أعربت مجموعة من الأحزاب والحركات السياسية - ممن قاموا بزيارة غزة مساء أمس الاثنين- عن شديد أسفها لما وصفته ب"قلة حيلة مؤسسة الرئاسة وعدم اتساق قولها مع فعلها، قائلة: "كنا نود أن تصارحنا بحقيقة موقفها لا أن تخفي ذلك بخطاب تكذبه الأحداث على الأرض كل يوم". وأوضحت الأحزاب المتمثلة في (الجبهة القومية للعدالة والديمقراطية - حزب مصر القوية - التيار الشعبى - حزب الدستور - حزب التحالف الشعبى الاشتراكى - الاشتراكيون الثوريون - حركة المصرى الحر - ائتلاف ثورة اللوتس - حزب التحالف الشعبى الاشتراكى - اللجان الشعبية للدفاع عن الثورة- حركة حاكموهم) أنهم قاموا بتسيير قافلة شعبية لدعم صمود الشعب الفلسطيني، مؤكدين أنه ولأول مرة نجح كسر الحصار شعبيًا بقافلة ضخمة دون أى إذن من أى جهاز أمنى، وتخلل ذلك رضوخ النظام المصرى لمطالبنا بالدخول دون تعرض لنا أو أى معوقات. وأضافت أن الحكومة المصرية سهلت دخول أكثر من نصف القافلة بالبطاقات الشخصية فى تظاهرة شعبية غير مسبوقة جابت أرجاء غزة وسط مشاعر الاحتضان والفرحة من شعبها، فقابلتها إسرائيل بتشديد القصف فى محيط تحركات التظاهرة المباشرة. وقالت، في بيان لها، بناء على ما تقدم، فنحن وبالرغم من أهمية الكسر الشعبى للحصار اليوم فإننا نعتبر ذلك مجرد بدايات دعم صمود الشعب الفلسطيني وأنه يجب أن يتبعها تحركات شعبية أوسع لدعم نضال الشعب الفلسطيني الصامد في وجه العدو الصهيوني غير مبالين بأي غطرسة إسرائيلية، وغير مكترثين بعدم توازن القوى العسكرية بيننا وبينها، إلا أننا على يقين تام من انتصارنا فى النهاية بعد ما لمسناه من إصرار وتفاني وارتفاع الروح المعنوية بين أبناء غزة وأعضاء القافلة على حد سواء. ووصف الزائرون زيارتهم لغزة بقولهم: على وقع القصف المتواصل دخلنا إلى غزة الصامدة، ومنذ لحظة دخولنا لم تمر دقيقة واحدة لم نسمع فيها دوي الانفجارات أو نري أعمدة الدخان تتصاعد لنستقبل نتائج هذا الفعل الإجرامي على أطفال ونساء غزة فور وصولنا إلى مستشفى الشفاء لنرى سيارات الإسعاف التي لا تتوقف لا تحمل جثثا بل تحمل أشلاء متناثرة لشباب وأطفال غزة، ورغم المآسي وهول الجرائم التي تمارس بحق أبناء غزة وجدنا شعبًا مقاومًا قادرًا على تحمل نتائج العدوان والحصار. ولندرك أن الجزء الأكبر من مجهودات الرئيس في الأيام الستة الماضية في التأكيد على وقوفه في وجه إسرائيل ورفضه لعدوانها وما أكدته مؤسسة الرئاسة مرارًا وتكرارًا من أن موقف مصر من القضية الفلسطينية قد تغير بعد الثورة مائة وثمانون درجة، أرفقتها برفعها لشعار "غزة في القلب"، وما قيل عن بدء الرئاسة في اتخاذ إجراءات محددة قدمتها على أنها من نوع إظهار "العين الحمراء" لإسرائيل... لم تصنع فارقا. وفي اختبار سريع لحقيقة الموقف المصري، بدأت إسرائيل تتفنن في محاولة إهانة القيادة المصرية باغتيال المناضل الكبير أحمد الجعبري، قائد كتائب عز الدين القسام. وأتى ذلك بعد يومين من تداول أخبار مفادها أن مصر ربما تسحب سفيرها من إسرائيل إذا صعدت هجومها البربري على غزة، لكن إسرائيل لم تبالِ بتحذيرات مصر وقامت بالفعل بقتله، وقامت مصر بإرسال وفد وزاري برئاسة رئيس الوزراء أعقبه قصف إسرائيلى بعد ثلاث ساعات للمقر الذي ألقى منه رئيس الوزراء خطابه فى غزه كرسالة واضحة بعدم اكتراث إسرائيل بالمواقف المصرية واستمرارًا لنفس النهج فى سياسة الكيان الصهيونى المتغطرسة، وما أن اجتمع الرئيس مرسى مع رئيس وزراء تركيا وأمير قطر لدعم الصمود الفلسطينى حتى قامت إسرائيل باغتيال أكبر عدد من الشهداء فى يوم واحد للتأكيد على ازدرائها لاجتماعهم.