الإعادة لمَن؟ سؤال يشغل بال الجميع فى محافظات الصعيد الكل يردد هذا السؤال، وهو لا يدرى ما سيحدث بعد، هل سينعم البلد بالأمن والأمان والاستقرار؟ أم ستستمر حالة الفوضى والانفلات الأمنى وعدم الاستقرار وتستمر مأساة الشعب إلى أن يشاء الله؟. وبسؤال كثير من المراقبين وأعضاء الحركات الثورية والإسلامية يقف المترقب لنتيجة الإعادة حائراً قبل أن يصدر توقعاً مضموناً. فاحتمالية فوز شفيق مرهونة بعدة احتمالات هى استمرار الدعم الكنسى بنفس القوة التى كانت فى الجولة الأولى، وهو أمر وارد وبقوة فبعد أن رأى الأقباط ثمرة خروجهم وتصويتهم مازال يحدوهم الأمل فى تحقيق النصر من وجهة نظرهم بفوز شفيق، والذى يعتبرونه مخلصهم من البعبع الإسلامى على حد وصفهم لذلك سيقاتلون من أجل فوزه وسيدعمونه بقوة أكثر كذلك فلول النظام السابق وعمداء القرى والنجوع ووجهاء البلاد والذين غالباً ينتمون للحزب الوطنى السابق إذا واصلوا الدعم بنفس القوة ومولوا ودفعوا أكثر، فإن ذلك يرجح كفة شفيق وبخاصة أنهم يعتبرون أن تلك هى فرصتهم الأخيرة فى تواجدهم والاحتفاظ بمكانتهم الاجتماعية وتحقيق مصالحهم الشخصية، أضف إلى ذلك امتناع عدد من القوى الثورية والوطنية وربما الإسلامية عن التصويت يصب أيضاً فى مصلحة شفيق. ولا يخفى على أحد دور الآلة الإعلامية ضد الإسلاميين والتخويف منهم والقائمين على حملة شفيق وتصنيفهم المعروف والمعلوم والمشكلة (المكونة) من أعضاء فى جهاز المخابرات أو أمن الدولة، مما يعنى أنها منظمة وبمستوى عالٍ من التفكير والتخطيط والتدبير. أما احتمالية فوز مرسى فيقويه الدعم الكامل والصريح من كل التيارات الإسلامية لحزب الحرية والعدالة ومحمد مرسى، أضف إلى ذلك التصريحات الصريحة من أحمد شفيق بإسكات كل صوت مخالف وأن ما حدث فى العباسية بروفة، كذلك الخوف الكبير من عودة النظام السابق واحتمالية تنكيل شفيق بمعارضيه دفع كثيرًا من القطاعات إلى الحشد الكامل خلف مرسى، أيضا تخلى الحرية والعدالة عن خطاب التعالى والإقصاء ويعلمون أنهم فى احتياج لكل صوت إسلامى وغير إسلامى وأنهم بمفردهم لن يحققوا شيئاً إلى جانب الحشد الكامل وبخاصة أن الإخوان حصلوا فى مجلس الشعب على 17 مليونًا وفى الرئاسة حصلوا على 6 ملايين فقط، فلابد من الذهاب للبحث عن ال 11 مليونًا، وأخيرًا خروج الإخوان وبقوة على الناس لطمأنة كل طوائف المجتمع. ففى المنيا أعلنت الجماعة الإسلامية بالمنيا بحسب تصريح الشيخ رجب حسن مسئول الجماعة الإسلامية بالمنيا أن الجماعة الإسلامية لم تتخل عن دعم كل من يحمل المشروع الإسلامى ولن تسمح بعودة النظام السابق، فالجماعة التى ضحت بأبنائها طوال فترة مبارك ما بين شهيد ومعتقل ومكلوم وجريح وأرملة ويتيم لم ولن تسمح بضياع دماء الشهداء، والجماعة التى سعت وقاتلت من أجل تحقيق المشروع الإسلامى ستواصل كفاحها بوقوفها خلف كل مَن يحمل هذا المشروع ويسعى لتحقيقه والمتمثل الآن فى شخص الدكتور محمد مرسى؛ لذلك ستدعم الجماعة وبكل قوة حشداً وتأييداً وبكل السبل السلمية المتاحة الدكتور محمد مرسى لتنعم مصرنا الحبيبة بالأمن والأمان والحرية والعدالة الاجتماعية فى ظل سماحة الشريعة الإسلامية. وفى أسيوط، كشفت نتيجة الانتخابات خاصة بعد تقدم تيار الإخوان المسلمين ومرشح النظام السابق عن حالة من الإحباط تجاه المرشحين خاصة بعد خروج بعض المنتمين لتيار الثورة المعتدلين ودخول الصراع بين جماعة الإخوان المسلمين من السيطرة على كل المواقع وبين النظام القديم، الذى يحاول العودة وإعادة مجده الضائع، الأمر الذى تسبب فى أحجام العديد من المواطنين من المشاركة فى انتخابات الإعادة. ويؤكد الشيخ حمادة نصار، أمين عام حزب البناء والتنمية، الجناح السياسى للجماعة الإسلامية بأسيوط على مشاركة التيار الإسلامى فى المحافظة فى تأييد الدكتور محمد مرسى والذى يعتبر مرشح الثورة وليس مرشح التيار الإسلامى وحده فى ظل جولة إعادة مع نظام سابق، والذى سوف يعيد نظام مبارك من جديد الذى سقط من أجل إسقاطه مئات الشهداء. ويؤكد علم الدين إبراهيم، أمين حركة مصر وحدة وطنية، أن الاختيار بين الاثنين صعب ولكن السياسة تفرض علينا الوقوف مع التيار المدنى حتى ولو كان فلولاً مع الاتفاق على ضمانات ثورية يرتضى بها الطرفان، والتأكيد على الانحياز لمدنية الدولة وتحقيق مبادئ العدالة الاجتماعية وعدم العودة للخلف مرة أخرى، لو اتفقت القوى الوطنية المدنية على هذا الأساس سيكون الأمر محسومًا للتيار المدني، وهم كثيرون ويحققون رقمًا كبيرًا فى الكتلة التصويتية مقابل التيار الديني. ويختلف الأمر بالنسبة لاتحاد الشباب فحسب قول هيثم عمران، إنه لا يمكن أن يقف مع الفلول حتى ولو كان البديل التيار الإسلامى احترامًا لدماء الشهداء ولمبادئ ثورة 25 يناير، التى قامت من أجل التخلص من هذا النظام وبتدعيم مرشحه الرئاسى نحن نعيد هذا النظام مرة أخرى. وفى سياق متصل، بدأت جماعة الإخوان المسلمين الاتصال بمنافسيها السياسيين، من بينهم مرشحون خرجوا من السباق الرئاسى فى محاولة منهم لحشد الدعم لمرشحها الذى سيخوض جولة الإعادة أمام أحمد شفيق آخر رئيس وزراء فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك. ويختلف الأمر فى محافظة قنا حيث يصارع فلول النظام السابق الزمن فى حشد تأييدهم لمرشحهم أحمد شفيق عن طريق إقامة الاجتماعات فى مضايف العائلة الخاصة بهم، مؤكدين أن حكم الفلول أفضل من حكم الإسلاميين. وتتجه قبائل العرب والأشراف والأقباط والطرق الصوفية إلى حشد أصواتهم لدعم شفيق "المنقذ بالنسبة لهم من التيار الإسلامى الذى يحاول امتلاك سلطة تنفيذية يقوم من خلالها من وجهة نظرهم بالقضاء عليهم. ومن ناحية أخرى، تعتبر القوى الإسلامية فى قنا قوة لا يستهان بها، واتضح ذلك خلال انتخابات الشعب والشورى عندما حصدوا على أكثر من 90% من المقاعد المخصصة للمحافظة، التى اعتمدت على أنصارها من نواب الشعب التى تمثل جميع القبائل من "عرب – وإشراف – وهوارة" وأن التيار الإسلامى لديه القدرة فى حل أزمات البلاد من جميع المشاكل التى خلفها النظام السابق، مشيرًا إلى أنه حال فوز شفيق بكرسى الرئاسة "كأنك يا أبو زيد ما غزيت"، لافتا إلى أن الثورة سوف ترجع إلى الخلف ونرجع إلى عصر كتم الحريات. وأكد عبد الباسط، المتحدث الرسمى لشباب الثورة بقنا، أن استحواذ شفيق على المركز الثانى كان متوقعًا لأن الثورة لم تصل قنا التى اعتادت على السير فى طريق الظلام، مبينا أن سيناريو انتخابات 2005 يتكرر وهى أن الصعيد هى التى ساعدت مبارك على تجاهلها، مؤكدا أن القوى الثورية بالمحافظة ستسارع الزمن لعدم حصول شفيق على تلك النسب مرة أخرى، وسنطلق حملة "نعم لمرسى ضد شفيق فى جولة الإعادة". من جانبها، عقدت القوى الوطنية والثورية والأحزاب السياسية ببنى سويف اجتماعًا موسعًا بمقر حزب الحرية والعدالة؛ لمناقشة جولة الإعادة فى انتخابات رئاسة الجمهورية التى تجرى فى السادس عشر والسابع عشر من يونيه القادم بين الدكتور محمد مرسى والفريق أحمد شفيق بحضور ممثلين لأحزاب النور والثورة مستمرة وأعضاء من حملة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، فيما فضلت حملة حمدين صباحى أن تأخذ المزيد من الوقت للتشاور. وقال الدكتور محمد عبد الله رئيس المكتب السياسى لجماعة الإخوان المسلمين ببنى سويف إن مصر الآن تواجه مرحلة حاسمة فى تاريخها، مطالبا بحدوث تحالف بين كل المرشحين الذين خرجوا من السباق الرئاسى لدعم محمد مرسى ضد «شفيق» باستثناء أصوات «موسى» التى ستذهب إلى «الفريق»، وأضاف أن كل العناصر المرتبطة بالثورة، بالإضافة إلى أن الأغلبية الصامتة ومع ما تمتلكه من قوة تصويتية هائلة سوف تقف مع المرشح الإخواني، حتى وإن كان فيها من هو غير مقتنع به كرئيس، «نكاية فى شفيق». وأشار عاطف على من أعضاء "الوفديون الأحرار" إلى أن الحزب أخطأ فى حساباته بإعلانه مساندة عمرو موسى رغم اقتناعنا بقلة فرصه، مناشدًا الدكتور سيد البدوى، رئيس حزب الوفد وأعضاء الحزب باتخاذ موقف واضح تجاه إنقاذ الثورة بإعلان مساندة مرسى ضد شفيق. وتوقع الدكتور سيد العفانى أمين حزب النور زيادة نسبة التصويت فى جولة الإعادة لصالح «مرسي»، «حتى لا ينجح شفيق وليس حباً فى الإخوان، خاصة أن الأداء البرلمانى لحزب الحرية والعدالة لا يرضى الكثير» وموقف حزب النور والتيار السلفى عموما مع المشروع الإسلامى قلبا وقالبًا، مشددا على أن أصوات السلفيين ستذهب إلى الدكتور محمد مرسى. وقال طارق محمد من حملة أبو الفتوح إن أصوات أنصار «أبو الفتوح» لمحمد مرسى دون غيره، وشدد على أن المؤيدين لحمدين صباحي، باستثناء الأصوات القبطية ستذهب إلى «مرسي»، أما الأصوات القبطية فستذهب كلها إلى شفيق. وقال حسام الليثى المتحدث باسم حركة 6 إبريل ببنى سويف إنه لو فاز شفيق بالرئاسة فستكون مهزلة تاريخية لم يشهدها العالم من قبل، فكيف لأحد تلاميذ مبارك الذى صرح بأنه مثله الأعلى ودماء الشهداء تقطر من يده أن يأتى رئيسًا، مؤكدا أن موقف الحركة من جولة الإعادة لم يتحدد بعد وإن كان المبدأ هو عدم مساندة أى من مرشحى الفلول ولو كان على حساب جماعة الإخوان المسلمين وموضحًا أنه يجرى الآن استفتاء موسع على مستوى جميع المحافظات لاستطلاع الرأى حول إعلان مساندة مرسى بطريقة مباشرة. وتوقع الناشط القبطى سامح حنا، أن اتجاهات التصويت فى مرحلة الإعادة، لن تشهد تباينًا عما هو متوقع فأصوات «أبو الفتوح» ستذهب ل«مرسي»، ونسبة كبيرة من أصوات «موسى»، موضحًا أن أصوات الأقباط ستدعم الدولة المدنية وهو اتجاه طبيعي. ونفى مصدر داخل مطرانية بنى سويف الأرثوذكسية نفى بشدة أن تكون الكنيسة قد أصدرت توجيهات لشعبها بالتصويت لشفيق فى الجولة الأولى، مؤكدا أن دور الكنيسة روحى دون التدخل فى الاتجاهات السياسية وأن الأقباط أحرار فى اختيار من يشاءون. وأصبح فى حكم المؤكد اتجاه معظم الأصوات بمحافظة الوادى الجديد فى جولة الإعادة صوب الدكتور محمد مرسى. ومن جانبه، أكد مؤمن مرعى، أمين حزب النور بالوادى الجديد، انتظاره تعليمات الحزب لكى يعلن بشكل رسمى دعم الحزب الكامل لمرسى فى جولة الإعادة رغم إعلان جميع أفراد حسب النور والدعوة السلفية بالوادى الجديد دعمها الكامل لمرسى فى جولة الإعادة ليس بشكل رسمى، من المعروف أن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح قد حصل على عدد أصوات 13338 صوتًا محتلاً بها المركز الثانى ستصب جميعها فى مصلحة الدكتور مرسى. كما خرجت من الوادى الجديد حملات على شبكة التواصل الاجتماعى الفيس بوك تدعو المواطنين إلى الخروج بكثافة من أجل إسقاط الفلول منها صفحة أنشئت خصيصًا عقب معرفة دخول أحمد شفيق لجولة الإعادة تحت مسمى أخرج أنت وأسرتك للتصويت ضد عودة أحمد شفيق، ووصل عدد المشتركين فيها بعد ساعة من إطلاقها ألفى مشترك. فيما أجمعت القوى الثورية بالأقصر على الالتفاف حول مرشح الإخوان؛ لأنه أصبح ممثل الثورة رضينا أم أبينا, وقد أرجعت القوى السياسية تفوق شفيق إلى أسباب غير أخلاقية وليست شريفة وهى تمثل تغييرًا فى إرادة الشعب باستخدام البسطاء كأداة حتى يشعر المراقبون أنها ديمقراطية وهى نفس سياسة النظام البائد. يقول عبد الرحمن حبكوا منسق حملة حمدين صباحى: بنفس الإصرار والروح المعنوية العالية سنقف خلف مرسى, لأن خلافنا مع الإخوان سياسى شكلى أم خلافنا مع شفيق فخلاف أخلاقى جنائى, ومهما أختلف مع الإخوان إلا أنه جمعنا الميدان وكنا نقف جنبًا بجنب ضد رصاصات الغدر والخيانة التى يطلقها النظام السابق وكان شفيق وقتها يمثل أعلى سلطة تنفيذية فى البلد. كما عقدت القوى السياسية والثورية بالفيوم اجتماعًا طارئًا للأعداد لمظاهرات ضد الفريق شفيق. وقررت حركة 6 إبريل فى الفيوم برئاسة على سيد تنظيم حملة ضد أحمد شفيق لاعتباره من فلول الحزب الوطنى ومحسوبًا على النظام السابق وعمل توعية لكل المواطنين بالمحافظة. وفى أسوان، اتفقت القوى الوطنية على وضع ميثاق شرف وضمانات فيما بينها للوقوف بجانب مرسى فى مواجهة شفيق. شباب ائتلاف الثورة وعلى لسان وائل رفعت المنسق العلامى للائتلاف أكد أن السبب الرئيسى فيما وصلنا إليه هو سلوك الإخوان وعدم وضوح رؤيتهم منذ بداية الثورة، فى ظل تحالفاتهم المغلوطة مع العسكر ضد الوطن وضد الثورة خلال الفترة الماضية والتى نظرت فيها إلى مصالحها الشخصية كفصيل منفصل، لكن رغم ذلك أصبحنا مضطرين ولا خيار لدينا الآن سوى تأييد الدكتور محمد مرسى والتعامل معه فى مواجهة أحمد شفيق ولكن بشرط وضمانات أربعة تتمثل فى أن يقوم الإخوان بإعطائنا عددًا من الضمانات تتمثل فى الآتى: التأكيد على مدنية الدولة وآلياته فى دعم مدنية الدولة وأن يتم تشكيل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور بتوافق وطنى والتعجيل بوضع دستور يحقق صلاحيات رئيس الجمهورية. وقال مصطفى مندور أمين عام حزب الأصالة السلفى بأسوان "موقفنا واضح فى تأييد الدكتور مرسى منذ الجولة الأولى فى ظل توجيهات المرجعية العامة للحزب وموقفها من الدكتور مرسى، نظرًا لما يحمله من مشروع نهضوى لمصر". وقال إن المشهد العام والذى دعا التيارات السلفية فى مصر الآن إلى التوحد الوطنى هو نوع التحدى الذى فرضته الضرورة لمواجهة الفلول وتصحيح مسار الثورة. وأشار إلى أن حربنا خلال الفترة التى تسبق جولة الإعادة هى إعادة تصيح المسار الخاطئ والفزاعة التى حملها الإعلام والمجلس العسكرى للمواطنين من صعود التيار الإسلامى وكأنه فصيل يقف بعيدًا عن مصالح الوطن، وذلك فى ظل مخطط سعى إليه العسكرى إلى تغييب دور الدولة وإشعار المواطن بحالة من التخوف من الإسلاميين. فيما أعلن حزب النور السلفى على لسان إبراهيم الشهير أمين الحزب عن بدء التنسيق بشكل جاد مع التيارات الإسلامية والوطنية الأخرى فى المحافظة من أجل ضمان عدم العودة إلى الوراء مرة أخرى؛ لأننا لن نقبل أن يكون شفيق رئيسًا لمصر فى كل الأحوال.