نظم حزب مصر القوية مسيرة شعبية لدعم الشعب الفلسطيني وأهالي غزة، ولأول مرة نجحوا في كسر الحصار شعبيًّا بقافلة ضخمة دون أي إذن من أي جهاز أمني، وتخلل ذلك رضوخ النظام المصري لمطالبهم بالدخول دون تعرض أو أية معوقات، بل سهلت الحكومة المصرية دخول أكثر من نصف القافلة بالبطاقات الشخصية في تظاهرة شعبية غير مسبوقة جابت أرجاء غزة وسط مشاعر الاحتضان والفرحة من شعبها، بينما قابلتها إسرائيل بتشديد القصف في محيط تحركات التظاهرة المباشرة، وتعمدت قصف أهداف لا تقع في بنك أهداف أية جهة عسكرية؛ للتأكيد على نفس الرسائل السابقة. وأكد الحزب أن ما حدث هو مجرد بدايات دعم صمود الشعب الفلسطيني، وإنه يجب أن يتبعها تحركات شعبية أوسع لدعم نضال الشعب الفلسطيني الصامد في وجه العدو الصهيوني غير مبالين بأية غطرسة إسرائيلية، وغير مكترثين بعدم توازن القوى العسكرية بيننا وبينها، إلا أننا على يقين تام من انتصارنا في النهاية بعد ما لمسناه من إصرار، وتفانٍ، وارتفاع الروح المعنوية بين أبناء غزة وأعضاء القافلة على حد سواء، لكننا في الوقت ذاته نشعر بأسف شديد على قلة حيلة مؤسسة الرئاسة، وعدم اتساق قولها مع فعلها، وكنا نود أن تصارحنا بحقيقة موقفها لا أن تخفي ذلك بخطاب تكذبه الأحداث على الأرض كل يوم. وأضاف الحزب أن الجزء الأكبر من مجهودات الرئيس في الأيام الستة الماضية في التأكيد على وقوفه في وجه إسرائيل، ورفضه لعدوانها، وما أكدته مؤسسة الرئاسة مرارًا وتكرارًا من أن موقف مصر من القضية الفلسطينية قد تغير بعد الثورة مائة وثمانون درجة، أرفقتها برفعها لشعار "غزة في القلب"، وما قيل عن بدء الرئاسة في اتخاذ إجراءات محددة قدمتها على أنها من نوع إظهار "العين الحمراء" لإسرائيل... لم تصنع فارقًا. وفي اختبار سريع لحقيقة الموقف المصري، بدأت إسرائيل تتفنن في محاولة إهانة القيادة المصرية باغتيال المناضل الكبير أحمد الجعبري - قائد كتائب عز الدين القسام -، وأتى ذلك بعد يومين من تداول أخبار مفادها أن مصر ربما تسحب سفيرها من إسرائيل إذا صعدت هجومها البربري على غزة، لكن إسرائيل لم تبال بتحذيرات مصر، وقامت بالفعل بقتله، تلى ذلك أن قامت مصر بإرسال وفد وزاري برئاسة رئيس الوزراء أعقبه قصف إسرائيلي بعد ثلاث ساعات للمقر الذي ألقى منه رئيس الوزراء خطابه في غزة كرسالة واضحة بعدم اكتراث إسرائيل بالمواقف المصرية، واستمرارًا لنفس النهج في سياسة الكيان الصهيوني المتغطرسة، وما إن اجتمع الرئيس مرسي مع رئيس وزراء تركيا وأمير قطر لدعم الصمود الفلسطيني حتى قامت إسرائيل باغتيال أكبر عدد من الشهداء في يوم واحد؛ للتأكيد على ازدرائها لاجتماعهم.