينه بعدما خسروا وأخفقوا!. لكن مع خلاف أبو الفتوح وجماعة الإخوان الكبير والذى وصل لحد التراشق بالألفاظ..إلا أنه لم يتوان أن يدعم مرسى ضد شفيق لأنه لا مفر من ذلك لو كان البديل هو عودة النظام البائد..وهذا خيار كل وطنى مخلص حتى ولو كان بينه وبين الإخوان خلافات وشقاقات وتصدعات..فخلافنا مع الإخوان خلافا سياسيا..لكن خلافنا مع شفيق خلاف دم وقتل وفساد وقمع وظلم.لكن صباحى لم يفعل كما فعل أبو الفتوح..لأنه مدعى الوطنية والثورية. ولم يكن أسامة الغزالى حرب بعيدا عما فعله صباحى..بل كان أكثر جرما وأكثر خيانة للثورة..وبمجرد صعود شفيق لجولة الإعادة..وجدناه يحن للجنة سياسات جمال مبارك التى كان عضوا فيها وأعلن دعمه وتأيده الكامل لشفيق ولو كانت مشكلته مع الإخوان ورفض دعمهم..فالبديل الطبيعى فى هذه الحالة هو الصمت وليس كما فعل هو من إعلان تأيده لقاتل الثوار..وهذا ما دفع ابن أخيه شادى الغزالي حرب أن يصفه بخيانة الثورة والثوار. الكثير من دعاة الثورة والنضال كشفوا عن وجههم القبيح ..منهم على سبيل المثال لا الحصر.. مدعى الثورية محمد أبو حامد.. هذا الرجل صاحب الوجه الكئيب الذى كنت اعتقد أن الكآبة قد طالت وجهه بسبب تخبط مصر فى الفترة الانتقالية وسقوط مئات الشهداء..لكن لم تكن تصريحاته وحديثه عن الثورة إلا خداع لشباب الثورة..فبمجرد ترشح عمر سليمان للرئاسة.. رشحه ليصبح رئيسا ليعيد إنتاج النظام البائد مرة أخرى..وبمجرد خروج سليمان من السباق..رشح شفيق الوجه الأخر لنظام مبارك..ليسقط هو وثوريته الزائفة فى مزابل التاريخ. ما أقبحكم أيها المناضلون المزيفون يا من جعلتم الأوطان مغنما تتاجرون بشهدائه وفقره من اجل مصالحكم المجردة.وما أرذلكم يا من ادعيتم الفضيلة فقد سقطت عنكم ورقة التوت وكشفتم عن سوءاتكم. [email protected]